مفهوم
ادارة المخاطر:
الخطر يتمثل بالمفاجئات والخسائر التي
يمكن ان يتعرض لها سواء أكان ذلك في نتائج أعماله أو شخصه، ويتفاوت تخمين وتقويم
آثار هذه المخاطر من شخص لآخر وهذا ما يسمى (بالخطر الذاتي).
(Subjective
Risk)
والذي يحكمه عاملان اساسيان: التركيبة النفسية لمتخذ القرار من جانب وتجربته
والمعلومات المتاحة له عن النتائج ومديات الانحراف عنها من جانب آخر.
وهناك
من ينظر للخطر من الزاوية الفلسفية والتي تقترن بالاخطار على مستوى الافراد
والمنشآت بالحوادث التصادفية التي يتكبدون من جرائها خسائر فتتفاوت في شدتها مثل
حوادث الطبيعة كالزلازل والبراكين والعواصف والفيضانات وتنعت بظواهر قوى الطبيعة
العفوية، بينما وكذلك حوادث تنعت بظواهر المحتمع مثل السرقة والاحتيال والغش
والتخريب، وغيرها من أسباب سلوكية فردية.
وهنالك
تفسير رياضي للخطر يعتمد اساس نظرية الاحتمالات: هو قياس لأمكانية تكرار
وقوع حادث ما، أو تحقق فرصة معينة بهدف التوصل الى رقم يعبر عن درجة أو قيمة هذه
الامكانية أو الفرصة، ولمعرفة العوامل التي تحكم الظاهرة والوقوف على اتجاهات حركتها.
ويمكن
ان نذكر هنا بعض المفاهيم المتقاربة والمتداخلة مع مفهوم المخاطر مثل كلمة طارئ
(emergency).
تعني
حدثاً أو موقفاً غير متوقع يتطلب تصرفاً فورياً والكلمة بالانكليزية مشتقة من أصل
لاتيني هو الفعل بمعنى ينبثق عن أو يتفجر عن لذلك يتضمن الحادث والمسبب للخسارة
ويتطلب تصرفاً فورياً مثل العاصفة البحرية وجنوح السفينة وغرقها بسبب ظروف البحر
فتدخل ضمن (الخطر البحري) وكذلك حوادث السيارات كالاصطدام أو السرقة أو الحريق
وغيرها...
أما
كلمة مشكلة (problem ) هي ايضاً من أصل يوناني (problema) وتعني أموراً يصعب ترتيبها أو يصعب تحديد أفضل مسار لها أو أفضل
أجراء حيالها، وهنا نرى مفهوم المشكلة مفهوم نسبي من حيث الزمان والمكان والأطر
المعنية لقد جرت العادة على تسمية المشكلة التي تخص دولة أو عدة دول (أزمة) فيقال
أزمة البطالة، الازمة الاجتماعية، ازمة الشرق الاوسط...الخ.
فالازمة
(crisis) كلمة في اللغة الانكليزية كلمة مشتقة ايضاً من أصل
يوناني هو كلمة (krisis) وهي الاسم من الفعل (krinein) وهي تعني النقطة أو اللحظة التي توجب اتخاذ القرار بمعنى اللحظة
الحاسمة أو نقطة التحول([1]) .
والازمة هي مشكلة من
نوع آخر غالباً ما يتطلب جهود أكبر لمعالجتها أو ادارتها وفي حال الفشل في حلها
تكون نتائجها أكثر خطورة مثل اندلاع حرب أو ثورة والتي اصبحت تدرس في الجامعات
العالمية مثل الادارة الاستراتيجية أو معالجة ادارة الازمات وكيف نتعامل مع
المشكلات التي تعترض حياتنا كأفراد أو مؤسسات أو دول ... وتتخذ الاجراءات الوقائية
لمنع حدوثها أو التخطيط لمعالجتها في حال وقوعها وننتقل في تعاملنا مع المشكلات من
العقلية الانفعالية الى العقلية الفاعلة([2]).
والبعض يرى ان المشكلة التي تبقى بدون حسم لفترة طويلة تتحول الى كارثة لأسباب
طبيعية أو بشرية أو تكنولوجية... الخ، فالازمة هي نتائج الكوارث.
