الأدلة الأحفورية
أو البراهين المستمدة من المستحاثات، والبراهين المستمدة من الأمور التشريحية والمورفولوجية
(الأدلة الحية)، أيضاً هناك البراهين الجنينية، والأدلة الجزيئية عن طريق الـDNA .
جُمّعت الوحدة الأساسية
التي تتصف بها الكائنات الحية بأربعة بنود، وهي:
1.
وحدة التركيب الكيميائي
2.
تشابه المخطط الخلوي
3.
تشابه العضيات الخلوية
4.
تشابه بنية النطفة عند كل المجموعات الحيوانية التي تمتلكها.
1)وحدة التركيب
الكيميائي :
ضمن كل الكائنات الحية نحن أمام اشتراك عدد
كبير من المواد الكيميائية وأبرزها الحموض الأمينية والتي تعتبر الأحرف الهجائية في
تكوين الأنواع،حيث بفضل تتالي هذه الحموض الأمينية، توزعها، واتحاداتها نحصل على الكم
الهائل من الأنواع ضمن المجموع الحيواني والنباتي.
في كل الكائنات الحية
نحن أمام رأس مال مشترك وهو البروتينات والحموض النووية، حيث أن أي متعضية أو أي كائن
حي لا يمكن اعتباره متعضية دون هاتين المادتين، بالاضافة تشترك الكائنات الحية بمجموعة
من الأصبغة الخلوية كالسيتوكروم، وتتشارك بالأنزيمات المؤكسجة كالبيروكسيداز ،وتمتلك
محللات الماء الأكسجيني (الكاتلاز).
وفي الزمر الأكثر
تخصصية هناك مواد مشتركة، فمثلاً عند كل الفقاريات هناك هيموغلوبين متنوع الزمر ولكن
له بنية أساسية مشتركة بين كل الفقاريات.
إضافة إلى ذلك،لو
أخذنا تسلسل حمض DNA نلاحظ أننا ضمن زمر حيوانية معينة نحن أمام نفس التتابعات وبقطاعات معينة،إذا
هناك تشارك بنفس الأسس إذا ما قورنت هذه المجموعة مع زمرة أخرى يبدي التسلسل مجموعة
من التغيرات تُبنى على أساسها المورثات الخاصة بها، هذا يعني أننا أمام جملة واحدة
من المورثات أتت للمتعضية من السلف، ومع تطور هذه المتعضية أُضيفة إلى هذه المورثات
مورثات خاصة بها (أي بالمتعضية) والتي تميزها إلى شعبة،صف،رتبة،فصيلة،وجنس ، هذا يعني
أنه ضمن هذه الأدلة بالنسبة للبنى الكيميائية نحن أمام تشابه أو رباط قرابة بالأصل
بين الزمر الحيوانية ضمن مجموعة أفراد الشعبة،وإذا حصل تفاوت هذا يعني أننا أمام فروق
جزيئية لهذه المواد رغم وجودها كأصل مشترك.
2)تشابه المخطط
الخلوي :
عند كل النباتات والحيوانات المؤلفة من خلية
واحدة أو من عدة خلايا نحن أمام بنية أساسية لهذه الخلية هي نفسها بالمميزات العامة
،حتى بين الخلية النباتية والحيوانية نحن أمام تشابه إلى حد كبير .
تختلف خلية زمرة
عن زمية أخرى بامتلاكها تراكيب معينة تؤدي فيها الدور الخاص بالحياة أو المتعلق بكيفية
حصول هذه الخلية على الطاقة والغذاء، وتعتبر أبسط الكائنات الحية كالجراثيم مخطط خلوي
يتوافق مع أكبر وأرقى المجموعات الحيوانية بما فيها الفقاريات، إذاً الاختلافات بالمخطط
الخلوي بسيطة إذا ما دلت على الأصل المشترك للمجموع الحيواني.
3)تشابه العضيات
الخلوية :
يكشف المجهر الالكتروني بأن الخلايا كبنية
تمتلك عضيات أساسية موجودة في كل مجموع خلوي أو في كل خلية تتبع كائن حي، ومن ضمن هذه
الصفات الأساسية: نحن أمام سيتوبلاسما، حبيبات كوندرية، المجموع الشبكي البلاسمي الداخلي،
جهاز غولجي، جسيمات حالة، جسيمات ريبية، كل هذه العناصر تشترك فيها كل خلية إلاّ أن
ترتيبها ونسبتها بين خلية وأخرى هي ما يميز زمرة عن زمرة أخرى.
