علم الدلالة

علم الدلالة
علم اللغة للسنة الثالثة
قسم اللغة العربية
2013/11/19

علم الدلالة semantics

تعريفه: هو دراسة معنى الألفاظ .

والمراد بالمعنى اللغوي :

هو العلاقة التي تتحقق باتحاد عنصري العلاقة اللغوية ، أي :

الدال والمدلول

فالعلاقة بينهما وثيقة تشبه العملة النقدية ذات الوجهين

فكما لا يمكن تمزيق أحد الوجهين دون تمزيق الوجه الاخر

كذلك لا يمكن فصل الدال عن المدلول أو العكس .

ما أبرز اهتمامات اللغويين العرب في الجوانب الدلالية ؟

1. محاولة ابن جني ربط تقلبات المادة الممكنة بمعنى واحد.

ك.ل.م : حيثما تقلبت تدل على القوة والشدة :

كلم :

كمل :

لكم :

مكل :

ملك:

لمك :

2. محاولة ابن فارس في معجمه (مقاييس اللغة) ربط المعاني الجزئية للمادة بمعنى عام يجمعها.

الْبَاءُ وَالشِّينُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ: ظُهُورُ الشَّيْءِ مَعَ حُسْنٍ وَجَمَالٍ.

فَالْبَشَرَةُ

وَسُمِّيَ الْبَشَرُ بَشَرًا

وَالْبَشِيرُ

وَالْبَشَارَةُ،

وَرَأَتْ بِأَنَّ الشَّيْبَ جَا ... نَبَهُ الْبَشَاشَةُ وَالْبَشَارَهْ

ويُقَالُ: أَبْشَرَتِ الْأَرْضُ:

3. محاولة الزمخشري في معجمه (أساس البلاغة) التفرقة بين المعاني الحقيقية والمعاني المجازية .

ق ف ر : أقفرت الأرض: خلت من النبات والماء، وأرض مقفرة وقفر وقفرة، وأرضون وبلاد قفر وقفار. وبتنا بقفرة .

ومن المجاز : بات فلان القفر والوحش إذا لم يقر،

ونزلنا ببني فلان فبتنا القفر.

وأقفر فلان من أهله: تفرد عنهم وبقي وحده.

وأقفر جسده؛ أي من اللحم، ورأسه ؛ أي من الشّعر.

4. فضلا عن البحوث الدلالية الكثيرة في :

Ø  الخصائص لابن جني .

Ø  الصاحبي في فقه اللغة لابن فارس .

Ø  المزهر للسيوطي .

Ø  وغيرها كثير .

هل للأصوليين والفلاسفة المسلمين اهتمامات بالدلالة؟

1. عقد الأصوليون أبوابا في كتبهم تناولت :

Ø  دلالة اللفظ .

Ø  دلالة المنطوق .

Ø  دلالة المفهوم .

Ø  الاشتراك .

Ø  الترادف .

Ø  العموم والخصوص .

2. ثمة دراسات وإشارات كثيرة إلى المعنى في مؤلفات الفارابي وابن سينا وابن رشد والغزالي وغيرهم .

يقول الغزالي :

اعلم أن المراتب فيما نقصده أربعة واللفظ في الرتبة الثالثة، فإن للشيء وجودا في الأعيان ، ثم في الأذهان ، ثم في الألفاظ ، ثم في الكتابة.

فالكتابة دالة على اللفظ ،

واللفظ دال على المعنى الذي في النفس،

والذي في النفس هو مثال الموجود في الأعيان .

ظهور علم الدلالة في العصر الحديث

ظهر مصطلح (علم الدلالة)  أول مرة في سنة 1883م في بحث اللغوي الفرنسي (بريال) إذ اهتم فيه بدلالات الكلمات في لغات الفصيلة الهندية الأوربية .

ومن ثمة شاع هذا المصطلح باسم السيمانتيك .

ليعبر عن فرع من فروع علم اللغة العام يعنى بدراسة المعنى وهو :

علم الدلالة .

المجالات الدلالية

تقوم هذه النظرية على أساس جمع كلمات اللغة ووضعها في مجموعات تختص كل مجموعة منها بمجال من مجالات الخبرة الإنسانية وترتبط فيه معاني الكلمات فتوضع تحت مصطلح عام يجمع بينها .

فالمجال الدلالي :

هو قطاع متكامل من المادة اللغوية يعبر عن مجال معين من الخبرة .

المجال الدلالي : لون ، يضم ألفاظاً مثل :

أسود ، أبيض ، أحمر ، أخضر ، أزرق ، أصفر  ... الخ .

ما اشهر محاولات التصنيف في المجالات الدلالية

أشهر المحاولات ما قام به (فارتبورج) عام 1952م وقسم فيه الكلمات على ثلاثة أقسام رئيسة هي :

1. المفردات التي تشير إلى الكون : السماء والغلاف الجوي ، الأرض ، النبات ، الحيوان .

2. المفردات التي تشير إلى الإنسان : جسم الإنسان ، الفكر والعقل ، الحياة الاجتماعية .

3. المفردات التي تشير إلى علاقة الإنسان بالكون : ويدخل فيه أيضاً كل ما يتعلق بالعلم والصناعة .

ما فائدة نظرية المجالات الدلالية

هذه النظرية تقدم شرحاً وتفسيراً لمعاني الكلمات أجدى مما لو درست هذه الكلمات كوحدات منعزلة عن مجالاتها ، فدلالة الكلمة نسبية لا تتحدد إلا في ضوء علاقاتها بالكلمات الأخرى في المجموعة الدلالية التي تنتمي إليها .

وهذه النظرية تجعل المبدعين في اللغة يقفون على الفروق الدلالية وأوجه الخلاف بين الكلمات مما يهيئ له انتقاء الكلمة التي تفي بغرضه في التعبير عن المعنى المراد .