تعمل البنوك التجارية
في ظروف اقتصادية متغيرة تتحمل فيها درجات مختلفة من المخاطر البنكية، خاصة مخاطر منح القروض الشيء الذي يفرض
عليها إعطاء هذه المشكلة قدرا كبيرا من الأهمية، و القيام ببعض الإجراءات الكفيلة بتقليل تلك
المخاطر إلى أدنى حد ممكن، مستغلة في ذلك كفاءة مسيري البنوك التجارية و مختلف
الطرق و الوسائل المتجددة في هذا الميدان التي تفرزها الدراسات و الأبحاث المهتمة
بهذا الجانب، خاصة مع تطور التقنيات و حداثة الوسائل التي سهلت من مهمة البنوك في
التمويل. وفي جميع الحالات فهي تبحث عن الطريقة الأجدر بالتقدير الفعال لتلك
المخاطر، في وقت تعرف فيه الحياة الاقتصادية تطورا سريعا، وطلبا متزايدا على
التمويل. لذا يعتبر عنصر المخاطرة من أكثر اهتمامات الدراسات الأكاديمية و المهنية
التي تعمل جاهدة على التقليل منها إلى أدنى حد ممكن مما يزيد من فرص الحصول على
الأرباح.
وفي ظل هذه الظروف،
تعمل البنوك التجارية بإمكانيات محدودة وأساليب كلاسيكية في التنبؤ بمخاطرة القرض
، كالتحليل المالي الكلاسيكي مثلا، في حين تستخدم مختلف البنوك التجارية العالمية
بعض الطرق الإحصائية الحديثة و المساعدة على اتخاذ القرار، والتي حققت نتائج جد
مشجعة، حيث خلصنا إلى امكانية تطبيق هذه الطرق وأهميتها في إدارة المخاطر البنكية.
يعد موضوع إدارة
المخاطر في البنوك التجارية جوهر اهتمام الدراسات الأكاديمية والمهنية في مجال الإدارة
حيث تظهر أهميته في تفعيل وترشيد اتخاذ القرار وخاصة عندما يتعلق الأمر بمنح
القروض البنكية. ويمكن معرفة أهمية هذه الدراسة بمجرد معرفة الخسارة القادمة والمخاطرة
الكبيرة المرتبطة بسوء تقدير البنك للوضعية المالية للعميل.
إن من بين الأسباب
الحقيقية التي قادتنا إلى القيام بهذه الدراسة هو محدودية استخدام الطرق الإحصائية
الحديثة من طرف البنوك التجارية خاصة في الدول العربية إن لم نقل أنها معدومة
واكتفائها بأساليب التحليلي المالي فقط رغم بساطة هذه الطرق وقدرتها الكبيرة في
التقدير و إدارة المخاطر المستقبلية، وما
يبرر وجهة نظرنا هو اعتماد البنوك الأجنبية على هذه الطرق حيث كانت السباقة إليها.
تهدف هذه الدراسة إلى
تحديد نماذج رياضية إحصائية يمكن الاعتماد عليها في إدارة مخاطر البنك التجاري.
مفهوم المخاطر في البنوك التجارية وأنواعها:
تلعب
البنوك دروا هاما في النشاط الاقتصادي حيث لا يقتصر تأثير نشاطها
على المجتمع المالي فقط بل يمتد أيضا إلى غيره من المجتمعات الأخرى نظرا للعلاقات
المتبادلة بين البنوك داخل وخارج الدولة.
و تتعرض البنوك وفقا لطبيعة نشاطها للعديد من المخاطر حيث أن السمة الأساسية
التي تتصف بها البنوك في الوقت الحاضر هي مدى قدرتها على التعامل مع المخاطر التي
لم تعد تقتصر على نوع واحد فقط هو المخاطر الائتمانية بل تعددت أنواع تلك المخاطر
و تشعبت إلى الحد الذي أصبح فشل العديد من البنوك و المؤسسات المالية في الآونة الأخيرة لا يرجع
فقط إلى المخاطر الائتمانية و لكن يرجع إلى أنواع أخرى من المخاطر.
إن
الاهتمام الأساسي لبنوك المستقبل ليست هي الأموال و لكنها المخاطرة حيث تتمكن
البنوك من تحقيق التفوق على منافسيها عن طريق تعظيم عوائدها من خلال المخاطرة و
بالنظر إلي أهمية المخاطرة[1]
في العمل المصرفي، لذا فمن الضروري تناول
مفهومها و أنواعها بقدر ملائم من الإيضاح و التحليل
Post a Comment