أصل الوجود في الفلسفة اليونانية

أصل الكون في الفلسفة اليونانية

أصل الوجود عند طاليس

متى ظهرت الفلسفة اليونانية

الفلسفة اليونانية pdf

خصائص الفلسفة اليونانية

خاتمة بحث عن الفلسفة اليونانية

تعريف الفلسفة اليونانية

يعد أمبادوقليس من أهم الفلاسفة المؤثرين في تاريخ البشرية؛ وذلك لأنه يُنسب إليه نظرية «العناصر الأربعة» الشهيرة المفسِّرة لأصل المادة وهي: (التراب، والهواء، والنار، والماء)، فهي من أوائل نظريات الفيزياء في التاريخ المعروف وظلّت مهيمنة في الأوساط العلمية لمدة تقرب من ألفي عامٍ بعد موت أمبادوقليس.

 

مراحل الفلسفة اليونانية

 

انقسمت مراحل الفلسفة الأولى في تفسير أصل الوجود إلى ثلاث وجهات متعاصرة: الوجهة الطبيعية، والوجهة الرياضية، والوجهة الميتافيزيقية. الوجهة الأولى أخذ بها (طاليس – Thales of Miletus) و(أنكسيمندريس – Anaximander) و(أنكسيمانس – Anaximenes) و(هرقليطس – Heraclitus)، نشأ الثلاثة الأوائل في ملطية، والرابع في أفسوس، وكانتا في مقدمة المدن الأيونية عمرانًا وثقافة، ثم انتقلت الحياة العقلية إلى إيطاليا الجنوبية وصقلية؛ حيث نبغ فيثاغورس، وهو صاحب الوجهة الرياضية، وظهرت المدرسة الإيلية القائلة بالوجود الثابت، ثم نشأ فلاسفة حاولوا التوفيق بين الوجهات الثلاث هم: (أمبادوقليس – Empedocles) و(ديموقريطس – Democritus) و(أنكساغورس  Anaxagoras).

 

 

 

*المدرسة الطبيعية:

ظهرت الفلسفة اليونانية تقريباً في القرن السادس قبل الميلاد أو قبل ذلك، وقام الفلاسفة بالبحث عن العلة الحقيقية للوجود، وأرجعوه إلى أصل مادي، وأرجعوا أصل العالم إلى مبدأ حسي ملموس. جاء فلاسفة آخرون ليتكلموا عن أصل الوجود تارة بإرجاع الأصل إلى الماء وتارة إلى النار والهواء والماء والتراب وإلى عنصر خامس أسموه «الأثير». وقال فيلسوف آخر إن أصل العالم هو الذرات. وجاء المعلم الأول أرسطو ليقول بالكون الأزلي، وبوجود عقل من وراء الكون يوزع النظام فيه، لأن المادة لا يمكن أن تحرك نفسها.

 

 

*فرضية الكون الأزلي:

هذه فرضية فلسفية قديمة انبثقت من فلاسفة اليونان وبالذات أرسطو نظراً لرغبتهم في تفسير الوجود بعيداً عن الغيبيات. هذه الفكرة اليونانية القديمة وصلت إلى العالم الغربي عن طريق إعادة البحث في التراث اليوناني القديم، ووصلت في وقت كانت فيه الفلسفة المادية قد انتعشت في عصر النهضة. المعلوم أن عصر النهضة هو عصر إعادة البحث في أعمال المفكرين اليونانيين القدماء. هذا الرأي أثر في نظرة الإنسان لفترة، وأبعده عن الحقيقة لحوالي 2000 سنة، مع أنها فرضية فلسفية لا دليل علميًا عليها!! لكن المشكلة هي أنه عندما تسيطر فكرة معينة على الإنسان فإنها تمنعه عن التفكير في اتجاه يخالف الذي آلِفه واعتاد عليه!

 

 

هل أصل الكون طبيعي أم ما وراء الطبيعة؟ انقسم الجواب بين العلماء إلى فريقين، فريق معارض للتفسير الغيبي لأصل الكون، وفريق آخر مؤيد له. ولقد اخترت من المعارضين للتفسير الغيبي الفيزيائي ستيفن واينبرغ الحاصل على جائزة نوبل، والذي قال «كلما بدا أن الكون ممكن فهمه تبين أنه من غير أي معنى». أما من الفريق المؤيد للتفسير الغيبي لأصل الكون فقد اخترت عالم الفيزياء شارلز تاونز Charles H. Townes والحاصل على جائزة نوبل والذي قال: «العلم كما نعرفه مبني على أساس السبب والأثر والمكان والزمان، فكيف يمكننا تفسير أصل الكون على أساس العلم؟ لا يمكنني أن أفهم كيف يمكن للعلم وحده وأن يفسر أصل كل الأشياء. صحيح أن الفيزيائيين يأملون التوصل إلى ما بعد الانفجار العظيم وإمكان تفسير أصل الكون الذي نحن فيه، ولكن كيف بدأ أصل الكون في الوجود؟ في نظري السؤال عن أصل الكون سيبقى من غير إجابة إذا اعتمدنا على العلم وحده».

عندما يقول هذا العالم (العلم كما نعرفه مبني على أساس السبب والأثر والمكان والزمان) فلا يمكن تفسير أصل الكون بالعلم، لأن الانفجار العظيم لم يحدث في الزمان ولا في المكان، إذ لم يكن هناك زمان ولا مكان، فالانفجار العظيم هو الذي خلق الزمان والمكان!!! لذلك لا يمكن تفسير أصل الكون بالعلم إلا بالرجوع إلى ما وراء الطبيعة.

 

 

*ماذا عن تعدد الأكوان؟

لتفادي فكرة التصميم في الكون يتعلق الملحد عادةً بفكرة تعدد الأكوان، ويقول إن الكون الذي نسكنه صار كونا مناسبا لنا صدفةً من بين بلايين الأكوان!! لكن هذه النظرة مع تولد الكون من التذبذبات الكمية تعاني من ثلاث مشكلات:

1 - التذبذبات الكمية مفاتيح مكونة لنظريات التضخم التي تحاول أن تفسر كيف ظهر كوننا والأكوان الأخرى إلى الوجود. المشكلة أن التذبذب الكمي يفترض مسبقاً وجود قوانين الكم!! ولو لم توجد قوانين الكم أو أي قوانين أخرى لا يمكن أن يحدث شيء لا وجود للقوانين لا وجود للفعل. أصل الكون أو الأكوان نتيجة لقوانين الكم أو التضخم في المجال أو خواص الأوتار كلها تعتمد على قوانين مسبقة أو مجالات مسبقة، لذلك حتى العلماء المتشائمون لا يمكنهم تفادي ذلك إلا بالاعتقاد!!

 

 

Post a Comment

Previous Post Next Post