4)تشابه بينة
النطفة :
ضمن المجموع الحيواني نحن أمام بنية للحيوانات
المنوية الذكرية تكون متشابهة وثابتة في كل الزمر الحيوانية بدءاً من الاسفنجيات حتى
الانسان، وتعقّد بنية النطفة لن يكون على حساب البنى الأساسية التي تشكل النطفة وإنما
على تفاصيل ثانوية ضمن البنية النطفية.
¤ البراهين المستمدة
من الأمور المستحاثية (الوسائط الأحفورية) :
ضمن المجموعات وخاصة
الحيوانية نكون أمام وسائط أحفورية تبين لنا كيف تنشأ المجموعات الجديدة من مجموعات
موجودة أو كانت موجودة،وضمن هذا البند نقول أن القشرة الأرضية التي تبدو في الوقت الحالي
عبارة عن صخور بأنواعها المختلفة بعضها نتج عن نشاط بركاني وبعضها نتج عن سير المياه
وجرف المياه بكميات كبيرة مما أعطى الصخور الرسوبية بالاضافة إلى الصخور التجميعية
نتيجة الحت الريحي، والصخور الرسوبية هي التي تهمنا لاحتوائها على المستحاثات حيث تتشكل
من تجمع رسوبي لمواد رسوبية معينة تحتوي أملاح وبقايا متعضيات حيوانية ونباتية،حيث
تؤلف هذه المواد صخوراً بطبقات مختلفة وأراضي متطابقة متراكبة فوق بعضها البعض.
هذه الأنواع من الصخور
الرسوبية هي وحدها التي تحوي المستحاثات، استطاع العلماء بالأدلة الأحفورية وبتواجد
المستحاثات أن يدلوا على أن السلف الماضي هو من كوّن المجموع الحالي ،أي أننا لن نستطيع
إعادة بناء الماضي ولكن من خلال هذه المستحاثات وهذه الأدلة نستطيع أن نقول أننا أمام
تسلسل منطقي نوعاً ما مع تغير تكيفي للكائنات الحية تجعلها غير مشابهة مع ما كان سابقاً
إلاّ أن هذا الأمر لا يعطي كدليل إلا الشيء القليل.
بحسب العلماء تكون
نسبة الخط الأحفوري بنسبة 20/1 ألف نوع، أي ليست كل الأنواع التي عاشت في الماضي استطاعت
أن تُبقي دليل أو مستحاثة تدل على وجودها، حيث تصادف المستحاثات نسبياً قليل بمعدل
20/1 ألف نوع إذا ما قورنت مع التنوع الحالي ، ولكن رغم هذا هناك سمات وصفات للمجموع
الحيواني جعلت العلماء يؤكدون النسب وسير التطور من القديم إلى الحديث.
درس العلماء بطرائق
مختلفة (ومنها النظائر المشعة، استخدام جداول وقياسات فيزيائية كيميائية) واستطاعوا
أن يحددوا عمر الأرض بما يعادل 4500 مليون سنة، وباستخدام النظائر المشعة طبق العلماء
نصف العمر لنظير بتقديرهم النشاط الاشعاعي تبين أن النصف عمر لنظير هو الزمن الضروري
ليتم فيه تفكك نصف عدد ذرات عينة صخرية متحولة إلى المادة المشعة كتحول البوتاسيوم
إلى الأرغون المشع،واستخدم أيضاً اليورانيوم المشع والكربون المشع ليس فقط في تحديد
عمر الأرض وإنما في تحديد عمر وتسلسل المستحاثات.
قُسّم الزمن الجيولوجي
تبعاً للأحقاب الجيولوجية،وتبين من خلال المستحاثات والبقايا كيف سار التطور حسب الأحقاب
الجيولوجية من الأقدم إلى الأحدث،حيث باستخدام
الصخور ومستحاثات الكائنات الحية كونت صورة متتالية عما حدث في الماضي وأكدّت
أن السلّم التطوري متدرج ومتناسب بالرقي مع السلّم الزمني، وتبعاً لحاجات الكائنات
الحية تعقدة الصور وخاصة الحيوانية لنحصل على أشدها تعقّداً وبنية بما فيها العقل المفكر
عند الانسان.
