تعد السياحة أحد أهم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في العالم، وتؤدي دوراً مهماً في تنمية الدول.فهي تعدّ مصدراً من مصادر الدخل في الاقتصاد الوطني لدول متعددة، وتمثل مكوّناً رئيسياً من مكونات الصادرات الخدمية التي تؤثر في ميزان المدفوعات، كما أنها تزيد من الناتج المحلي الإجمالي، وترفع حصة الدولة من إيرادات النقد الأجنبي، وتسهم في خفض حدة البطالة. ويعد إقليم شرق أفريقيا هو الوجهة السياحية الرائدة في أفريقيا جنوب الصحراء وهي المنطقة التي تضم إمكانات كبيرة للنمو السياحى من حيث عدد السائحين الوافدين والعائدات السياحية. ويمكن أن يعزى إمكانات صناعة السياحة في المنطقة إلى ما تمتلكه من موارد طبيعية، و التي ساهمت بشكل كبير في النمو الاقتصادي والتنمية في بلدان مثل كينيا وأوغندا وتنزانيا و إثيوبيا ورواندا و سيشيل ومؤخرا رواندا. وعلى الرغم مما سبق، تواجه صناعة السياحة في شرق أفريقيا حاليا عددا من التحديات التى تضعف من قدرتها التنافسية وتجعلها تأتى فى مرتبة متأخرة بالترتيب العالمي للجذب السياحى وتحد من حصتها فى سوق السياحة العالمى. ومن ثم تهدف هذه الورقة إلى التعرف على واقع القطاع السياحى فى دول شرق أفريقيا من خلال تقييم أداء هذا القطاع  ودوره فى اقتصادات تلك الدول، وكذلك عرض أهم عوامل الجذب السياحى بها، وتناول ابرز التحديات التى تعوق التنمية السياحية بتلك الدول مع تقديم بعض المقترحات لمواجهة هذه التحديات.

Abstract:


Th

Tourism is one of the most important economic and social sectors in the world.it is the main source of income in the national economy to many countries, and is a key ingredient of service exports that affects the balance of payments components, as they increase the gross domestic product, and raise the state's share of foreign exchange earnings, and contributes to the reduction of unemployment   Over the past few decades. The region of East Africa is a leader tourist destination in sub-Saharan Africa ,This can be attributed to the potential of the tourism industry in the region and its natural resources , which contributed significantly to the economic growth and development in countries such as Kenya , Uganda, Tanzania and Ethiopia , Rwanda and the Seychelles, Rwanda recently. Notwithstanding the foregoing, the tourism industry in East Africa are currently facing a number of challenges that weaken their competitiveness and make it is falling behind in order to attract international tourism and reduce its share in the global tourism market. Hence this paper aims to recognize the reality of the tourism sector in East African countries by evaluating the performance of this sector and its role in the economies of those countries, as well as display the most important factors of the tourist attractions, and analyses the most prominent challenges that hinder the development of tourism to those countries.

 

تُعدّ السياحة من أكثر الصناعات نمواً في العالم، فقد أصبحت اليوم من أهم قطاعات الاقتصاد العالمي. والسياحة من منظور اقتصادي تعدّ قطاعاً إنتاجياً يؤدي دوراً مهماً في زيادة الدخل القومي وتحسين ميزان المدفوعات، ومصدراً للعملات الاجنبية، وتوفير فرص العمل، وهدفاً لتحقيق برامج التنمية.وخلال العقود القليلة الماضية، عكس نشاط السياحة الدولية نموا كبيراً ومستداماً من ناحيتي العائدات وعدد السياح وترك أثراً  اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبيئيا واسعا وصل تقريبا إلى كل جزء من العالم.  ولقد اتجهت العديد من دول أفريقيا جنوب الصحراء نحو الاهتمام بقطاع السياحة لديها كأداة محتملة للتنمية الاقتصادية والتخفيف من حدة الفقر، نظرا لفشل القطاعات التقليدية مثل الزراعة فى تحقيق التنمية. ويرجع ذلك أساسا إلى قدرة هذا القطاع على رفع عائدات النقد الأجنبي وخلق فرص العمل، وتوليد الإيرادات الحكومية من خلال الضرائب، وتعزيز الروابط الأمامية والخلفية مع بقية القطاعات الاقتصادية. 

ولقد شهد نشاط السياحة الدولية نموا ملحوظاً فقد ارتفع عدد السياح الدوليين في العالم من 25.3 مليون في 1950  إلى 1035 مليون في عام 2012، أو ما يعادل متوسط معدل نمو سنوي قدره 6.2 %.  كما ارتفعت العائدات المحصلة من هؤلاء السياح، من 742  بليون دولار إلى  1076  خلال نفس الفترة، أو ما يعادل متوسط معدل نمو سنوي قدره %10.5؛ وهى نسبة تفوق بكثير معدل نمو الاقتصاد العالمي ككل.  كما ظهرت وجهات استقطاب سياحي جديدة في الأقاليم النامية مثل إقليم شرق أفريقيا الذى يعد الوجهة السياحية الرائدة في أفريقيا جنوب الصحراء، وهي المنطقة التي تدل على إمكانات كبيرة للنمو السياحى من حيث عدد السائحين الوافدين والعائدات السياحية.

ويمكن أن يعزى إمكانات صناعة السياحة في المنطقة إلى ما تمتلكه من موارد طبيعية، و التي ساهمت بشكل كبير في النمو الاقتصادي والتنمية في بلدان مثل كينيا وأوغندا وتنزانيا و إثيوبيا ورواندا وسيشيل ومؤخرا رواندا.  إلا أنه بالنظر إلى الحصة المتواضعة التي تؤول إلى هذه البلدان في السوق السياحية العالمية وتركز النشاط السياحي في عدد محدود منها، فإنه يتضح أنَّ قدراً كبيراً من تلك الإمكانيات لم يستغل بعد على النحو المنشود. ومن ثم تهدف الدراسة إلى التعرف على واقع القطاع السياحى فى دول شرق أفريقيا من خلال تقييم أداء هذا القطاع  ودوره فى اقتصادات تلك الدول، وكذلك عرض أهم عوامل الجذب السياحى بها، وتناول ابرز التحديات التى تعوق التنمية السياحية بتلك الدول.

Post a Comment

Previous Post Next Post