النظريات التي تفسر أسباب حدوث الظاهره

لازال الباحثون مختلفون حول اسباب حدوث هذه الظاهره , فبعد حدوثها عام(1972) تطورت البحوث التي تحاول معرفة أسبابها لتعميق المعرفه بها ومحاولة التنيؤ بحدوثها , ألا أن هذه الخطوه لم تتقدم كثيراً فظهرت على أثرها نظريات تحاول تفسير أصل الظاهره وأسباب نشوئها , ومنها:

1- نظرية التراخي أو خمول الرياح التجاريه : بحسب هذ النظريه فأن النينو يحدث بسبب ضعف الضغط العالي لجنوب المحيط الهادي وضعف الرياح التجاريه الجنوبيه على طول ساحل أمريكا الجنوبيه , لذلك يضعف تصاعد الماء من الأعماق أويتوقف , مما يؤدي الى تسخين مستمر في الموقع وزيادة رفع درجة حرارة الماء  ( 1ص140).

    أن ظاهرة التسخين تصل جنوباً الى دائرة عرض (14درجه جنوباً) , خلال فترة ضعف التجاريات , لذا فأن أنتقال الحراره المحسوسه والكامنه من المحيط الى الهواء تصبح دون معدلها , لذلك يختزن المحيط طاقه أكثر من المعدل مما يؤدي الى رفع درجة حرارة الماء , كما ان ضعف التجاريات ينتج عنه تأثير أعظم على  رفع درجة الحراره , وبالتالي فأن أنطلاق النينو يبدو كأستجابه حركيه من المحيط الهادي الى قوى الغلاف الغازي , حيث انه خلال مدة هبوب الرياح التجاريه الجنوبيه الشرقيه بقوه لأكثر من سنة تزداد دورة وولكر نشاطاً حول الضغط العالي لجنوب الهادي ولا سيما للتيار الأستوائي الجنوبي مسببه تكدس الماء في غرب المحيط الهادي الأستوائي , لذلك سيبدو هناك أنحدار في مستوى الماء من الغرب الى الشرق , وحالما تضعف التجاريات الجنوبيه الشرقيه فأن الماء المتكدس في غرب المحيط الهادي سيبدأ بالحركه شرقاً , مما يؤدي الى وصول كميات كبيره من الماء الدافئ الى سواحل الأكوادور وبيرو , وبذلك يبدأ النينو,بسبب ضعف الضغط العالي لجنوب الهادي وضعف التجاريات في كلا النصفين مع أزاحة موقع المنخفض الأستوائي الى جنوب موقعه في الصيف الجنوبي فيزيح الرياح التجاريه الجنوبيه الاعتياديه التي ينتج عنها تصاعد الماء البارد من الأعماق فينقطع تصاعدها(2ص55).





     تعددت الآراء حول أسباب تراخي الرياح التجاريه حيث ترى بعض الآراء أن هناك عوامل تحفز هذا التراخي ومنها دورة وولكر والتذبذب الجنوبي , وهي الدوره الدائرية للبحر والغلاف الغازي مسببه أرتفاع الضغط عند سواحل أمريكا الجنوبيه وأنخفاضها عبر الهادي عند أندونيسيا مؤديه الى هبوب رياح من اليابس الى الماء تدفع المياه الدافئه الى غرب الهادي بفعل الرياح التجاريه الشديدة ومنتجه تصاعد ماء بارد من الأعماق , تنعكس هذه الدوره نتيجة أختلاف ضغط الهواء بين جزيرة ايستر ومنظومة دارون في استراليا فتنتج النينو من هذه الأختلافات التي تحدث عبر معظم الهادي أذ يؤدي ارتفاع الضغط في دارون وأنخفاضه في تاهيتي في منتصف الهادي الى ضعف الرياح التجاريه فيضعف أنحباس المياه الدافئه شرقا فينعكس حركة التيار الأستوائي لينتج عنه دورة وولكر ضعيفه لكنها معاكسه لحركتها الاعتياديه (التذبذب الجنوبي ) مما يؤدي الى تحسن دورة هادلي , وان هذا التنشيط لدورة هادلي سوف ينشط الرياح التجاريه السطحيه قرب سواحل أمريكا الجنوبيه والتي بدورها تعمل على منع تدفق أستمرار المياه الدافئه عبر الهادي وهذا يعني أنتهاء ظاهرة النينو , وعندما يعاد نشاط المياه البارده في شرق الهادي , فأن دورة هادلي تضعف ويصبح الوضع جاهزاً لعودة تيار المياه الدافئه (1,ص141-142).