حقب الحياة البدائية
(ما قبل الكومبري):
بقيت الأرض خالية من الحياة لملايين السنين،وبرزت
ضمن هذه المجموعة المستحاثات البكتيرية وأعطت في البداية البكتريا التي يبلغ عمرها
3800 مليون سنة ،وتطورت البكتريا إلى أنواع من المتعضيات البدائية فبنهاية هذا الزمن
ظهرت أشنيات مفرزة للكلس كلها بحرية، قراصيات ومعائيات الجوف، سوطيات وشعاعيات واسفنجيات.
حقب الحياة القديمة
:وقُسّم إلى ستة أزمنة:
1.
الكومبري: مُيزّ هذا الزمن بالانفجار الكومبري مما أوجد مجموعة كبيرة من
الحيوانات متعددة الخلايا بشكل مفاجئ ،وهذا الزمن غني بالاسفنجيات، القراصيات،الرخويات،
حاملات المخالب ، القشريات ،مجموعة قليلة من مفصليات الأرجل.
2.
الأردوفيشي:في هذه المرحلة بقيت الحيوانات البسيطة وظهرت أولى الفقاريات
وأقدمها هي الأسماك المبكرة،رخويات (رأسيات القدم الكبيرة) ،وتنوعت الزنبقانيات والنجمانيات
من شوكيات الجلد وظهرت الحبليات الدنيا بما فيها حبليات الذيل.
3.
السيللوري:أكثر ما فيها هي ثلاثيات الفصوص الوافرة، كما تعقدّت بنية مفصليات
الأرجل وظهرت العقارب،وفي هذه الفترة ظهرت أولى الفقاريات ،قوقعيات الأدمة (اللافكيات)،
وظهرت أولى الأسماك العظمية.
4.
الديفوني: يعتبر هذا العصر عصر الأسماك حيث ظهرت فيه الأسماك المدرعة،
وفي هذا الزمن كان المناخ شديد الحرارة، وظهرت الأسماك ذات التنفسين نظراً لانخفاض
مستوى الماء حتى في البحار،وانتشرت أسماك القرش ،العقارب،ألفيات الأرجل، الحشرات، وحيوانات
تخص المياه العذبة،وانتشرت الأرصفة المرجانية وعضويات الأرجل.
5.
الكربوني:ويعتبر العصر الذي ازدهرت فيه النباتات بنسبة أكبر حيث ظهرت الأشجار
اللازهرية،و بعد أن كانت الحياة فقط في الماء ظهرت حيوانات وحشرات اليابسة، ففي هذا
العصر نحن أمام حشرات ضخمة ،ظهور للبرمائيات وأسلاف الزواحف والزواحف الثديية، وكثُرت
المنخربات والرخويات والزنبقانيات من اللافقاريات.
6.
البيرمي:ضمنه نحن أمام نباتات صنوبرية كبيرة،وتكشلت الغابات الفحمية، تنوعت
الحشرات من غمديات الأجنحة، وحدث تنوع كبير للأسماك والبرمائيات وظهرت الزواحف الكبيرة ومنها الديمترون وأعطت أولى
الزواحف اللاحمة التي تعتبر أصل الثدييات.
حقب الحياة المتوسطة
:ويعتبر بكل عصوره عصر ازدهار للزواحف حيث
ظهرت فيه الزواحف الضخمة، وقُسّم إلى:
1.
الترياسي: حدث فيه انتشار واسع للزواحف اللاحمة التي شبهت الثدييات وفي
بدياة هذا الزمن ظهرت أولى الديناصورات.
2.
الجوراسي: حدث فيه انتشار للزواحف البحرية بما فيها الاكتوصورات والبلصورات،
وظهرت مجموعات كبيرة من الديناصورات العملاقة ذات الرقبة الطويلة والذيل الطويل،و عُدّ
هذا العصر عصر ازدهار البرمائيات الحالية وخاصة السلمندريات وسمندل الماء.
3.
الكريتاسي: هذا العصر سيطرت في بدايته الديناصورات حيث انتشرت هذه الحيوانات
على مختلف أراضي القارات، وفي نهايته ظهرت الثدييات صغيرة الحجم وحصل انقراض جماعي
هلكت فيه كل الديناصورات ومجموعة من الحيوانات منها الأمونيت.
