الماء هو اهم مورد طبيعيا أساسيا للحياة ومادة
ضرورية يرتكز عليها الجزء الأكبر من الأنشطة الاقتصادية للإنسان، كما أنه مورد
نادر يتميز توفره بعدم الانتظام في الزمان والمكان
إن تنمية
المراد المائية ينبغي أن تمكن من ضمان
احتياط مائي كاف من حيث الكم والكيف لفائدة المستعملين، وذلك طبقا لتطلعات التنمية
الاقتصادية والاجتماعية المتناسقة ولتوجيهات تصاميم إعداد التراب الوطني
وللإمكانيات التي وفرتها الطاقات المائية المتاحة بهدف تهيئتها، وذلك بأقل تكلفة.
يسعى هذا القانون إلى إقرار سياسة وطنية مائية
مبنية على نظرة مستقبلية تأخذ بعين الاعتبار تطور الموارد المائية من جهة،
والحاجيات الوطنية من جهة أخرى متضمنا تدابير قانونية ترمي إلى ترشيد استعمال
الماء، وتعميم الاستفادة منه، وتضامن الجهات، وتدارك الفوارق بين المدن والبوادي
في إطار برامج تهدف إلى تحقيق الأمن المائي على مستوى مجموع تراب المملكة.
كما سيساهم بشكل فعال في خلق الإطار الملائم
للشراكة بين الإدارة والجماعات القروية بغية الإسراع في تدارك الفوارق بين المدن
والبادية في إيصال الماء الصالح للشرب.
في هذا الصدد، يشكل قانون الماء الأساس القانوني
لسياسة الماء في البلاد، بحيث يرمي إلى تحقيق الأهداف التالية :





كما أن هذا القانون يهدف كذلك إلى الرفع من قيمة
الموارد المائية ومن مردودية الاستثمارات الخاصة بالماء أخذا بعين الاعتبار
المصالح الاقتصادية والاجتماعية للسكان من خلال الحفاظ على الحقوق المكتسبة.
ولبلوغ هذه الأهداف وتدعيم الإطار المؤسسي
الموجود في مجال تدبير الماء، أحدث قانون الماء وكالات الأحواض، وهي مؤسسات عمومية
تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي. وتتمثل مهمتها في تقييم وتخطيط وتدبير
موارد المياه على صعيد الأحواض المائية. ويمكن لهذه الوكالات منح قروض ومساعدات
وإعانات لكل شخص يقوم باستثمارات لتهيئة الموارد المائية أو المحافظة عليها.
وتتشكل مواردها من الإتاوات المستحقة عن استعمالات الماء، ومن القروض ومن المعونات
ومن الهبات ... وهكذا، وبفضل المرونة في التسيير واتخاذ القرارات المتاحة لوكالات
الأحواض، يمكن لكافة مستعملي الماء في الحوض الواحد الاستفادة من الدعم المالي
والمساعدة التقنية اللازمة لهم لإنجاز العمليات المتعلقة باستغلال الملك العمومي
المائي.
ويرتكز قانون الماء على عدد من المبادئ
الأساسية الناتجة عن الأهداف السالفة
الذكر. ويتعلق الأمر بما يلي :







ومن مميزات هذا القانون أيضا، أنه سيساهم في
تحسين الوضع البيئي للموارد المائية الوطنية، حيث سيكون أداة فعالة لمحاربة تلوث
المياه علما بأن تحقيق هذا الهدف يتطلب عملا تشريعيا إضافيا في مجال تدبير الشواطئ
وتقنين استعمال الموارد الكيماوية المستعملة في الأنشطة الاقتصادية الإنتاجية.
إن قانون الماء سيمكن من وضع قواعد جديدة
لاستعمال الماء تتلاءم والظروف الاقتصادية والاجتماعية للمغرب المعاصر. وسيرسي الأسس لتدبير ناجع في
المستقبل، وذلك لرفع التحديات المرتقبة لضمان تزويد البلاد. كما أن هذا القانون
الجديد سيسمح باستثمار الجهود الكبيرة المبذولة من أجل تعبئة واستعمال الماء
وجعلها ملائمة لتطلعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمغرب القرن الواحد
والعشرين.
Post a Comment