أذن ما هو مفهوم
ادارة المخاطر: من الناحية النظرية تنتمي ادارة المخاطر الى علم الادارة وعلى
المستوى التطبيقي تنتمي الى استراتيجيات العمل ولذلك ادارة المخاطر تقع ضمن مهام الادارة
العليا للمنظمة وهي تعتبر جزءاً عضوياً من وظائف الادارة اذ لا يمكن تحقيق
الاستخدام الامثل لموارد المنظمة بغياب ادارة ناهجة للأخطار التي تواجهها.
فالأدارة الآمنة هي
(حجر الزاوية للأدارة الكفء) هكذا يعبر استاذ الادارة الفرنسي لويس هنري فايول سنة
1916 عن أهداف الادارة الآمنة وتتمثل في حماية الاموال والاشخاص من السرقة والحريق
والفيضانات والجرائم، وعلى وجه العموم كافة، الاضطرابات الاجتماعية والكوارث
الطبيعية التي تهدد تقدم المنظمة ومصير اعمالها وبتعبير آخر ( كافة التدابير
الكفيلة بتوفير الامان للمشروع والطمأنينة للفرد)([3]).
أن مصطلح ادارة الخطر
ظهر في اواسط الخمسينات وفي مجال التأمين بشكل خاص وتوالت الاصدارات والمقالات
والندوات التي تعالج مختلف جوانب ادارة الخطر على المستوى النظري والتطبيقي في ضوء
التغيرات الجذرية التي حصلت على كافة المستويات التكنولوجية والاقتصادية
والاجتماعية وتنامي وعي المجتمع والرأي العام بالمخاطر الناشئة عن التطور
التكنولوجي أو عن الطبيعة وانعكاس ذلك في تشريعات الدول كما هو الحال في خطر
التلوث البيئي أو المسؤولية المهنية بأنواعها، وحتى الاخطار الناشئة عن العنف
والارهاب والحروب وبدأت الدول تعقد المؤتمرات والندوات لطرح هذه القضايا ودراسة آثارها
العميقة والسلبية اجتماعياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً وحتى صحياً واعلامياً...
وسبل معالجتها وتحقيق حدة آثارها على المجتمعات وتكاليف معالجتها وأهمية الحاجة
الى تبادل الخبرات فيما بينها في هذا المجال.
اذن ادارة المخاطر
بمفهومها المعاصر:- اطار واسع وشامل لمعالجة المخاطر التي تواجهها المنظمة أو
أية وحدة اقتصادية لذلك فأن ادارة المخاطر في اطارها المعاصر تمثل ظاهرة نوعية
جديدة لا يمكن لهذه الظاهرة أن تأخذ أبعادها التطبيقية الا بتطوير ذهنية شمولية
ازاء الاخطار وتتعامل مع كافة جوانبها وترسم السبل العقلانية لمعالجتها ضمن برنامج
تكاملي ويستلزم ذلك توفر مهارات جيدة ومعلومات أدق ونظم أتصالات وتنسيق متقدمة بين
الجهات المعنية داخل المنظمة([4]).
ومن المهم ان نوضح
أهمية التحليل في ادارة المخاطر، وهي عبارة عن العملية التي تمكن من معرفة
المخاطر وتحليل تلك المخاطر بأستخدام الطريقة المناسبة ومن ثم وضع الحل المناسب
الذي يزيل ذلك الخطر أو يقلل من آثاره فهذه العملية تزيد من نجاح المنظمة ويحقق
أهدافها بأقل ما يمكن من المشاكل والمخاطر...([5]).
وان تحليل المخاطر
ينقسم الى مرحلتين:-
1- مرحلة تحليل نوعي والذي يركز على التقدير
التعريفي والموضوعي للمخاطر.
2- مرحلة التحليل الكمي والذي يركز على المنظور
والمردود التقديري والاحصائي للمخاطر.
\ أدارة المخاطر (هي العمليات التي تتضمن على اسلوب للتحكم بالمخاطر
بعد تحليلها وتحديدها سواء كانت مخاطر من داخل أو من خارج المنظمة ومهما كان
نوعها، مخاطر بيئية أو مخاطر سياسية أو حتى اقتصادية أو اجتماعية أو مخاطر مالية
تواجه الافراد والمؤسسات والدولة عموماً، ومحاولة ادارتها ومعالجتها وتجاوز
الخسارة المترتبة على حدوث المخاطر في ادنى حدودها والاستفادة من ايجابياتها في
الامد البعيد).
[1] - أ. سيد موسى، ادارة الازمات
وتطبيقاتها في قطاع السياحة، الكتاب السنوي للسياحة والفنادق، منشأة المعارف
بالاسكندرية، 1998، ص80.
Post a Comment