الفاعلية والابداع 
الفاعلية والابداع اولى باك  المحور الثالث مجزوءة الفاعلية والابداع اولى باك وضعية مشكلة  الفاعلية والإبداع مفهوم الفن
تقديم مجزوءة الفاعلية والإبداع  مفهوم الفاعلية فلسفيا التقنية والعلم في رحاب الفلسفة والطبيعة



المجزوءة الثانية الفاعلية والابداع

ستحاول هذه المجزوءة أن تقدم لنا صورة جديدة للإنسان خاصة فيإطار علاقته بطبيعته، فالإنسان هو جزء لايتجزأ من الطبيعة لذلك وصل على نسج علاقة معها فهي علاقة كانت في البداية علاقة مباشرة إذ كان يعتمد على قواه الجسمانية من أجل تحصيل قوته اليومي، وأمام قوة الطبيعة وجبروتها أصبح الإنسان واعيا بقصوره على المستوى الجسماني الشيئ الذي جعله يفكر في وسائل تمكنه من السيطرة على الطبيعة ومن تمة الإستفادة من خيراتها أم أنه سيتخد من الطبيعة موضوعا لنشاطاته وفي هذا الإطار يمكننا التحدث عن مجموعة من الفعاليات الإنسانية التي تعتبر شكلا من أشكال تدخل الإنسان في الطبيعة ونتحدث عن التقنية والعلم ،ثم الشغل إضافة إلى التبادل .


 تعريف الشغل تقديم في منار الفلسفة  الفن مفهوم الشغل

العلم والـتقنيـة

تقديم:

ترتكز حياة الإنسان المعاصر على الآلات والمعدات التقنية ، تلك «الكائنات المألوفة الصامتة والخفية» ، التي بفرط اعتماد الإنسان عليها واستخدامه لها باستمرار أصبحت تشكل جزءا من وجوده حتى أن التفكير في الظاهرة التقنية ودلالاتها وأبعادها ومختلف آثارها قد تعطل وغاب خلف مظاهرها المتمثلة في جيش من الآلات والمعدات التقنية المحيطة بنا.فإذا كان «الإنسان كائنا صانعا»، فهل صنع الأدوات والآلات التقنية من خصائصه أم انه عبارة عن تحول جوهري في وجوده ؟ ثم ألا يمكن القول بأن وثيرة حركة الإنتاج التقني واستهلاكه قد خرجت من طوع الإنسان بل وأصبحت هي التي تتحكم فيه؟ ألا يمكن أن يكون لهذا الانقلاب في علاقة الإنسان بالتقنية تأثير وانعكاس على مختلف علاقاته: بنفسه وبالآخرين وبالطبيعة ؟ وقبل هذا وذاك ما هي التقنية ذاتها ؟

يعرف معجم لالاند التقنية بأنها «  مجموعة من العمليات والإجراءات المحددة تحديدا دقيقا ، والقابلة للنقل والتحويل والرامية إلى تحقيق بعض النتائج التي تعتبر نافعة » التقنية هي: أولا، عمليات وإجراءات محددة بدقة وهادفة إلى تحقيق غرض معين وجدت من أجله، وهي ثانيا ، قابلة للتعليم والتعلم والتطوير والتداول والانتشار داخل وسط ما ومن هنا طابعها الاجتماعي. وهي أخيرا ، تحقيق لأهداف عملية نفعية معينة ، بمعنى أن التقنية ليست ترفا بل هي سد لحاجة أو نقص ما لدى الإنسان ، ومن هنا نفهم القول المأثور «الحاجة أم الاختراع».

فإذا كان الإنسان قد حول الطبيعة بالتقنية إلى تقنية أي حول  الطبيعة إلى منتوجات وآلات تقنية استعان بها على تحويل الطبيعة لإنتاج ما لا تستطيع أن توفره من ذاتها فإنه قد تحول هو نفسه إلى كائن ثقافي يعيش وسط الآلات وبها ومعها ولربما قد يعيش لها…

وفي إطار تحديد التقنية لا نرى بدا من التمييز بين الأداة Instrument والآلة Appareil: فالأداة منتوج المجتمعات الحرفية ، وهي عبارة عن امتداد لجسم الإنسان (كالفأس والمطرقة والمنجل…) إذ أنها تتيح ليد الإنسان استعمالات وإمكانيات عدة ، ولكن تشغيل الأداة يبقى موقوفا على طاقة جسم الإنسان . أما الآلة فهي منتوج المجتمعات الصناعية ، وهي حتى وإن كانت امتدادا لجسم الإنسان-إذ أنها تسد النقص والعجز الذي يعاني منه- فإنها تتمتع بنشاط شبه مستقل عن الجسم إذ لها حركة ذاتية ناتجة عن تحويلها للطاقة كقوة طبيعية (كالآلات البخارية مثلا).

وقد أبرز معظم الفلاسفة والأنتربولوجيين أن البعد التقني سابق أو على الأقل ملازم للبعد المعرفي في الإنسان، وأن الإنسان نفسه كائن صانع قبل أن يكون كائنا عارفا، بمعنى أن المهارات العملية للإنسان سابقة بل متفوقة على مهاراته النظرية أو المعرفية.