    هناك رأي آخر يؤكد على أن من نتائج ظاهرة النينو في العروض المداريه تنشيطها للحركه الجويه ومن ثم زيادة فاعلية الرياح التجاريه في تحريك المياه ودفعها غرباً في فترة اللانينو التي تشكل مرحله فاصله مابين حادثتي نينو , يلي ذلك تراكم فاعل للمياه في غرب المحيط الهادي , ومن ثم نشأة النواة الأولى لبداية نينو فيما يشبه الدوره الذاتيه التي يحركها النينو نفسه التي يشار اليها بما اصطلح عليه تسمية التغذيه الأسترجاعيه (3ص453-454) . ويرى هذا الرأي أيضأ أن تراخي الرياح التجاريه ينشط  أمواج تحت سطحيه تسمى أمواج كلفن تزيد من أنخفاض الميل الحراري قبالة سواحل أمريكا ألجنوبيه , وعلى الرغم من ان الرياح التجاريه الجنوبيه الشرقيه التي تهب على أمتداد ساحل أمريكا الجنوبيه لا تهدأ بل تستمر بدفع المياه المتجمعه لتحل محلها مياه دافئه فقيره بالمواد العضويه ونتيجةً لذلك فأن التيار المتجه غرباً بعيداًعن ساحل أمريكا الجنوبيه الأستوائيه لايضعف بفعل امواج كلفن المندفعة نحو الشرق فحسب بل سيكون اكثر دفئاً عما كان علية سابقا وبامتداده نحو الغرب سيعمل على تدفئة المحيط الهادي الاوسط لذا فان الهواء سيرتفع الى الاعلى فوق الماء الساخن جاذبا الفرع الصاعد في تجويف دوران هادلي باتجاه الشرق تتبعه الرياح الغربية التي تقوي امواج كلفن وتولد المزيد منها محدثة امطار غزيرة فوق المناطق الجافة , تطلق الحراره الكامنه التي اكتسبتها عند التبخر من سطح البحرلتنتقل الى الغرب من طبقة التروبوسفير العليا بدل من تدفقها نحو الشرق ,فتعمل دورة هادلي على نقل هذه الطاقة الى التيارات النفاثه الغربية لتدفع نظام العواصف الكبير بعيد عن خط الاستواء ليعود الهواء فيهبط فوق اندونيسيا جافا مسببا طقسا جافا (2ص56-57) .
    هناك راي اخر ثالث يرى ان استمرار هبوب الرياح التجارية سيعمل على تراكم المياه قرب اندونيسيا والامساك بهذه المياه الزائده وابقائها مكانها طالما قوة دفع الرياح اقوى من القوه الطارده الا ان تجمع هذه المياه عند السواحل الشرقية بكثره يضعف من قوة الرياح الدافعه والرياح الساحلية فتعمل جزر المحيط الهادي القوسية الشكل عند النطاق الغربي العريض للهادي ,عمل العدسه المقعره من خلال دفع المياه المتجمعه عند سواحلها بقوة معادله لقوة الريح الدافعة معاكسة لها بالاتجاه , وتجمع المياه عند المركز الذي يتساوى فيه قوة (الفعل للرياح) مع قوة رد الفعل (للتيار البحري المنعكس) لتعيد التوازن اذ ان المحيط الهادي خال من الرفاف والمنحدرات القاريه في الوسط وذو ارضيه بعيدة الاعماق متجانسه ومستقره , وهو حوض شبه مغلق لا تفصله عن القارات التي تمتد حوله سوى معابر بحريه ضحله , لذا لن يتعرض سير التيار المرتد الذي سيعمل على تعميق الحراره , وبما أن حرارة الأعماق متعادله مع درجة حرارة سطح البحر من خلال أنطلاق الحراره الكامنه الى الجو , فأن الأرتفاع في درجة حرارة الاعماق سيسبب زياده في درجة حرارة سطح البحر في وسط المحيط الهادي مما يؤدي الى زيادة الدفء في الجو , مكونا غيوماً محمله بالامطار فيتحرك نظام الضغط الواطىء شرقاً من فوق أندونيسيا الى وسط الهادي مما يؤدي الى أضعاف التجاريات الجنوبيه الشرقيه , ثم عكس اتجاهها شرقا عاكسا بذلك اتجاه التيار البحري السطحي مولدةً موجة كلفن التي تعمل على تجمع المياه عند السواحل الشرقية للمحيط الهادي دافعه مستوى الحد الحراري الى اعماق كبيره مما يؤدي الى قطع امدادات المياه بالغذاء عن قاع المحيط الى السطح (2,ص58).
