صفات المعاني
        وهي سبع :
        القدرة والارادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام.
        ومعنى كونها صفات معاني :ان لكل صفة منها معنى وجودي قائم بذاته تعالى.
        وسميت ذاتية لأنها لا تنفك عن الذات.
        ووجودية لانها متحققة باعتبار نفسها .اي التي لها وجود في نفسها قديمة كعلمه تعالى وحادثة كعلمنا.
        وهذا القسم الذي تنازع فيه المعتزلة والاشاعرة ومن وافقهم.
        النزاع في صفات المعاني
        يتفق المسلمون جميعا على ان الله تعالى واحد, يتصف بصفات الكمال الثبوتية الواجبة لذاته تعالى, والتي اطلقها الله تعالى على نفسه ,الا انهم اختلفوا في تفسير صفات المعاني ،على قولين :
        الاول وهوقول الجمهور الاشاعرة والماتريدية وهو:
        ان الله سميع بصفة تسمى سمعا ,وبصير بصفة تسمى بصرا وعليم بعلم ,وقدير بقدرة, ومريد بارادة,وحي بحياة.
        وهذه الصفات :
        اولا ازلية .اي ليست حادثة ,لان الله تعالى الواجب الوجود لا تقوم الحوادث به.
        ثانيا  وقائمة بذاته. اي ليست وجودا خارجيا مستقلا.
        ثالثا  وهي ليست غير الذات , ولا عين الذات ,ولكنها زائدة على الذات .
        أي ان كلا من الذات المقدسة وصفاتها لا يتصور انفكاك احداهما عن الاخرى من حيث الوجود ,وان كان مفهوم الذات غير مفهوم الصفة.
        وعندئذ
        لا تؤدي الى تعدد وكثرة ,لانه لا غيرية بين الصفة والذات ولا انفكاك بينهما ولا انتقال
        انه تعالى اطلق على نفسه هذه الاسماء في كتابه وعلى لسان نبيه ,والمفهوم في اللغة من عليم :ذات له علم ومن قدير ذات له قدرة ....الخ من الاوصاف المشتقة . بل يستحيل عند اهل اللغة : عليم بلا علم,كاستحالة علم بلا معلوم ,فلا يوجد فيه ما يصلح شبهة ,فضلا عن وجود دليل .
        والدليل الثاني
        لو كان العلم نفس الذات , والقدرة نفس الذات ,كما قالوا ,لكان العلم نفس القدرة ,فكان مفهوم العلم والقدرة امرا واحدا ,وان هذا ضروري البطلان ,وكذلك الحال في باقي الصفات ،التي ادعى انها عين الذات .
        والدليل الثالث:
         لو كان علمه ذاته ,كما قالوا لكان العلم مثلا واجبا معبودا صانعا للعالم موصوفا بالكمال.
        المذهب الثاني المعتزلة والفلاسفة والامامية
        وهو نفي الصفات الزائدة على الذات. فالله عالم بلا علم ,وقادر بلا قدرة, وسميع بلا سمع ...فهم قالوا ان القديم ذات واحدة قديمة ,ولا يجوز اثبات ذوات قديمة .
        واحتجو على قولهم هذا :
        بان القول بتعدد القدماء –الذات والصفات-كفر بالأجماع ,وبه كفرت النصارى حين قالوا :الذات الالهية اقانيم ثلاثة قديمة .
        ورد عليهم: بأن الكفر اثبات ذوات قديمة ,لا اثبات ذات واحدة وصفات قدماء.
        المذهب الثاني المعتزلة والفلاسفة والامامية
        ثم ان نفي الصفات يجعل الالوهية فكرة مجردة. لا مضمون فيها ,هي اشبه بالعدم .
        قال الرازي :(المشبه يعبد صنما, والمعطل يعبد عدما) وقال ابن تيمية :(ان اثبات حي عليم قدير حكيم سميع بصير ،بلا حياة ولا علم ولا قدرة ولا حكمة ولا سمع ولا بصر ،مكابرة للعقل كأثبات مصل بلا صلاة ,وصائم بلا صيام وقائم بلا قيام).
        وهذا الخلاف بين الفرق الاسلامية ينتهي جميعا الى القول بوحدانية الله تعالى وتنزيهه عن كل ما لا يليق به.
        المذهب الثاني المعتزلة والفلاسفة والامامية
        الا ان سياسة المعتزلة ايام المأمون والمعتصم والواثق ,انتهجت سبيل الشدة تجاه مخالفيها ,فوسعت شقة الخلاف بين الطرفين.
        ولكن حين وضحت المعالم ,ومحصت الاقوال , هدأت النفوس ,ذكر المتكلمون :بان هذا النزاع لا يعني تكفير احد الطرفين .

Post a Comment

Previous Post Next Post