بحث عن الزراعة في تونس

بحث عن الزراعة في تونس بحث عن الزراعة في تونس

الفلاحة في تونس.

اهم المحاصيل الزراعية في تونس

الفلاحة في تونس 2017

الفلاحة في الجنوب التونسي

الفلاحة في تونس حسب الولايات

مشاكل قطاع الفلاحة في تونس

مناشير وزارة الفلاحة 2018

نشاط المجتمع المدني في مجال الزراعة

الفلاحة البيولوجية في تونس

الفلاحة البيولوجية في تونس 8 اساسي

الفلاحة العصرية في تونس

الفلاحة والصيد البحري في تونس

الفلاحة السقوية في تونس

الفلاحة البيولوجية في تونس pdf

الفلاحة التقليدية في تونس

الفلاحة و الصناعة في تونس

الفلاحة الحافظة في تونس

يحظى المجتمع المدني التونسي بمكانة متميزة في الحياة العمومية بالبلاد ، فقد شهد تطوراً ملحوظاً في العشرية المنقضية وقع خلالها ترسيخ أسسه ونشر قيمة وبعث المبادرة والاستنباط والارتقاء به إلى مرتبة الشريك الفاعل في المسار التنموي الذي يتميز بالتوحيد بين جهود الدولة وجهود المجتمع المدني .

يؤم هذا المجتمع أكثر من 8300 جمعية موزعة على مختلف القطاعات منها أكثر من 200 جمعية بيئية و 2700 جمعية مائية وغابية تعمل في مجال سلامة المحيط والمحافظة على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي وتربية المجتمع على السلوك والمحافظة . كما توجد جمعية متوسطية للفلاحة البيئية بتونس تأسست في أواخر التسعينات تعمل على المستوى المركزي بالعاصمة تونس دورها علمي بحث ممثلة بمجلس إدارة المركز الفني للفلاحة البيولوجية .

ومن روافد المجتمع المدني ، الجامعة الوطنية للفلاحة البيولوجية التابعة للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري وهو الهيكل المهني الوحيد الذي ينشط في مجال الزراعة العضوية بتونس والذي وقع تأسيسه ابان اصدار القانون التونسي المتعلق بالفلاحة البيولوجية في 5-4-1999 . فهي متواجدة جهوياً ومحلياً وباتصال مباشر مع المزارعين على مستوى الضيعة للتحسيس والتوجيه للدخول في منظومة الزراعة العضوية . وكذلك التنسيق مع الجهات الحكومية والهياكل المختصة لتنظيم منظومة الزراعة العضوية من تشريع وانتاج وتحويل وترويج بداية بالقطاعات كالزيوت والتمور والنباتات العطرية والطبية على وجه الخصوص .

لقد ساهم هذا الهيكل بالتعاون مع وزارة الفلاحة والبيئة والموارد المائية ووكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية والمركز الفني للفلاحة البيولوجية في إرساء نمط الزراعة العضوية بالجمهورية التونسية على الأصعدة التالية :

1- على الصعيد التحسيسي :

لقد حرصت الجامعة الوطنية على المشاركة الفاعلة في مختلف اللجان والاستثمارات الوطنية لإعداد التشاريع وكراس الشروط الخاصة بالفلاحة على النمو البيولوجي مما مكنها من تنظيم الندوات التحسسية بكامل جهات البلاد بالتعاون مـع المركز الفني للفلاحة البيولوجية وتقديم عينات حية من تجارب منخرطيها.

كما نظمت الجامعة عديد من الملتقيات مع مختلف المنظمات كالغرف الفنية والاقتصادية ، وذلك للتعريف بالمنتوج البيولوجي وترويجه في الأسواق الداخلية والخارجية وتنظيم زيارات ميدانية إلى ضيعات نموذجية تابعة للفلاحين شملت ميادين الاستسماد والمقاومة الطبيعية وحثهم على إدماج ضيعاتهم بالمنضومة البيولوجية وكذلك للمساهمة في التظاهرات الداخلية والخارجية للتعرق بمنتوجاتهم وتأسيس مجمع (Consortium) يتولى تصدير زيوت الزيتون البيولوجي .

2- على الصعيد التنموي :

تساهم الجامعة في العمل الانمائي العام وخاصة في تنمية قطاع الفلاحة البيولوجية ميدان تخصصها .

