الزراعة والتنمية الاقتصادية
الزراعة والتنمية الاقتصادية الزراعة والتنمية الاقتصادية
الزراعة والتنمية المستدامة
الزراعة والتنمية
الزراعة والتنمية الاقتصادية
الزراعة والتنمية الريفية
الزراعة والتنمية في الوطن العربي
التنمية الفلاحة
الفلاحة و التنمية الاقتصادية
الفلاحة و التنمية
الفلاحة البيولوجية و التنمية المستدامة
الزراعة والتنمية الريفية
تبلورت فكرة التنمية الزراعية والريفية المستدامة في الثمانينات استجابة إلى الملاحظة المتنامية بأن السياسات والبرامج الزراعية القطرية والدولية ينبغي أن تنطوي على مجموعة من المسائل الاقتصادية والبيئية والاجتماعية - الثقافية أوسع نطاقا من المجالات التقليدية للإنتاجية الزراعية، والإنتاج الزراعي، والأمن الغذائي. وقد اتضحت أهمية فكرة التنمية الزراعية والريفية المستدامة، وتأكدت في مؤتمر قمة الأرض الذي عقد في مدينة ريو عام 1992.
فمنذ انعقاد هذا المؤتمر، ظهرت بعض المناهج والسياسات الجديدة القيمة كمحصلة للتركيز على الاستدامة. فالكثير من المزارعين والعناصر الأخرى الفاعلة في الريف، عثروا على حلول محلية لتحديات الإنتاج المستدام وحماية البيئة، وتحقيق فوائد ملموسة للغابات والحياة البرية والمياه والتربة، والحد من الآثار السلبية على الزراعة مع المحافظة على الإنتاج أو زيادته. وكان للتركيز على الاستدامة فوائده البيئية والاجتماعية في بعض المجالات مثل التخطيط لموارد الأرض، وتعليم الزراعة، والمكافحة المتكاملة للآفات.
ورغم الاهتمام الجماهيري المتزايد، فقد استمر التدهور البيئي الخطير - الذي يرجع في أحد أسبابه إلى الأنشطة الزراعية - في كثير من المناطق. ولم يتحقق الكثير من الأهداف البيئية، بل إن الكثير من البلدان - المتقدمة والنامية على السواء - كانت عاجزة أو غير راغبة في إدماج الاشتراطات البيئية في السياسات الزراعية والتنمية الريفية.
هناك الآن إدراك متزايد بأن الأنشطة الزراعية قد يكون لها جوانبها الإيجابية والسلبية على السواء: فهي يمكن أن تحمي البيئة وأن تدمرها أيضا، وأن ترسم مناظر طبيعية خلابة وأن تدمر أو تدهور الحياة البرية الطبيعية، وأن تشكل المجتمعات الريفية وثقافاتها بطريقة إيجابية أو سلبية. وكمثال، فإن أساليب المكافحة المتكاملة للآفات قد تسفر عن زيادة المنتوج دون إحداث أضرار جسيمة للبيئة، وتقليل الخطورة على الصحة، مع تخفيض تكاليف الإنتاج. كما أن زراعة الغابات يمكن أن تثبت الغلة وأن تسحب أكسيد الكربون من الجو وتقلل من تأثير غازات الاحتباس الحراري.
هذه الأساليب هي نفسها التي تهدف لها الزراعة العضوية.
2- الزراعة وعلاقتها بالتنمية الريفية المستدامة :
لقد أصبحت التربة في كثير من الجهات في العالم عرضة لتحديات الإنسان وسوء تصرفه. فكثير من الأراضي الزراعية الخصبة في البلدان النامية يهددها التسمم والتدهور نتيجة استعمال الأسمدة والمبيدات الكيميائية الصناعية القوية التي لا تستهلكها النبتة وتتراكم سنة بعد سنة حتى تسمم الأرض ولا تعود صالحة للزراعة. كما تسببت هذه المبيدات والأسمدة في نقل مواد مضرة إلى المياه السائلة والمياه الجوفية الأرضية فيصبح الماء الذي يشربه الإنسان غير نقيّ وغير سليم.
والحمد لله لم نصل في بلادنا إلى هذا المستوى العالي من الزراعات الكيمياوية فلم تسمم تربتنا ولا مياهنا. ولكن يجب الانتباه إلى خطر انجراف التربة وانجرادها. ظهر هذا الخطر بعد أن تقلص كساء الأشجار والغابات التي تغطى الأرض التونسية وتحميها كما تقلص الكساء الأخضر المتكون من المراعي الطبيعية الدائمة.
