الإنتاج الصناعي:
يقصد بالصناعة الأنشطة التي يغير بها الإنسان شكل أو طبيعة المواد
الخام الزراعية، أو المعدنية أو الحيوانية
أو الغابية و يحولها إلى منتجات تحق متطلباته المتعددة
وقد تكون المواد المستخدمة في الصناعة على حالتها الطبيعية مثل الخامات المعدنية أو الأخشاب. وقد تكون مواد نصف مصنعة مثل الصلب و الجلود المدبوغة و الدقيق و الخشب المنشور لكي تستخدم في عمل منتجات جديدة، ولذلك قد يكون المنتج النهائي لصناعة معينة هو نفسه المادة الخام لصناعة أخرى. فالحديد يستخدم في صناعة الصلب، والصلب يستخدم في صناعة الآلات والماكينات. كما يستخدم الخشب اللين في صناعة لب الخشب الذي يستخدم بدوره في صناعة الورق الذي تعتمد عليه صناعة الطباعة والقطن بالنسبة للمنسوجات.
وقد تكون المواد المستخدمة في الصناعة على حالتها الطبيعية مثل الخامات المعدنية أو الأخشاب. وقد تكون مواد نصف مصنعة مثل الصلب و الجلود المدبوغة و الدقيق و الخشب المنشور لكي تستخدم في عمل منتجات جديدة، ولذلك قد يكون المنتج النهائي لصناعة معينة هو نفسه المادة الخام لصناعة أخرى. فالحديد يستخدم في صناعة الصلب، والصلب يستخدم في صناعة الآلات والماكينات. كما يستخدم الخشب اللين في صناعة لب الخشب الذي يستخدم بدوره في صناعة الورق الذي تعتمد عليه صناعة الطباعة والقطن بالنسبة للمنسوجات.
وقد ظهر أول شكل مسبط للصناعة منذ نحو مليون سنة عندما استطاع الإنسان
تشكيل الصخور و استغلالها في إنتاج أداة حجرية مبسطة، وكانت هذه بداية لانتشار
صناعة الأدوات الحجرية وتبعها صناعة الأدوات العظيمة ثم استغلال الأخشاب والصلصال الذي
استخدم في صناعة الأواني الفخارية.
وتمكن الإنسان من صنع ملابسه و طعامه و مسكنه مستغلاً مهارته و مساعدة
الحيوان له و ذلك بهدف إشباع الحاجات الضرورية له.
ومع قيام الثورة الصناعية خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر شهدت
الصناعة تغيراً جذرياً في طبيعتها و أساليبها و منتجاتها ، فقد اعتمدت الصناعة
خلال هذه المرحلة على الطرق الآلية و تقسيم العمل و التخصص و الإنتاج الكبير.
ومنذ منتصف القرن العشرين وصلت الصناعة إلى مرحلة متقدمة إلى حد كبير رغم
قصر المدة لتزايد معرفة الإنسان وتعدد ابتكاراته و استخدامه للعقول
الالكترونية والتكنولوجيان المتقدمة التي
ساعدت على تقدم الصناعة من حيث الكم والكتف.
وقد ترتب على الصناعة الحديثة تغييرات جذرية في توزيع السكان، كما ترتب
عليها ارتفاع مستوى الدخول ، و انتشار الرفاهية، و توفر الخدمات و المرافق
المختلفة ، و ارتفاع نسبة العاملين في الصناعة ، و تغير في موازين الدول إذ أصبحت
الصناعة تعد مقياساً لتمييز الدول المتقدمة و الدول المتخلفة أو النامية.
أولا- أنواع الصناعة و أسس تصنيفها :
هناك عدة طرق تتخذ للتمييز بين
الصناعات المختلفة منها ما يعتمد على نوع المادة الأولية كأساس للتقسيم كما يلي :
1.
الصناعة الزراعية : و هي إما غذائية
كصناعة طحن الحبوب أو صناعة النسيج مثل صناعة المنسوجات القطنية.
2.
الصناعات
المعدنية : مثل صناعة الحديد والصلب.
3.
الصناعات الحيوانية : مثل صناعة المنسوجات
الصوفية و الألبان و الجبن و صناعة الجلود.
4.
الصناعات الغابية : مثل صناعة الورق و
الأثاث.
5.
الصناعات الكيميائية : مثل صناعة الأدوية
و الأسمدة و البتروكيماويات و هناك طريقة تتخذ من المنتجات الصناعية نفسها و في
ضوئها تقسم الصناعة إلى قسمين رئيسين:
1.
صناعة السلع الاستهلاكية: و هي السلع
سريعة الاستهلاك التي توزع على نطاق واسع
و ترتبط بحياة الإنسان مثل الصناعات الغذائية و الأدوية.
2.
صناعة السلع المعمرة : و هي التي تنتج سلعاً باقية و هي عادة محدودة
التوزيع نسبياً كالسيارات و الثلاجات و أجهزة الراديو و المكيفات و صناعة الأثاث.
و هناك طريقة تتخذ الخصائص العامة للعملية الصناعية و نوع المنتج أساساً
للتقسيم و في ضوئها تقسم الصناعة إلى
قسمين:-
1.
الصناعات الثقيلة : و هي التي تحتاج إلى
رءوس أموال كبيرة و خبرة عالية و حركة ضخمة
للمواد الخام ، و تنتج سلعاً معمرة مثل صناعة السفن و المعدات الحربية و
صناعة الطائرات.
2.