الحقب الرابع (حقب
الحياة الحديثة) :
سيطرت فيه الثدييات بكل أنواعها على العالم
الحديث وظهرت التطورات بنمو متزايد للدماغ، تنوعت الطيور وظهرت الثدييات الرئيسية
(كالحصان)،وفي نهاية هذه الفترة اختفت الثدييات القديمة.
في الدور الرابع
لهذه المرحلة نحن أمام هجرات واسعة للحيوانات نحو الجنوب هرباً من برودة المناطق الشمالية،
وظهرت الثدييات المائية كالحيتان وانتشرت وتنوعت الثدييات الضخمة كالماموث الصوفي والكركدن
الصوفي،وتنوعت الحيوانات البرية وظهرت الخنازي،الفيلة،والجمال وبعض أنواع الأبقار.
وتُوّج الدور الرابع
بظهور الانسان الذي تطور من سلف قديم عُرف باسم الرامبي ببتوتس من حوالي مليوني سنة،وأعطى
هذا النوع الانسان القديم الاسترولومبتيك الذي يملك صفات كبيرة جداً تتشابه مع الانسان
الحالي.
منذ تلك الفترة نحن
أمام تطور بالمظهر الانساني بدءاً من مستحاثات بشرية تعود إلى حوالي 3 مليون سنة، حيث
تطورت القدرة على المشي منتصباً ،جمجمة بقحف كبير،إلاّ أن كبر حجم الدماغ حتى بالأشكال
الوسط أو بالتطور الانساني كان يتم تدريجياً.
¤ البراهين
المستمدة من الأمور التشريحية والمورفولوجية:
تبعاً لدارون
نقول أن الاصطفاء الطبيعي يُنتج كائنات متكيفة إلاّ أن هذه الكائنات أو هذا
الاصطفاء لا يستطيع أن يعطي كائنات حية أو حيوانات ذات نمط حياة مختلف عن أي كائن
حي آخر، أيضاً هذا الاصطفاء الطبيعي مهما كانت ضرورة حدوثه لإعطاء كائنات متكيفة
فإنه لن يحول حيوان ذات حياة بحرية إلى حيوان بري،أو يحول حيوان ذات حياة بالطيران
إلى آخر لا يمتلك الأجنحة إلا عن طريق الانتقال والمراحل الانتقالية ووجود الأشكال
الوسط،أي أن أسلاف الحيوانات اتخذت مساراً تطورياً تبعاً للتغيرات التي ستعيش فيها
أفرادها وتربط الماضي بالحاضر،وإذا لزم الأمر نكون أمام تعضي لأشكال قديمة بصورة
أخفض رقياً من السابق وهذا ما يدلنا على الانزلاق التدريجي وبقاء الكائنات
المتدنية تطورياً حتى الوقت الحالي.
حسب رأي العلماي
نقول أنه بصورة عامة الرقي والتدرج في التطور يكون على حساب تاريخ تطوري يشبه شجرة
متفرعة الأغصان،أي يبدأ ببسيط وصولاً إلى أكثر تدرجاً وأكثر تعقيداً بالبنية.
بالنسبة لعلم
التشريح في الحيوانات،أُثبت أننا أمام أدلة تطورية حية تتناول أغلب أعضاء الكائنات
الحية وتسلسل تطورها من البسيط إلى المعقد مع البقاء على نمط تركيبي نوعاً ما
متشابه.
ضمن هذا المجال
أعطى العلماء الأعضاء المتقابلة والمقصود بها الأعضاء التي تأتي من نفس المواد
الخلوية وفقاً لأساليب متشابهة بالاضافة إلى ذلك تكون لها نفس الوظيفة أو تبدلت
الوظيفة ولها أيضاً صلة القرابة الجنينية تربط بصورة متماثلة للهندسة الأساسية
للجسد،هذا يعني يتقابل جناح الطائر مع ذراع الانسان هما يتخلفان بالوظيفة إلا
أنهما يتشابهان بالتوضع على الجسد حيث يأخذان وضعاً متشابهاً بالنسبة للجسم
ويتلقيان الأعصاب والأوعية الدموية نفسها، إذاً نحن أمام أساس بنائي متشابه لهذين
العضوين.