وإذا كانت التقنية قد تطورت عبر تاريخ الإنسانية تطورا بطيئا عبر عشرات القرون: الحجر، الحديد، البروز، فإنها أخذت تتحول نوعيا من التقنية اليدوية إلى التقنية الممكنة مع ظهور العلم الحديث ابتداء من القرن السابع عشر في أوربا حيث تلاحقت الثورات التقنية تباعا: الثورة البخارية، المحرك الانفجاري، اكتشاف الكهرباء ونتائجه، الثورة الإلكترونية، المعلوميات، الثورة الجينية وهي تحولات تحكمها معايير التسارع والميل إلى الاستقلال الذاتي والكونية والتطور العلمي بعيدا عن أي منظور غائي، وذلك في إطار تصور جديد للعلم ذاته الذي لم يعد كما كان في العصور القديمة معرفة نظرية شاملة متقابلة مع التقنيات كصناعات وممارسات علمية، بل في منظور أن العلم أصبح مرتبطا عضويا بالتقنية. إلا أن التطور الهائل للتقنية الحديثة وكشوفاتها وقدراتها التي جعلت الإنسان يحقق ما كان يحلم به عبر السحر والميتولوجيا في القديم سواء في استكشاف الأبعاد اللانهائية للكون الكبير وفي الأبعاد اللانهائية للأكوان الصغرى في المادة الجامدة والمادة الحية أو في السعي إلى التحكم في بعض مظاهر الحياة عبر التلقيح الاصطناعي أو الاستنساخ وغيره كل ذلك بدأ يطرح تساؤلات للمقارنة بين إيجابيات التقنية وحدود سلبياتها، وحول كيفية ضبط تطورها قانونيا وأخلاقيا حتى لا تتجاوز حدود المعقول الأخلاقي.

·        كيف يمكن تحديد مفهوم التقنية؟ ولماذا تعتبر خاصية إنسانية؟

·   ما العلاقة بين التقنية والعلم؟ ما هي الآثار الناتجة عن هذه العلاقة؟ هل تعمل التقنية خلف كشوفاتها الإيجابية وتحولاتها النوعية آثارا سلبية تهدد الإنسان والطبيعة؟

·        ما نتائج تطور التقنية على وجود الإنسان؟ لماذا تحولت إلى قوة مسيطرة على مصير العالم؟

المحور الاول التقنية والعلم



التأطير الإشكالي للمحور: - ما علاقة التقنية بالعلم. - ما هي الآثار الناتجة عن هذه العلاقة؟

اطروحة بول فيريليو
يعتبر بول فيريليو من الفلاسفة المنهمكين في قراءة الحاضر وصنفا نادرا من فلاسفة التقتية فهو لم يتوان عن دراسة الواقع الافتراضي الناتج عن تطور التقنيات الحديثة والذي أصبح يخترق أجسادنا وينظم علاقاتنا بالآخرين وبالعالم وفي كتابه «تحرر السرعة»، يقترح علينا وصفاً جذاباً لعالم، أصبح، منذ الآن، مرتبطاً بتقنيات الاتصال عن بعد، بحيث يحل الزمان محل المكان. كما يصف فيه خطر الحادث الخصوصي المرتبط بتطور التقنية. ومن أجل التحرر من ذلك كله، يدعو إلى تشكيل إيكولوجيا رمادية.أو منطقة وسطى بين الاثنين...



اطروحة حنا ارندت 
ترى حنا ارندت انه في الوقت الذي كان الإنسان يصنع الأدوات ويتحكم فيها بواسطة عمله اليدوي، فإنه قد أصبح مضطرا لكي يكيف إيقاع حركاته الجسدية مع العمل الميكانيكي الصادر عن الآلات. وهذا من شأنه أن ينعكس سلبا على نفسيته وحريته

أ- مستوى التثمين:

نؤكد مع أراندت بأن الآلات التقنية أصبحت تشكل شرطا أساسا للوجود الإنساني، إذ لا يمكنه الاستغناء عنها. كما يمكن الإقرار مع صاحبة النص بأن الآلة أصبحت تفرض إيقاعها أثناء العمل، وأضحى الإنسان يضطر لتكييف جسمه مع الإيقاع التقني والميكانيكي الذي يفرضه العمل الآلي. وبطبيعة الحال فهذا يجعل الإنسان في وضعية التابع والمنفعل بدل أن يكون حرا وفاعلا.

ب- مستوى النقد:

لكن بالرغم من أن العمل الآلي أصبح يعوض أحيانا العمل الجسدي، فإن الإسان يظل مع ذلك هو المبتكر والمبرمج والمتحكم في عمل الآلة في آخر المطاف، كما أنه يسخرها لخدمة أغراضه وتحقيق رفاهية العيش. ولذلك ينبغي الإقرار بهامش الحرية الذي يملكه الإنسان في برمجة عمل الآلة وجعلها مكملة لما لم يستطع جسده القيام به.

مارتن هايدغر
يتسائل هايدجر عن ماهية التقنية فيجد كجواب لها بأنها نمط وجود الكائن البشري الخاضع لسيطرة الفكر التقني، فالإنسان يوجد تحت قوة تتحداه وتفرض عليه سيطرتها فلم يعد حرا إزاءها كل أصبح خاضعا لسيطرتها نظرا لما تمت له ماهية التقنية من قوة خفية تمكن الإنسان من استخدام جميع قدراته على التخطيط والحساب والتوجيه اعتمادا على معرفة تطبيقية سعى إلى الفعالية والاقتصاد بوصفها المبدأين الأساسين اللذين قامت عليهما التقنية وهكذا جسدت على نحو ما الوجه الأساسي  لنمو العقل العلمي وجعلت من العلم في حد ذاته قيمة يتم السعي إليها بحيث أصبح تصور العلم يقوم على فكرة التقدم التقني المستمر م هنا فماهية التقنية ترتبط بسيطرة العلم في مستواه التقني على الوجود البشري





أحدث أقدم