2- نظرية إزاحة موقع الضغط العالي في النصف الشمالي جنوب موقعه:ترى هذه النظرية وجود ارتباط بين مظاهر الغلاف الغازي ,وان الشذوذ في حرارة البحار المدارية له تاثير في تغير موقع الجبهه الاستوائية (ITCZ) التي يكون موقعها الاعتيادي شمال خط الاستواء ونتيجة لتقدم الضغط العالي شبه المداري في النصف الشمالي جنوب موقعه سوف يسبب تقلص في نطاق الرياح الجنوبية المسؤوله عن تصاعد الماء البارد (upwelling) عند السواحل الغربية وبذلك تستطيع الرياح التجارية الشمالية الشرقية ان تعبر خط الاستواء ليصبح موقع (ITCZ) جنوب خط الاستواء,مما يسمح للمياه الدافئه في شمال خط الاستواء من العبور الى النصف الجنوبي مانعة استمرار التيار البارد قاطعة المياه الباردة ليصل تاثيرها احيانا الى دائرة عرض 15جنوبا (2,ص59)

3- نظرية اختلاف مواز نة الطاقه المحليه بسبب تقدم اضطرابات من النصف الشمالي : هي نظرية تركز على مفهوم الطاقة الاقليميه والحركيه وهي ذات راي مضاد لنظرية تكون النينو من تغير نظام المحيط –الغلاف الغازي فوق منطقة المحيط الهادي الاستوائي وما جاوره حيث يقترح ليتو اصل اقليمي للظاهره لها علاقه باختلاف توازن الطاقه من هجرة موضعية للاضطرابات في الدوره الشتويه شمال خط الاستواء ينتج منها تساقط مطري في المنطقه الجافه جنوب الاكوادور وشمال بيرو,عند دائرتي عرض 4-5 شمالاوبالرغم من عدم استمرارها لمده طويله الان رطوبة التربه الناتجه من الامطار تستمر حتى تتبخر ,فان الطاقه الاشعاعية المخصصه للتواصل الجاف تقل كما يقل المدى الحراري اليومي , وهذا يؤدي أضعاف ضغط الرياح على الساحل مسبباً ضعف تصاعد الماء البارد من الاعماق , ومع أختفاء تصاعده فأن الماء الدافئ يغزو المنطقه جنوب خط الاستواء من الشمال , مؤديأ الى زيادة التبخر وبالتالي زيادة سقوط الامطار , وبالنتيجه زيادة محدوده من الرطوبه مصدرها خارج المنطقه تعمل كبدايه لأنطلاق عمليه تؤدي الى استمرار التساقط من رطوبةً محليه تستمر لفتره طويله بعد أن تختفي الأضطرابات الاصليه (1ص145) .
4- نظرية دورة البقع الشمسيه: هي أحدى النظريات التي تحاول تفسير نشؤ النينو فتربطه بأختلاف كمية الاشعاع الشمسي الواصل من خارج الغلاف الجوي الذي تكون نسبته ثابته مقدارها (1,99سعره\سم2\دقيقه) وتسمى هذه الكميه من الاشعه الواصله الى الارض بالثابت الشمسي الذي قد يختلف لمدةً قصيره نتيجه لظهور البقع الشمسيه في مواسم دوريه تبلغ أحدى عشر سنه بأحجام كبيره وصغيرة تعيش مابين عدة ساعات وعدة أشهر , وهي عباره عن أعاصير جباره على هيئة سحب كثيفه داكنه بأشكال وهيئات مختلفه نتيجه لتفيجيرات غير أعتياديه تحدث في الشمس تؤدي الى حدوث تغيرات في الظواهر الجويه للمناخ على سطح الارض , وبالتالي هذه النظريه تحاول تفسير عدم انتظام حدوث النينو (2ص6).