فسرّ العلماء أن
الأعضاء المتقابلة لابدّ أن يكون لها الأصل نفسه وإلا لن نستطيع أن نوضح تماثل
البنية والارتباطات إذا لم نعتمد على مبدأ الرقي والتحول،ومن هنا شابه العلماء
هيكل الطرف الأمامي للحفار مع هيكل زعنفة الفقمة مع هيكل جناح الطائر وهيكل ذراع
الانسان، كلها عبارة عن طرف يتخصص بالوظيفة ويرتقي بالعمل إلى اتجاهات مختلفة
تبعاً للتكيف مع البيئة التي يعيش فيها الحيوان.
فسرّ العلماء
هذا الأمر عن طريق أننا أمام مادة خلوية مشتركة واحدة موجودة بأشكال متقاربة
بالأجنة تنتسب إلى صفوف مختلفة،وفي مرحلة معينة من التطور تتطور وترتقي هذه المادة
الخلوية بصورة مختلفة،إلا أنها تتميز عن بعضها البعض بمتغيرات بعيدة من ناحية
الوظيفة فمثلاً نحن أمام نفس النواة الخلوية التي تعطي الكيس السباحي في الأسماك
والرئتين بالفقاريات.
قُسمّت الأعضاء
المتقابلة إلى:
1.
أعضاء متسابهة الوظيفة: كجناح الطائر وجناح الفراشة هي تساعد على
القيام بنفس الوظيفة ألا وهي الطيران وهي نفسها نسبياً بالتركيب ومتشابهة من حيث
الخطوط الأساسية،ولكن أجنحة الطيور عبارة عن نمو للأطراف الأمامية الموجودة عند
الفقاريات أما جناح الفراشة فهو انثناء جلدي بالحلقة الصدرية الثانية والثالثة.
2.
أعضاء متشابهة التركيب: كل الأطراف الأمامية عند الفقاريات بدءاً من
الأيدي عند الضفدع وعند العظاءة ،أجنحة الطيور،زعانف الثدييات المائية، أيدي
الخُلد،يد القردة وحتى يد الانسان كل هذه لأطراف هي عبارة عن الزوج الأول للأطراف
الأمامية تتشابه بالتركيب نفسه ومع التطور والرقي اختلفت بأمور تشريحية بسيطة
جداً.
3.
الأعضاء الأثرية: نتيجة التطور نحن أمام أعضاء تستخدم باستمرار،تتطور
وتبدّل بنيتها على حساب الوظيفة التي تستمر بالقيام بها، لكن بالمقابل نحن أمام
عدم قيام بعض الأعضاء بعمل أو تمرين فإما أن يكبر كنمو عكسي لا وظيفة له أو أن
يختفي ويزول ،إذا حدثت ظاهرة الارتدال يكبر حجم العضو ونسمي هذه العملية بالارتدال
كالقرون عند الفيلة، وعند الانسان نحن أمام عدد كبير من الأعضاء الضامرة غير
الوظيفية مثل العضلة العصعصية فهي موجودة وتقابل بالسلم التطوري العضلاا الذيلية،
أيضاً الزائدة الدودية والثنية الهلالية لكرة العين، كل هذه الأعضاء وأيضاً عند
المجموعات الفقارية الباقية كاختفاء أرجل الثعابين وظهور الرئات عند الأسماك ذات
التنفسين،كل هذه الأمور حدثت بمنحى تطوري متدرج تبعاً لتكيف هذه المجموعات مع
البيئة.
¤ البراهين
الجنينية:
لقد كشف التشكل
الجنيني الفردي بدءاً من بيضة ملقحة وصولاً إلى جنين متكامل عن كثير من الوقائع
التي تدعم النظرية التطورية، وإن تشابه الأعضاء والحوادث والأساليب الجنينية
حُكماً يفسر بالاشتراك بالأصل.
أشار الباحثون
منذ زمن بعيد عن ما نسميه بالأصداء التطورية بالماضي للجنين الحالي،أي عندما ينشأ
الجنين يمر بكافة المراحل التطورية لأسلافه وخاصة في المراحل المبكرة جداً من تطور
الجنين.