فالزراعة العضوية بإمكانها أن تصلح هذه الوضعية وتقاوم تسمم الأرض وذلك بتطبيق التداول الزراعي واستعمال الأسمدة الخضراء والمواد العضوية المخمرة. إن استعمال النباتات من نوع البقوليات يمكن من تثبيت الأزوت من الهواء وتخزينه في الأرض، وهذا الأزوت الهوائي أول عنصر غذائي يحتاج له النبات وهو نقيّ وخال من السموم المعدنية. هذا النمط الزراعي يهدف إذا إلى تحسين خصوبة الأرض، تركيز و ترفيع نشاطها البيولوجي.
كما أن تطبيق التداول الزراعي يقطع الدورات الحياتية لمختلف الحشرات الضارة للزراعات ويخفض بذلك من الآفات والأمراض.
تمكن الزراعة العضوية من المحافظة على الماء والتربة وذلك :
- باستعمال التقنيات الخاصة للإنتاج النباتي، منها التداول الزراعي والتسميد. يرتكز هذا الأخير على المادة العضوية التي تقوم بدور هام في تغذية النباتات فتعتبر كمصدر ومخزن للعناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات.
- بتحسين تركيبة الأرض: تمنع تماسك الأرض في كتل وتحسن تهويتها وتسهل اختراق الجذور ونموها فيها.
- بمنع انجراف الأرض وذلك بزيادة قوة حفظ الأرض للماء ، كما تمكن من تثبيت الميكروبات الأرضية. فكمثال للمحافظة على التربة من الانجراف، نذكر نتائج بلاد الشيلي الذي بعد سنوات من استعمال الزراعة العضوية تمكن المزارعون به من تخفيض انجراف التربة من 60 طن /هك إلى 12طن/هك.
تدعم الزراعة العضوية التنوع البيولوجي (Biodiversité) وذلك لحثها على استخدام النباتات الزراعية المتأقلمة والمقاومة طبيعيا لبعض الأمراض مما يقلل فرص إصابتها.
كما أنها تمكن المحافظة على بعض الأعشاب الطفيلية التي تأوي الحشرات النافعة والتي تقضي على الحشرات الضارة.
وفي إطار التكوين والتحسين في هذا الميدان، لقد تم التركيز في مؤسساتنا التعليمية العاليا على هذا النوع من الزراعة حيث أنه وقع إدماج في كل برامج تكوين المهندسين الزراعيين والتقنيين السامين وحدات تعليمية تخص الزراعة العضوية و المكافحة البيولوجية، كما أنه تم بعث بالمدرسة العليا للبستنة و تربية الماشية بشط مريم شهادتي ماجستير وشهادتي دكتورا في إختصاص الزراعة المستديمة و حماية النباتات والمحيط.
والحمد لله ظهرت في بلادنا العناية الجدية والكاملة بالتنمية الريفية المستدامة والمرتبطة بأساليب الزراعة العضوية ولنا في المشاريع التي يقوم بها ديوان الغابات والمراعي بالشمال الغربي أحسن مثال يقتدى به.
يمثل الغطاء الغابي بتونس حولي 970 ألف هكتار، و تأوي هذه الغابات حوالي 900.000 ساكن يمثلون 10% من عدد سكان البلاد التونسية و23% من مجموع سكان الريف يقطنون داخل تجمعات سكنية تضم عادة بين 10 و60 عائلة متمركزة داخل الفجوات وحول نقاط المياه حيث تتوفر مساحات لتعاطي الفلاحة وتربية الماشية إلى جانب العمل في نطاق المشاريع الفلاحية.
وقد توخت تونس سياسة إنمائية تدريجية تتسم بنظرة الشمولية وتأخذ بعين الاعتبار جميع مكونات المنظومة الريفية وتهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة تفي بالحاجيات الاقتصادية والاجتماعية لسكان الغابات والمحافظة على الثروة الطبيعية وتحسين تنميتها دون الإخلال بالتوازن الطبيعي والبيئي. ويعتمد هذا التوجه على القواعد والمبادئ التالية :
- تثبيت سكان الريف وتشريكهم في كافة مراحل التهيئة والتصرف والتنمية للموارد الطبيعية.
- تكثيف المشاريع المخصصة والموجهة أساسا إلى تحقيق الحاجيات الاقتصادية والاجتماعية للسكان دون تهديد للتوازن البيئي مع المساهمة في التنمية.
- تنظيم المنتفعين وتحسيسهم بالمسؤولية وذلك بالاعتماد على استراتيجية الحوار والتفتح على المنظمات المحلية والتشجيع على بعث مجمعات للتنمية الريفية.
الزراعة والتنمية الاقتصادية
الزراعة والتنمية الاقتصادية الزراعة والتنمية الاقتصادية
الزراعة والتنمية المستدامة
الزراعة والتنمية
الزراعة والتنمية الاقتصادية
الزراعة والتنمية الريفية
الزراعة والتنمية في الوطن العربي
التنمية الفلاحة
الفلاحة و التنمية الاقتصادية
الفلاحة و التنمية
الفلاحة البيولوجية و التنمية المستدامة