 المبحث الثالث التأثيرات البيئية و الحياتية لظاهرة النينو

1- التأثيرالمناخية:
       ان ظاهرة النينو ظاهره مائيه لكن حدوثها يؤدي الى ظهور تأثيرات ماخية كبيرة ربما يتعدى الحدود الإقليمية إلى التأثير  على المناخ العالمي برمته,حيث لايمكن عزل التغيرات التي تحصل في مياه المحيطات عن الجو المحيط بها,وبما ان المنطقه المداريه بيابسها ومائها وبما تمتلك من فائض طاقه وبخاصة البحار والمحيطات,هي المحرك الرئيسي للجو الارضي فأن أي تغيرات في المخزون الحراري المحيطي وفي درجة حرارة سطح الماء بمساحات كبرى سيترك أثاره في تغيرات المناخ الواسعة  فيها,ولا يقتصر تأثير النينو في حركة الجو في ألمنطقه ألمداريه فقط بل يتعداها الى العروض الوسطى,كما أن لظاهرة النينو أثار واضحه في تركيز ثاني اوكسيد الكربون ونشأة العواصف والاعاصير وقلة الامطار في منطقة ووفرتها في أخرى وارتفاع الحراره في منطقة وانخفاضها في أخرى,وعموما ًيمكن أجمال التأثيرات المناخيه لظاهرة النينو بما يلي:
1-    التغير في درجة الحرارة والظغط الجوي والرياح.
2-    التفاوت الكبير في كميات التساقط.
3-    تغير نسبة غاز ثاني اوكسيد الكربون وغاز الاوزون.
4-    التغير في تكرا ر ومسارات العواصف المداريه (الهيريكن).
5-    التأثيرات على امتدادات وحركات الامواج العليا للغلاف الغازي.
    ان هذه التاثيرات المشار اليها تعمل متداخله مع بعضها ويؤثر بعضها على البعض الاخر حيث ان النينو يحدث كما اشرنا في البحث نتيجة استمرار هبوب الرياح التجارية الجنوبيه الشرقية وتراكمها قرب اندونيسيا,وان تجمع هذه المياه بكثره يجعل أي تغير بسيط في الدورة المناخية يؤدي الى اضعاف الرياح لمده كافية تسبب اندفاع المياه شرقاً عبر الهادي فترتفع حرارة سطح المحيط قرب امريكا الجنوبية وتؤدي الى اضعاف نطام الضغط العالي فتقل سرعة الرياح التجاريه ثم تختفي اخيرا لينعكس اتجاهها وتبدأ بالاندفاع من الغرب لتعكس مناسيبها في الغرب بالميلان بأتجاه الشرق رافعه مستوى  المياه ودرجة الحراره السطحية عند سواحل امريكا الجنوبية , فمثلا أدى حدوث ظاهرة النينو في عام 1997-1998الى شذوذ ايجابي في درجة حرارة سطح المياه عبر الهادي الاوسط والشرقي تجاوز(2-5مْ)فوق المعدل , بل انها تجاوزت اكثر من 5م قرب جزر جالاباجيوس وعلى طول سواحل بيرو الشمالية,ولقد ارتفعت درجة حرارة سطح المياه الى اكثر من( 28مْ)في الاجزاء الوسطى والوسطى الشرقية من المحيط الهادي منذ بداية شهر مايو 1997 (3,ص457-458)
     ان الارتفاع في درجة حرارة الماء يرفع من حرارة الهواء حيث لوحظ ارتفاع درجة حرارة سطح الارض للسنة التي تعقب النينو حيث ارتفعت درجة الحرارة لسنة 1988(السنه التي اعقبت النينو 1986-1987)بمعدل (32/0مْ) عن المعدل العام  للاعوام 51-1980 كما لوحظ ارتفاع معدل درجة الحرارة لسنة 1991 بمعدل ( 39/0مْ) وعام (1995)(38\0) وعام (1998) (44\0) وبشكل عام لوحظ ارتفاع مقاييس الحرارة في كلا نصفي الكره الارضيه زيادة مقدارها 5/1م (2,ص66)