الصناعات الخفيفة: و هي التي تتمثل في الصناعات الغير معقدة كصناعة
النسيج وصناعة الجلود و صناعة الأثاث و الصناعات الغذائية و صناعة الورق و
الطباعة و صناعة الساعات.
ورغم تعدد
المصطلحات التي استعملت في تقسيم الصناعات إلا أنه ليس هناك اتفاق على مصطلح جامع
مانع يمنع التداخل بين هذه المصطلحات ،إلا أن هناك تقسيماً يعتمد في التمييز بين أنواع الصناعة
على العلاقات المؤثرة في توزيعها الجغرافي . وفى ضوء هذه الظروف يمكن تقسيم
الصناعة إلى ما يلي:
1.
الصناعات الاستخراجية أو الأولية:
و هي التي تستغل الموارد الطبيعية للأرض
سواء كانت معدنية أو نباتية و تغير من وضعها لتجعلها صالحة لاستعمال الإنسان
كاستخراج المعادن من باطن الأرض و الزراعة و الصيد و قطع الأحجار و قطع الأشجار من
الغابات. و غالبا ما تكون منتجات هذه العمليات خامات لصناعات أخرى كالمعادن التي
تخرج من باطن الأرض التي تحتاج إلى عمليات صناعية أخرى حتى تتحول إلى سلع صالحة
للاستعمال . و قد تكون المنتجات المستخرجة من باطن الأرض وقوداً أو مصدر طاقة
تستغل في مختلف الأغراض مثل الفحم و البترول التي ترجع أهميتها إلى الطاقة التي
يمكن أخذها منها لإدارة المصانع و وسائل النقل المختلفة.
وهذه الصناعة ترتبط
بالظروف الطبيعية ارتباطا كبيرا. فالزراعة تمارس حينما تسمح الظروف الطبيعية بذلك،
و صيد الأسماك يمارس عندما توجد البحار و البحيرات و المجارى المائية التي تعيش
فيها الأسماك ، و عمليات التعدين توجد حيث توجد المعادن و حينما يكون استغلالها
ممكنا من الناحية التجارية.
كما يرتبط العمل بهذه
الصناعات بالعوامل البشرية والظروف الاقتصادية
التي ترتبط بتكاليف الإنتاج و توفر عوامل الإنتاج وخاصة بالنسبة للإنتاج التجاري.
وتتميز الصناعة
الأولية بكبر حجم المواد المستخدمة بالنسبة لحجم السلعة النهائية و بأن قيمة
الوحدة الحجمية من المادة الخام تكون منخفضة بالنسبة لمثيلاتها في السلعة النهائية
. كما تهدف أساسا إلى إنتاج الأدوات و الآلات البسيطة التي تسهم في توفير حاجة الإنسان
الضرورية من المأكل والملبس و المسكن إلى جانب توفير عنصر الأمان والحماية بإنتاج
بعض الأسلحة البسيطة.
2.
الصناعات التحويلية:
و هذه الصناعة
تتناول المادة الخام بالتحوير والتشكيل لتحولها إلى صورة أخرى أكثر ملاءمة لحاجات الإنسان.
فهذه الصناعات تعتمد على المواد الخام التي يمكن الحصول عليها من الصناعات الأولية
أو من الصناعات التحويلية الأخرى ، كما تعتمد على القوى المحركة و الوقود إلى حد
كبير و لذلك تتطلب أن تكون سهلة الاتصال بالسوق المستهلكة.
و تتميز هذه
الصناعة باتباعها أحدث الأساليب العلمية التي بدأت بعد الثورة الصناعية بصفة خاصة
. و قد كانت هذه الصناعة سبباً مباشراً في صراع الدول الكبرى لبسط نفوذها و
سيطرتها على الدول المنتجة للمواد الخام و مصادر الطاقة وخاصة زيت البترول
باعتباره مصدرا هاما من مصادر الطاقة و مادة خام لعدد من الصناعات.
ويقسم البعض
الصناعات التحويلية إلى فئات ثلاث حسب نوع السلعة:
سلع استهلاكية و
وسيطة و إنتاجية. أما السلع الاستهلاكية فهي مثل المنسوجات و الأحذية و الأدوية .
و أما السلع الوسيطة فهي التي تتجه لإنتاج سلع قد تستخدم في الاستهلاك النهائي
المباشر أو تتجه لإنتاج السلع الإنتاجية مثل صناعة المنتجات البترولية التي تقوم
على تكرير البترول الخام لإنتاج بعض المشتقات التي تستخدم في أغراض الاستهلاك النهائي
كالبنزين والكيروسين و الغاز، أو لإنتاج بعض المشتقات كالسولار الذي يستخدم في
تشغيل الآلات المصانع المنتجة لمعدات آلية ، أي أنها تساهم في صناعة السلع الإنتاجية
. أما صناعة السلع الإنتاجية فتضم الصناعات التي تنتج سلعاً تساهم في زيادة الطاقة
الإنتاجية للمجتمع كصناعة الآلات وصناعة الأسمدة .
وسواء كان الإنتاج الصناعي
يضم سلعة استهلاكية أو وسيطة أو إنتاجية فانه يشمل على صناعات خفيفة و صناعات
ثقيلة. فصناعة الحديد والصلب من الصناعات الثقيلة وصناعة الساعات و النسيج و
الطباعة من الصناعات الخفيفة.
والملاحظ أن الدول
حديثة العهد بالتصنيع تكثر بها الصناعات الخفيفة بينما تكثر الصناعات الثقيلة في
الدول الصناعية المتقدمة.
إرسال تعليق