أيضاً أكدّ
الباحثون أنه عند تطور تشكل الأعضاء بمجموعات حيوانية معينة تتكامل هذه الأعضاء
بعد أن تمر بمراحل متتابعة تنطبق على مراحل تكامل حالات البلوغ بسلسلة تلك
المجموعة التي ينتسب لها ذاك الحيوان، فمثلاً في جنين الانسان نحن أمام جملة
غلصمية أو شقوق غلصمية مع جملة دورانية متناظرة تشبه ماهو موجود عند الأسماك،ومع
تطور الجنين تتبدل هذه البنية لتأخذ جملة دورانية بصورة غير متناظرة كالانسان
المكتمل فتظهر الرئتين ويتبدل القلب ،وتطور القلب عند الانسان بمراحل مبكرة من عمر
الجنين يكون عبارة عن انحناء له شكل حرف S أي أننا أمام أذينة وبطين واحد،
يتطور الجنين فنحصل على قلب رباعي الحجرات مع باقء ما نسميه القناة الشريانية
مفتوحة ولا تتليف إلا بعد الولادة.
أيضاً في جنين الانسان الأكثر تطوراً بالسلم التطوري بالعمر المبكر بالجنين
لا وجود للقفص الصدري ونلاحظ أننا التحام الريش القفصية بأشرطة غضروفية تتشابه مع
ماهو موجود عند السحالي ،فقط في عمر الستة أشهر يبدأ تكامل القفص الصدري ويأخذ
الشكل النموذجي في عمر السبعة أشهر.
أيضاً في الأجنة الصغيرة نلاحظ أنه في عمر الأربعة أسابيع عند الانسان نلاحظ
أن البنية النهائية أو ما نسميه الذيل يكون موجود عند الجنين بطريقة واضحة، ويتم
الفقدان بأمور تدريجية مع تطور كل الصفات السابقة ،هذا يعني أننا أمام تلخيص
للماضي يظهر واضحاً في المراحل الجنينة.
تحدث العالم هِيكِل عن هذه التغيرات التطورية في أجنة الفقاريات بما سماه
قانون توالد الأحياء ،نقول أن التطور الفردي يعيد باختصار تاريخ التطور النوعي
وحسب هذا القانون أو قانون التلخيص يمر الحيوان البالغ بكل تغيرات المظاهر السابقة
من تاريخ حياة أسلافه،أي أنه يلخص سير تطوره بالارتقاء رغم مروره بخصائص تدل على
السلف.
ظهرت القوانين التطورية التي وصفها العالم فونيير الذي لخص تردي المراحل
المبكرة بتاريخ تطور النوع بأننا في المراحل المبكرة بتطور المجموعات الحيوانية
تتشابه الأفراد وحتى الأجنة ولا يحصل الاختلاف إلا بسلم تطوري تدريجي من العام إلى
الخاص.
جُمع القانون بأربعة بنود :
1. خلال التشكل
الجنيني تظهر الصفات العامة قبل الخاصة بكل مراحل تطور الجنين فمثلاً الكلب خلال
التشكل الجنيني الفردي في المراحل الأولى يحمل صفات حيوان فقاري وبعدها تظهر صفات
الثدييات وآخر الصفات هي صفات آكلات اللحوم.
2. تشتق التركيب
الأقل عمومية من أشد البنى عمومية وهكذا حتى يتحقق التخصص بالصفات أو الصفات
الخاصة.
3. يبقى على
الدوام جنين حيوان ما متميزاً عن أجنة الأشكال الأخرى وخاصة الأدنى منه بالسلم
التطوري.
4. إن جنين
حيوان أعلى بالسلم التطوري لا يشبه مطلقاً الفرد البالغ من نوع أدنى ولكنه يتشابه
بالمراحل المتأخرة لجنين هذا الحيوان.
السؤال هو:كيف يمكن للماضي أن يؤثر في التشكل الجنيني الفردي الذي هو حادثة حالية؟
وكيف نكون أمام أصداء الماضي بالسلف رغم أننا ضمن نوع بسلم تطوري راقي وله خصوصية
من الصفات تميزه عن باقي الحيوانات؟
عند الفقاريات نحن أمام ذخيرة وراثية أو رأس مال مشترك من المورثات تحدد
بصورة أساسية البنية الفقارية لهذه الحيوانات،وضمن هذا المجال أيضاً نحن أمام
مورثات تحقق البنية الأدنى عمومية وشمولية كأن تحدد بنية الطائر عن بنية الأسماك
أو بنية العظايات.