    ان ارتفاع درجة  حرارة  سطح الماء ومن ثم رفع درجة حرارة الهواء يؤدي بالنتيجه الى زيادة كميه الامطار الساقطه فمثلا في شيلي سجلت درجات حرارة (30-40مِْ) في الاشهر من آيار الى تشرين الاول عام 1997 مما جعلها تسجل تساقط مطري (300-400ملم)في الشمال الى (900-1000ملم)في الجنوب,لذا سجل المعدل اكثر من الطبيعي فوق كل شيلي بحوالي 100-300ملم وتسلمت سانتيا في منتصف 1997 بنحو مايقارب 700ملم وهي آعلى درجه من المعدل الذي هو 250ملم,وكان معدل التساقط في كالي الجنوبيه والنصف الجنوبي لكينيا 400ملم فوق المعدل لنفس العام,وكذلك الحال في شمال شرق بوليفيا,شمال بيرو والاكوادور,وكولومبيا,بنما,كوستاريكا,نيكاراكوا,حيث تسبب زيادة الامطار بحدوث فيضانات مدمره وانزلاقات ارضيه , اما في نصف الكره الشمالي فقد سبب النينو تساقطاً قليلآ فوق امريكا الشماليه وفوق الهند حيث قلت الامطار الموسميه الصيفيه شمال غرب الهند في حين سجلت هونكوك هطول مطري زاد عن المعدل بــ(700ملم) وخلال حزيران وتموز وآب من نفس العام تجاوزت الامطار (2400ملم) نتيجة لاستجابه جنوب شرق اسيا لخمس آعاصير استوائيه اثرت في الصين بالقرب من هونكوك فسببت احداث فيضانات على السواحل الجنوبيه الشرقية للصين(2,ص64-65)
   كما آشارة البحوث الحديثه لمركز مناخ الغرب الاوسط في الولايات المتحده الى ان الارتفاع في درجة الحراره التي رافقت التكرارات العنيفه لظاهرة النينو ترتب عليها انخفاض في التساقط آلاجمالي للثلوج من(10-20أنج) في المناطق الواقعة شمال الينوي وآنديانا,وعلى طول الجوانب الغربيه لولاية مشيكان,وفي الاجزاء العليا من شبه جزيرة مشيكان,وغرب مركز منيسوتا,وجنوب شرق وشمال داكوتا,والحافات الشرقية لبحيرتي آيري وآنتاريو,آما الآجزاء الباقيه من الغرب الآوسط فيظهر فيها انخفاض بمقدار(1-10انج)وتنتشر ظاهرة الجفاف في جنوب آفريقيا,وجنوب الهند,سريلانكا,الفلبين,اندونيسيا,تايلاند,استراليا,جنوب بيرو,غرب بوليفيا,المكسيك,وسط الولايات المتحده الامريكيه,ويترتب على ذلك حدوث حرائق في جنوب شرق آسيا وتعقيد مشكلة المجاعه في جنوب آفريقا التي تعاني من مشكله الفقر ,(5,ص8)
      كما يرى الباحثون ان ظاهرة النينو تعد سببا يحد من تطور العواصف المداريه والهريكين في المحيط الآطلسي,ولكن اعداد العواصف المداريه تتزايد فوق المحيط الهادي الشرقي والاوسط,غير ان ظاهرة النينا (مرحلة البروده) في المحيط الهادي الآستوائي تكون ملآئمه لنشآة الاعاصير المداريه الهريكين وتطورها.(3,ص454)
     يعتقد ان تاثير ظاهرة النينو لايقتصر على حركة الجو بين المدارين ,وانما يتعدى ذلك الى العروض الوسطى عند المستويات العلويه والسطحيه,وان هذا الآعتقاد يعود الى فكرة الآرتباط عن بعد (Teleconnection),وهذه النظريه تشير الى وجود علاقه آرتباط بين مظاهر الغلاف الغازي .فعندما يحدث تغير في جزء من آحدى خلايا الدوره العامه للرياح ,فآن هذا التآثير سوف ينتقل بعد فتره الى اجزاء الخليه الآخرى .