كما أنها مواكبة لسائر استراتيجيات التنمية المرسومة لهذا القطاع من خلال تواجدها في اللجنة الوطنية للفلاحة البيولوجية والمركز الفني للفلاحة البيولوجية والمشاركة في العديد من اللجان واعداد الدراسات الاستشرافية الوطنية مساهمة منها في تنمية القطاع لدى جل الفلاحين الذين يتعاطون الزراعات القابلة للتحول بسرعة في المنظومة البيولوجية كالزياتين والتمور والنباتات العطرية والطبية والغابية وبعض أنواع الخضروات والحوامض ، وتربية النحل والماشية المحلية بصفة عامة ، مما جعل قطاع الفلاحة البيولوجية يشهد تطوراً حثيثاً في السنوات الأخيرة وذلك منذ وضع التشريع التونسي حيز التطبيق نتيجة عمل واضح المعالم يهدف اساساً على تحسين نجاعة القطاع ومردوديته . ونتيجة لذلك بلغ عدد الفلاحين الذين يمارسون الفلاحة البيولوجية 409 في أواخر سنة 2002 على مساحة بلغت 18255 هك مقابل 1655 هك و 270 فلاح سنة 2001 .

وفي انتظار إعداد الخارطة الخاصة بالفلاحة البيولوجية ساهمت الجامعة الوطنية بالتعاون مع المركز الفني والجمعيات المائية وعدد من المجامع المهنية إلى ضبط المساحات التي سيقع إقرارها ضمن المنظومة البيولوجية لسنة 2003 والمتوقع أن تبلغ 460,000 هك .

لقد أصبحت الفلاحة البيولوجية في تونس من ركائز التنمية المستديمة التي تسعي إلى حسن التصرف فـي الموارد الطبيعيـة والمحافظـة عليها وعـدم الأضـرار بها إذ تعتبـر أمانة تؤديها للأجيال القادمة.

وقد أسهمت الجامعة ضمن الخطة العشرية التي وضعتها الدولة للمحافظة على هذه الموارد التي ترمي إلى تنمية الغابات والمحافظة على المياه والتربة ومقاومة التصحر وتعبئة وأحكام استغلال الموارد المائية الذي يأتي مجسماً بصفة فعلية لأهداف استدامة التنمية طبقاً لمباديء أجندا "21" . ولما كانت هذه الأخيرة حريصة على بإشرك المنظمات غير الحكومية لتلعب دوراً في نوعية منظوريها ، كانت جامعتنا سباقة إلى الاضطلاع بهذه المهمة من خلال التنظيم والمشاركة في مختلف الندوات التي تتطرق إلى المحافظة على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي .

وان لهذا مدعاة للاعتزاز لدينا لأننا ساهمنا بصفة فاعلة في تطوير القطاع وان اقتراحاتنا أصبحت تعتمد من طرف الدوائر الرسمية نظراً لجديتها .

3- على الصعيد البحث العلمي :

من خلال الندوات التكوينية التي تنظم كذلك عن طريق المركز الفني للفلاحة البيولوجية سعت الجامعة الى التقريب بين النظري والتطبيقي والعمل على تبسيط وتمرير نتائج البحث العلمي وكذلك من خلال الزيارات الميدانية على بعض الضيعات البيولوجية النموذجية المتواجدة لدى الفلاحين خاصة بتستور وتاكلسة بالشمال وسوسة بالوسط وصفاقس ونقطة بالجنوب حيث بادرت أصحاب هذه الضيعات بإجراء تجارب فردية حول الاستسماد والري والمكافحة .

3-1 في ميدان المستسمد (compost) :

وقع التركيز من طرف صاحب الضيعة المتواجدة بتستور (المهندس محمد التركي) على استغلال فواضل المنتوج في المستسمد والمتكون :

- من 50 إلى 60% من فيتورة الزيتون .

- 30% من الغيار المتأتي من فواضل الأبقار .

- من 10 إلى 20% من فواضل الدواجن .

وقد أدت نتائج عينة متكونة من 200 غرام من المستسمد المذكور بعد تخميره وتقليبه وبعد مراقبة تطور درجات الحرارة إلى النتائج التالية :

- 92 غرام من المواد الصلبة متآتية من قشرة نواة حبة الزيتون .

- 85 غرام متآتية من فواضل الأبقار والدواجن وثمرة الزيتون .