أيضاً هناك مورثات تتوقف عليها صفات تعطي خصوصية الرتبة فالجنس فالنوع،
وخلال التشكل الجنيني لا تعمل أبداً هذه المورثات بمجموعها كلها مع بعض أو بوقت
واحد وإنما تبدأ باالعمل وفقاً لترتيب معين ومحدد ومنظم وأي خلل في عمل هذه
المورثات يعطي بالنتيجة الجنين الغير سوي أو المحتفظ بصفات تردي السلف أو الأصل.
¤ البراهين المستمدة من علم الغدد الصم أو الهرمونات:
عندما بدأنا تشكل الكائنات الحية قلنا أننا أمام مراحل ثلاث لما نسميه
التطور الحقيقي والوصول للكائنات الحية حتى بالأساس الكيميائي للحياة بما فيها
الحفاظ على الذات بالذات والتكاثر الذاتي.
تبعاً للتطور نقول بأن تطور الهرمونات بالنسبة للمجموعات الحيوانية كان
موازياً وبنفس الخط التطوري مع تطور الأعضاء ،هذا الأمر ساعد إلى حد كبير على
انتشار سكن الكائنات الحية في كل الأوساط البيئية وجعلها تستطيع تنظيم التبادل
الحيوي إلى جانب تنظيمها للشكل أو المورفولوجيا، وبدءاً من مواد من طبيعة ببتيدية
نكون أمام هرمونات تقوم أو تنظم تبعاً لمورثات خاصة ذات روامز وراثية مجددة وتشرع
هذه الهرمونات بالعمل تبعاً لتوافق تنظيمي بالنسبة للتبادل الحيوي بين الكائن
والبيئة.
من الأمثلة على تطور الهرمونات تبعاً للسلم التطوري في المجموعات الحيوانية
نأخذ الهرمونات التي تنظم الضغط الحلولي وموجودة بكظر الأسماك، عند الفقاريات يتم
التنظيم الحلولي بالتدريج على حساب
الهرمونات الستيروئيدية المسؤولة عن تنظيم الضغط الحلولي عند الأسماك وخاصة
الأسماك العظمية وتكون ممثلة بهرمون واحد هو الكورتيزول، عند الأسماك الأرقى ذات
التنفسين يكون الهرمون بنوعين الكورتيزول والألدوستيرون ، عند مجموعة البرمائيات
والزواحف والطيور يكون الهرمون بشكلين الألدوستيرون والكورتيكوستيرون،ويعتبر
الكورتيكوستيرون تحول للكورتيزول الموجود عند الأسماك العظمية، والثدييات بكل
أنواعها تمتلك الهرمونات الثلاث السابقة دفعة واحدة مع اختلاف بسيط في البنية
الكيميائية في كل منها.
أيضاً عند الفقاريات درس المنشط أو هرمونات الغدة النخامية،وضمنها نحن أمام
نمطين هما :المنشط الدرقي TSH والمنشط المنسلي GTH.
بالصورة النموذجية كلا هذين المنشطين يتألفان من وحدتي متعددتي ببتيد a و b ،عند الفقاريات الدنيا
يوجد فقط للمنشط المنسلي بوحدة ببتيدية واحدة ،عند اللافكيات يوجد GTH فقط إنما ببنية ثنائية
الوحدة الببتيدية، مع تطور الفقاريات عند البرمائيات والزواحف والطيور يقسم GTH إلى FSH و LH (المنشط اللوتئيني)،
وعند الثدييات نحن أمام ثلاثة أنواع للمنشطات: TSH بالوحدتين a,b والمنشط GTH بالنوعين FSH و LH وكل منهما بوحدتين a,b ،أي أن التطور حتى بنماذج الهرمونات وبشكل واسع
وكبير بدءاً من الأدنى إلى الأرقى.
¤ البراهين المستمدة من المناعة :
ضمن هذا النوع من البراهين نحن أمام قدرة الأفراد الراقية بالسلم التطوري
على المناعة الذاتية بالحصانة ضد الأمراض ومقاومة الجسم للعوامل الانتانية والقيام
بالتفاعلات المناعية التي تحدد درجة القرابة بين الأنواع المختلفة.
ضمن هذه البراهين تم الاعتماد على علم المناعة على حساب بنية المستضد
والمادة الغريبة البروتينية وما يمتلك الجسم من مواد ضارة أو راصة التي يشكلها.