فمثلا لوحدث تحرك او تغير في موقع الجبهه الآستوائيهITCZ فوق مكان ما ,فآن هذا التغير سينتقل ليؤثر على المواقع الآخرى للجبهه,وهناك من يعتقد ان خلايا الدوره العامه للرياح تتبادل بعض مؤثراتها,وان هناك نقاط ارتباط بينها ,لذلك فآن اي تغير في موقع خليه من الخلايا الثلاث , سيؤثر على موقع الخليه الثانيه وربما الثالثه (1,ص146-147) اذ تتصل خلية هادلي بالعروض الوسطى في منطقتين الآولى منطقة التلاقي (Convergence) الواقعه عند الحافه العليا لخلية هادلي والثانيه منطقه الافتراق (Divergence) على السطح لذلك فآن المناخ الناتج في خلية هادلي سينتقل الى مناخ العروض الوسطى ,حيث يتزايد انتقال الهواء والطاقه في المستوى العلوي من طبقة التروبوسفير الى حزام الضغط المرتفع شبه المداري(دائرة عرض 30 ْ) مؤديا ذلك الى تعاظمه في المستويات العليا والدنيا, مترتبا عليه تدرج كبير في الضغط باتجاه القطبين و بالتالي ازدياد في سرعة الرياح الغربيه العلويه وفي حركتها النطاقيه,  فينعكس ذلك على طبيعة الحركه الموجيه العليا , من حيث سعة الموجات وطولها , والمعروفه بآمواج روسبي المصاحبه للتيار النفاث القطبي , بما لها من دور في توجيه المنخفضات الجويه السطحيه ,وفي تشكيلها ,مما تظهر آثاره واضحه في تقلبات الطقس في العروض الوسطى ,كآستجابه مباشره او غير مباشره لظاهرة النينو ,وتتمثل عموما بشدة الآظطرابات الجويه في العروض بين 40-60 درجه شمالآ وجنوبا ,وباضطرابات اقل في العروض شبه المداريه ,التي يزداد في اجوائها العليا  حركة التيار النفاث شبه المداري مع فترة ظاهرة النينو.
     كما يعتقد ايضا ان تدفق ثاني اوكسيد الكربون من المحيط الى الجو ينقص كثيرا في فترة النينو ,الا ان هذا الامر وحده لايكفي لتفسير التذبذبات الملحوظه في مستويات ثاني اوكسيد الكربون الجويه الآرضيه او الآقليميه .كما ان اختلافات co2 خلال احداث النينو من حيث الزمان والمكان ,لايمكن عزلها عن مصادره الآساسيه من الغلاف الحيوي والصخري .وقد اشاربعض العلماء ,الى ان الزياده الرئيسيه في co2 الجوي عند نهاية فترة النينو مصدرها الغلاف الحيوي الارضي ,وسببها الجفاف والحرائق في آسيا الجنوبيه الشرقيه المصاحبه مع فشل الموسميات ,وهذا مايعاكس الشذوذ السلبي في فتره النينو بفعل تدني نسبة التدفق المحيطي والحيوي (3,ص453-454)
     كما يعتقد ايضا ان غاز الاوزون يميل نحو النضوب في نصف الكره الشمالي عند دوائر العرض القطبيه ,وبدا هذا الميل واضحا في عام 1997 وجاء بدرجة اقوى من عامي 1982-1983 مما جعل موقع غاز الآوزون خلال ربيع القطب الجنوبي مشابه في حجمه ومقداره لتلك السنوات الاخيره .(2,ص63),ولعل اغرب التاثيرات التي احدثتها ظاهرة النينو في 1982-1983 هو ما اكتشفه فريق العلماء في جامعة كامبريديج بولاية ماساشوستس من تغير لزاوية عزم الآرض وزيادة طول اليوم بمقدار 2/0ملي ثانيه(5 ص3)

2-التآثيرات الماديه والبشريه:- تشير حوادث النينو الى تسببها في حدوث كوارث ماديه وبشريه كبيره ناتجه عن الجفاف و الامطار الغزيره والحرائق , فقد قدرت الخسائر الناتجه عن ظاهرة النينو في 82-1983 بحوالي 13 مليون دولار وقتل حوالي 1300-2000 شخص (5,ص3)
