علم اللغة الاجتماعي

علم اللغة
مدرس المادة

علم اللغة الاجتماعي

هو دراسة اللغة في علاقتها بالمجتمع .

فهو يحاول :

Ø   الكشف عن العلاقة بين اللغة والحياة الاجتماعية .

Ø   بيان أثر تلك الحياة الاجتماعية في الظواهر اللغوية المختلفة .

لماذا نشأ علم اللغة الاجتماعي؟

لأن اللغة نشاط اجتماعي ،

فاللغة استجابة ضرورية لحاجة الاتصال بين الناس جميعاً .

فهي تنتج من الاحتكاك الاجتماعي ثم تصبح عاملا من أقوى العوامل التي تربط أفراد المجتمع الإنساني

متى ظهر علم اللغة الاجتماعي ؟

ظهر في أوائل القرن العشرين على يد المدرسة الاجتماعية الفرنسية التي أنشأها (دور كايم) .

وانضم إليها كثير من علماء اللغة في فرنسا وألمانيا وانجلترا وسويسرا والدنمارك ، وكثير من أساتذة الجامعات في أوربا وأمريكا .

فضلا عن تأثر الكثير من العلماء بعقلية (دور كايم) وإن لم ينضم إليها انضماما إيجابيا.

الأمر الذي جعل بحوث المدرسة الاجتماعية الفرنسية أساسا للبحوث اللغوية في كثير من الأحيان.

هل للظواهر الاجتماعية نصيب مما تسجله اللغة؟

لما كانت اللغة ظاهرة اجتماعية ، وأداة للتعبير عما يدور في المجتمع

 سجلت لنا بدقة ووضوح الصور المختلفة المتعددة الوجوه للمجتمع من :

حضارة

نظم

عقائد

اتجاهات فكرية وثقافية وعلمية وفنية واقتصادية .....الخ .

هل تأثرت اللغة بالظواهر الاجتماعية؟

تتأثر اللغة بكل الظواهر الاجتماعية تأثرا كبيرا :

v  فهي بدوية في المجتمع البدوي ؛ ولذلك نجدها :

Ø   محدودة الألفاظ والتراكيب والخيال .

Ø   ليست مرنة ولا تتسع لكثير من فنون القول .

v  وفي المجتمع المتحضر  نجدها :

Ø   متحضرة الألفاظ .

Ø   مطردة القواعد .

Ø   يسيرة النطق .

Ø   خفيفة الوقع على السمع .

v  أما في المجتمع البدائي فنجدها :

Ø   كثيرة المفردات فيما يتعلق بالأشياء المحسوسة  والجزئيات .

Ø   قليلة الألفاظ التي تدل على المعاني الكلية .

Ø   خالية من الدقة وكثيرة اللبس والإبهام .

Ø   ولا تعبر إلا عن ضرورات الحياة اليومية بجمل قصيرة وروابط قليلة

ولذلك نجد أهلها يعتمدون على الإشارات كثيراً .

هل للتفاوت بين طبقات المجتمع أثر في اللغة ؟

تتغير اللغة تبعا للطبقة التي تتحدث بها

وكثيرا ما يؤدي التفاوت بين طبقات المجتمع إلى نشوء لغات سرية عامية هي بنوع خاص لغة الأشقياء والخارجين على القانون ممن يعيشون في خوف دائم من سطوته ؛ لأنهم يحيون حياة على هامش المجتمع .

هل للتغير الاجتماعي أثر في اللغة ؟

لا شك أن التغير الاجتماعي يتبعه تغير في شيء من اللغة المستعملة

فثورة الرابع عشر من تموز  1958م أدت إلى تغير في النظام الاجتماعي تبعه اختفاء كلمات:

صاحب الجلالة ، سمو الأمير ، صاحب السعادة ، باشا ...

وظهور ألفاظ مثل : الثورة ، الاشتراكية ، التقدمية ، الانتهازية...

ثم اختفاء هذه الألفاظ بعد 2003م ,ظهور ألفظ جديدة ، مثل :

الحرية ، الديموقراطية ، الفدرالية ، الاتحادية ، الإرهاب .....

بماذا يهتم علم اللغة الاجتماعي ؟

يهتم علم اللغة الاجتماعي بدراسة :

§       اللغة في سياقها الاجتماعي .

§       الطرائق التي تتفاعل بها اللغة مع المجتمع .

§       الطرائق التي تتغير بها البنية اللغوية استجابة لوظائفها الاجتماعية المختلفة ، والتعريف بماهية هذه الوظائف .

§       اللغة وأثر الجنس فيه .

§       الكلام المحظور اجتماعيا، كالكلمات المبتذلة التي ينفر منها المجتمع

علم اللغة النفسي

ترجع العلاقة بين علم اللغة وعلم النفس إلى طبيعة اللغة

فهي أحد مظاهر السلوك الإنساني

وإذا كان علم النفس يُعنى بدراسة السلوك الإنساني عموما فإن دراسة السلوك اللغوي تعد أحد جوانب الالتقاء بين العلمين .