تبعاً لهذا التفاعل نحصل على ترسيب للمواد وحساسية كبيرة تقي الجسم بالفعل
المناعي لهذه التفاعلات والحصول على تفاعل سمي للمستضد من قبل الضد.
ضمن هذه المواد البروتينية ولترسيب هذه المواد البروتينية دور كبير لتحديد
درجة القرابة بين الأنواع.
وُجد أن المضاد المصلي الفعال ضد دم البقريات يُظهر حسب درجة الترسيب قرابة
كبيرة مع أغلب أنواع الحافريات ،أيضاً هناك درجة قرابة واضحة بين مزدوجات الأصابع
والحوتيات.
في عائلة البقريات: الأبقار،الماعز،الغنم بكل أنواعها نحن أمام عملية نقل
دم سليمة مؤمنة دون أفعالت ترسيبية تدل على القرابة القريبة جداً ضمن هذه
الحيوانات.
ثمت طريقة بسيطة لمقارنة بروتينات الماضي هي باستخدام الجهاز المناعي الذي
تمتلكه الحيوانات وهذا الجهاز يستجيب للمواد الغريبة بشكل نوعي جداً.
هذا النوع من القرابة حدد بين مثلا تطعيم الأرنب بروتين من الفيل ،فإن
الأرنب يستجيب لهذا التطعيم برد فعل سوي،وكلما كانت القرابة أشد كانت الاستجابة
أقوى، ضمن هذه الطريقة نعتمد على ما نسميه الحصول على السلم التطوري ضمن عائلة
واحدة بتحديد الأصل بالسلم التطوري للعائلة الواحدة ودُرس هذا الأمر عند السرطان
الناسك ،الفيلة،الأحصنة، ولوحظ بأننا لن نكون أمام شجرة تطورية بصورة متناسقة
متطورة بل نحن أمام شكل شجرة متغصنة في كل غضن من أغصانها نحن أمام تغيرات طفيفة
تعطي صفات النوع.
¤ الأدلة الجزيئية DNA:
ضمن هذه الأدلة دلّ العلماء أننا أمام DNA وبروتينات تحتوي على
أدلة هامة حول التطور، وأكثر ما وُضح ضمن هذه البراهين نشوء نوعين جديدين من سلف
مشترك فإننا نحصل على DNA خاص بهما إلاّ أننا أمام ركيزة من البروتينات تتغير
ببطء شديد وتتراكم لتصل بالنهاية إلى إعطاء الفروقات حتى بين النوعين، ولوحظ أن الفروقات
بين DNA السلف والنوعين الجديدين يتناسب ويكون كبير تبعاً للزمن الذي مضى
على حصول هذه الفروقات وتمايزها.
لك هذا الأمر لا يدل على أن الطفرات تحدث بتراكمات أو معدلات مدروسة محددة
،بل إن الدنا بالجسم يعمل داخل الجسم بشكل ثابت ويدون بالجسم سجل الماضي.
باستخدام الأدلة الجزيئية حددت كل أشجار النسب واستنتجت الأشجار التطورية
بدءاً من المستحاثات وصولاً إلى الكائنات الحية.
ضمن هذا النوع من البراهين نكون أمام شيفرة واحدة للجنين لكل الكائنات
الحية من الحشرات، الفطور،الفيروسات، والبشر، كلها تشترك بشيفرة وراثية وبشكل نمطي
واحد لهذه الشيفرة ، هذا يدل على أننا أمام شكل واحد للحياة دو غيرع،وعلى مسار
التطور كل كودون اقتصد أو أخذ معنى ثابت لكنه انتقائي واتفاقي، وإذا كانت كل
الحياة تنحدر من سلف واحد فهذا يثبت تطور هذه الشيفرة ووحدوية أو نمطية هذه
الشيفرة الوراثية رغم وجود تغيرات يمكن اعتبارها تغيرات بسيطة في هذه الشيفرة ،ولو
كانت غير بسيطة فاعلة لكان من المستحيل الحصول على البروتين المقصود أو السوي،
وبالتالي لن نحصل بالنتيجة على الأشكال السلفية لنمطية التي تشبه الأبوين وحتى
تشبه السلف القديم لهذا النوع.
إرسال تعليق