      تؤدي ظاهرة النينو الى هلاك اعداد كبيره جدا من اسماك الآنشوفه والتي يعتمد عليها صيادو الاسماك في البيرو والاكوادور وما يتبعها من صناعات سمكيه وبشكل عام فقد تآثرت الحياة البحريه في المحيط الهادي بهذه الظاهره فقد هربت اسماك القرش من انواع (ابو مطرقه) والذي يفضل المياه البارده بينما مات المرجان واوز البرنقيل وتعاني  الاجوانه وهي نوع من الزواحف من مشكلة الغذاء بعد ان فقدت الطحالب التي كانت تتغذى عليها ,وماتت ايضا طيور الآطيش ذات الآقدام الزرقاء (5,ص4) .كما ادت هذه الظاهره الى تناقض كبير جداً في صناعة المخصبات العضويه , التي تآتي عن طريق الطيور البحريه والتي تفتات على سمك الآنشوفه .ويؤدي هلاك اعداد كبيره جدا من الاحياء البحريه تنتج في مياه البحر كميات كبيره من سلفات الهيدروجين وهذه المادة تلون جسم السفن باللون الابيض ,ويطلق البحاره على هذه الحاله (دهان كالاو) , كما تؤدي هذه الظاهره الى اضرار كبيره بالزراعه واتلاف الاف الهكتارات من المحاصيل ,واضرار بليغه بالطرقات ,والمدارس والمنازل ,وجميع البنى التحتيه نتيجة الفيضانات والرياح والانزلاقات الارضيه وجرف التربه .كما تتكاثر الحشرات على شكل موجات فتؤثر في الانتاج الزراعي وتتفشى الامراض الناتجه عنها. وبرغم الاثار السلبيه الناتجه من هذه الظاهره الا ان آثار ايجابيه كثيره تنتج عنها منها مثلا ملئ الخزانات المائيه من خلال الامطار الغزيره .في الاقاليم الجافه ونمو كبير للمراعي وتضاعف اعداد قطعان الحيوانات وامكانية زراعة محاصيل لم تكن تزرع في الظروف الاعتياديه مثل القطن .

3- التأثيرات الصحية:- نتيجة للتغيرات الشديده على المناخ والتي تحدثها ظاهرة النينو, قد تنتشر العديد من الفطريات  والبكتريا والفايروسات ,وبالتالي تنتعش الامراض المعدية ,مثل التهاب الكبد الوبائي ,والتيفوئيد,والكوليرا,والملاريا ,والالتهاب الدماغي الذي  انتشر  بشده في الساحل الشرقي للولايات المتحده بعد حادثة النينو عام 1982-1983 واتشار البعوض والفئران والثعابين وحتى اسماك القرش التي تكرر هجومها على ساحل اورغونOregon بالولايات المتحده ,كما تكثر الافات الزراعية مثل القوارض والحشرات .

4- التأثيرات الحضارية :- يرى بعض العلماء ان هذه الظاهره كانت سببا في تدمير العديد من الحضارات  لمدة تقدر بخمسة الاف سنه ,بينما يرى البعض الاخر انها لم تكن على الاطلاق السبب الوحيد لانهيار اي حضاره من الحضارات ,ويعتقدون ان هذه الظاهره قامت بدور القشه التي قصمت ظهر البعير بعد توافر العوامل الاخرى للانهيار ,وقد اشار بعض العلماء الى ان حدوث هذه الظاهره ادى الى سقوط حضارة  (الموسن) في بيرو القديمة ,فعلى الرغم من ان تلك الحضاره استطاعت تفادي اخطار هذه الظاهره عدة مرات ,الا ان المره الاخيره ادت الى تدمير نظام الري الناجح الذي اقامه ابناء هذه الحضاره فكانت هي الضربه القاضيه ,وفيما يتعلق بحضارة المايا ,فآن الدراسات التاريخيه ,تشير الى ان انهيار تلك الحضاره جاء متزامناً مع التقلص الشديد في دورة الامطار ,والبعض الاخر يرى ان النينو ليس لها علاقه بانهيار الحضارات المختلفه ,حيث انه لم تظهر دلائل ملموسه تشير الى وجود نقص في المياه ادى الى انهيار تلك الحضاره.

Post a Comment

أحدث أقدم