- 15 غرام الفيتورة وبعض المواد الصلبة الرقيقة جداً المتآتية من غبار الابقار والدواجن . أما النسبة المئوية للمكونات الثلاثة الأوزون والفوسفور والبوتاس فهى كالآتي :

المواد % كلغ/طن

الاوزون 1,4 10

الفوسفور 0,345 24 أي P2 Os

البوتاس 2,2 15,4 أي K2 O 18,5

أما المحتويات من الكربون والآزوت لنفس المستسمد فهو مجزأ كما يلي :

العينة C% N% C/N

مستسمد كامل 31 1,40 22,14

غبار أبقار ودواجن وفواضل ثمار الزيتون بالفيتورة 28 1,53 18,30

41 0,49 83,67

اعتماد على تلك المعطيات وقع تحديد كمية هذا النوع من المستسمد الواجب تقديمها كل سنتين بعد تقييم المأخوذات الناتجة بعد جني الثمار وعملية التقليم بالنسبة لأشجار عمرها عشر سنوات وبكثافة 200 شجرة في الهكتار بالري الموضعي وبمردودية 20 طن من زيتون المائدة صنف بيثولين :

المواد المأخوذات/كغ الحاجيات/كغ الكميات المتأتية من 18 مستسمد في الهك

N 171 133 133/كغ

P2 O5 40 76 75/كغ

K2 O 170 264 251/كغ

وفي الخلاصة يمكننا اعتماد الحاجيات السنوية للزياتين في مناخ نصف جاف أعلى وبمعدل كمية أمطار تساوي 400 مم في السنة وفي أرض طينية رملية : 10 أطنان من المستسمد في الهكتار الواحد أى ما يعادل 30 طن من الغيار الحى المتأتي من مخلفات الأبقار .

لقد تحصلنا على تلك النتائج بالتعاون مع قسم علم التربة والبيئة بالمعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس الذي نتوجه إليه بالشكر حيث ينظم هذا الأخير كل سنة يوم المؤسسة بالتعاون مع منظمتنا ويتم خلال هذا اليوم تمكين الطلبة من إعداد برامج ختم دروسهم لدى الفلاحين مجاناً .

3-2 في ميدان المكافحة الطبيعية :

قد وقع استعمال مصائد بها خليط متكون من 30 غ من فوسفات دى امونياك في لتر واحد من الماء وهو جانب غذائي لذبابة الزيتون (Bactrocera oleae) وذلك منذ سنة 1998 ، فكانت النتيجة ايجابية جداً حيث وقع تعداد 374 ذبابة في مصيدة واحدة وخلال أسبوع واحد في شهر جولية 2002 . بينما في نفس الشهر من سنة 2001 لم نجن ولو ثمرة واحدة من الخوخ نتيجة إصابتها بهته الآفة.

3-3 في ميدان ري الزياتين والأشجار المثمرة :

في انتظار نتائج البحث العلمي التي انطلقت سنة 1998 بمرناق قرب مدينة تونس والتي لا تزال تتطلب عدة سنوات وقع اعتماد معادلة سهلة بعد خمسة عشر سنة من التجارب الشخصية والميدانية تعتمد بالأساس على مردودية ماء الري (Efficience) وقع تقييمها بالمعادلة التالية :

D2 = V

V = كمية الماء بالمتر المكعب في السنة لشجرة واحدة من الزيتون باعتبار غسل الأملاح .

D = قطر ظل الشجرة في منتصف النهار بالمتر .

هذا بالنسبة للري الموضعي أما بخصوص الري بالغمر تكون المعادلة كما يلي :

1,30 D2 = V

كما لا يفوتنا أن نتوجه بالشكر إلى سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي الذي أولى العمل الجمعياتي بعنايته الموصولة حيث يشرف سيادته يومى 23 أفريل و 12 ماي من كل سنة على يوم الجمعيات ويوم الفلاحة يكرم خلالهما الفاعلين فيهما بالإضافة إلى التشجيعات والحوافز المخصصة للفلاحة البيولوجية من أهمها :

- إحداث جائزة كبرى سنوية لرئيس الجمهورية لتنمية قطاع الفلاحة البيولوجية .

- إسناد العديد من المنح الخصوصية للفلاحة البيولوجية على مستوى الاستثمار ومصاريف التصديق.

وفي الختام أن مواصلة دعم الضيعات النموذجية بالاشتراك مع المنظمات الإقليمية والأممية من شأنه ان يمكن الجامعة من لعب دورها بالكامل مساهمة منها في الارتقاء بهذا النمط الزراعي الواعد

فالمجهودات الطوعية والأفكار والخبرات التي تستثمر في الزراعة البيولوجية والتربية على المتحضر وبث الحس البيئي والمدني كلها مسارات تلتقي بشكل أو بأخر مع التنمية المستديمة ونظافة البيئة علاوة على النهوض بالفلاحة والاقتصاد .