كيف نشأ علم اللغة النفسي

رأى بعض العلماء أن الدراسة اللغوية إذا لم تقم على دراسة القوى النفسية الكامنة وراءها فهي غير مكتملة

وكذلك الدراسة النفسية عليها أن تستعين بمعطيات علم اللغة

فحدث الامتزاج بين العلمين ونشأ علم اللغة النفسي

وكان للمدرسة السلوكية اهتمام واضح بالسلوك اللغوي ، وأثر كبير في البحث اللغوي الأمريكي في النصف الأول من القرن العشرين

ما الفرق بين بحث اللغويين وبحث علماء النفس في قضايا اللغة ؟

v  علم اللغة يهتم بالعبارات المنطوقة :

Ø   عند صدورها من الجهاز الصوتي للمتحدث ،

Ø   وعند تلقي الجهاز السمعي للمخاطب لها .

v  أما علماء النفس فيهتمون بـ :

Ø   العمليات العقلية السابقة على صدور العبارات المنطوقة ،

Ø    والعلاقة بين الجهاز العصبي والجهاز النطقي عند المتكلم ،

Ø    والعلاقة بين الجهاز السمعي والجهاز العصبي عند المتلقي .

ما الفرق بين منهج اللغويين ومنهج علماء النفس تجاه الظواهر اللغوية؟

v  صرف علماء النفس جهدهم إلى :

Ø   اكتشاف قوانين عامة تفسر السلوك الإنساني .

Ø   وركزوا جهدهم على الظواهر العامة كالتعلم والإدراك والقدرات .

v  أما علماء اللغة فاهتموا بمحتوى السلوك نفسه .

مثلا قضية التعلم :

اهتم علماء اللغة بالمادة المنشودة التي تعلم .

في حين كان اهتمام علماء النفس مركزا على عملية التعلم بحسبانها عملية عقلية .

بماذا يهتم علم اللغة النفسي ؟

يهتم علم اللغة النفسي بـ :

Ø   العلاقة بين اللغة والعقل الإنساني مثل اكتساب اللغة وإدراك الكلام

Ø   طبيعة العلاقة بين اللغة والتفكير .

Ø   علاقة اللغة بالشخصية .

Ø   وظيفة اللغة في حالة الصمم .

Ø   دراسة عيوب الكلام .

علم اللغة والجغرافيا اللغوية (الأطلس اللغوي)

هو وضع خرائط تبين الحدود اللغوية للهجات ومعالم كل لهجة والفرق بين لهجة وأخرى .

ولا تختلف هذه الخرائط عن خرائط الجغرافيا ، إلا في أن ما يدون عليها ظواهر لغوية ، تطلع القارئ على أدق الفروق في الأصوات والمفردات

على ماذا تطلعنا الخرائط اللغوية ؟

تطلعنا هذه الخرائط على :

Ø   الاختلافات الصوتية ، من فتح وإمالة ، وهمز  وتسهيل ...

Ø   المترادفات المختلفة للمعنى الواحد واختلاف الألفاظ باختلاف المناطق

Ø   انتشار الكلمات في الأقطار والأقاليم

الأمر الذي يتيح لنا معرفة الواقع اللغوي للغة من اللغات سواء أكانت

q  لغات فصحى أم مشتركة أم خاصة

q  أم لهجات اجتماعية

q  أم إقليمية

q  أم عاميات خاصة

أين الدرس اللغوي العربي من الأطالس اللغوية ؟

على الرغم من تقدم هذا الفرع من الدراسات اللغوية في أوربا وأمريكا‘

فإنه لا يزال غض الإهاب في بلادنا ، وأولى المحاولات قام بها المستشرق برجشتراسر  لعمل أطلس لغوي لبلاد سوريا وفلسطين نشر في ليبزج سنة 1915م.

ثم تلتها محاولات أخرى لباحثين عرب لكن أغلبها تلقي الضوء على اللهجات العربية القديمة والقراءات القرآنية ، مثل كتاب

بنية الكلمة العربية – دراسة لجغرافيا التنوع اللهجي قي ضوء القراءات القرآنية  للباحث جمال حسين أمين .

ما فائدة المسح الجغرافي للهجات العربية ؟

لا شك أن للمسح الجغرافي فوائد جليلة ، أهمها :

Ø   دراسة اللهجات لذاتها دراسة علمية عميقة ، واكتشاف خصائصها الصوتية والتركيبية والدلالية ، والتغيرات المختلفة التي تطرأ عليها

Ø   إثراء الدراسات في العربية الفصحى نفسها، إذ يتيح لنا هذا المسح كتابة تاريخ هذه اللغة في عصورها المختلفة ويمدنا بوسائل علمية لمعرفة أقرب اللهجات العربية صلة باللغة الفصحى وأبعدها عنها .

Ø   يمدنا بالمعلومات اللازمة لمعرفة مدى امتداد اللهجات العربية القديمة ، ويفسر لنا النصوص المبتورة عن هذه اللهجات .

Ø   يتيح لنا فرص الدراسة المقارنة بين اللهجات واللغة الفصحى ، وبين اللغات السامية المختلفة ، ويقفنا على مصادر الكلمات الأجنبية .