قطاع السياحة في القارة الافريقية

     تعتبر القارة الأفريقية من أقل مناطق العالم جاذبية للسياحة، رغم أن كثير من الدول الأفريقية قد وضعت قطاع السياحة ضمن استراتيجياتها لتحقيق النمو الاقتصادى، وذلك في إطار أهداف ومبادئ الاتحاد الأفريقى والتى من بينها تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة. ورغم أن بعض دول القارة قد حققت معدلات نمو جيدة في قطاع السياحة، إلا أن ذلك  لم ينعكس على مؤشرات التنمية فيها، هذا على الرغم من ارتفاع حصة أفريقيا من السوق العالمى للسياحة والتى وصلت إلى 5% في عام 2012( The World Bank ,2013).

       ووفقا الإحصائيات منظمة السياحة العالمى فإن نمو القطاع السياحى بدأ يتزايد بشكل ملحوظ منذ عام 1990، حيث تزايدت أعداد السياح الدوليين القادمين إلى أفريقيا من 14.7 مليون سائح إلى 279 مليون خلال عام 2000، واستمر هذا العدد من التزايد إلى أن بلغ حوالي  56 مليون سائح خلال عام 2013، ويوضح الجدول التالى أعداد  السائحين والعائدات السياحية في أفريقيا خلال الفترة 1995-2013.

 

جدول (1)

أعداد السائحين والعائدات السياحية في أفريقيا خلال الفترة (1995-2013)

السنة    أعداد  السائحين (بالمليون)         عائدات السياحة الدولية (بالبليون دولار امريكى)

1995  20,1   8,5

1996  21,8   9,7

1997  22,8   9,5

1998  25,2   10,2

1999  26,7   10,8

2000  27,9   10,4

2001  28,9   11,5

2002  29,5   11,9

2003  31      16

2004  33,8   18,9

2005  35,3   21,6

2006  39,1   24,6

2007  42,6   29,1

2008  44,5   29,9

2009  45,9   28,1

2010  49,9   31,6

2011  49      32,7

2012  52      34

2013  55,8   34,2

المصدر:World Tourism Organization , UNWTO. Tourism Highlights, various issues.

 

    ويتضح من الجدول التزايد المتواصل في كلا من أعداد السائحين وعائداتهم خلال الفترة 1995-2013، كما تزايدت حصة أفريقيا من السوق العالمى للسياحة من 3,5% عام 1995 إلى 5,1% فقط عام 2013 على الرغم من إنها حققت معدلات نمو جيدة خلال تلك الفترة. الا انها لم تتجاوز حصتها من الإيرادات السياحية العالمية 3% عام 2013. ويمكن ترجمة الأرقام الواردة بالجدول (1) إلى الشكل رقم (3)، والذى يوضح أعداد السائحين القادمين إلى أفريقيا وعائداتهم خلال الفترة (1995-2013).

شكل (3)

اعداد السائحين والعائدات السياحية فى افريقيا

 

 المصدر: من إعداد الباحث بناء على الأرقام الواردة بالجدول رقم (1)

   وبتحليل البيانات الخاصة بمعدلات النمو حسب مناطق العالم لعام2013، والصادرة عن منظمة السياحة العالمية،  فإن أفريقيا والتى حققت معدل نمو بلغ حوالى 6% قد تفوقت على مناطق هامة مثل الأمريكيتين والتى حققت معدل نمو بلغ 4% فقط، وتساوت مع مناطق أخرى رائدة في المجال السياحى مثل آسيا والباسفيك(6%)، وهذه الأقاليم تعد من أعلى مناطق العالم من حيث الميزة التنافسية في السياحة UNWTO Annual report, 2013)). وعلى مستوى الأقاليم الفرعية لأفريقيا، فإن الجدول رقم (2) يوضح أعداد السائحين والعائدات السياحية فى الأقاليم الفرعية لأفريقيا خلال عام 2012.

جدول (2)

أعداد السائحين والإيرادات السياحية على مستوى الأقاليم الفرعية لأفريقيا خلال عام 2012

الإقليم   أعداد السائحين الوافدين(مليون)    الإيرادات السياحية( مليار دولار)

شمال أفريقيا      26,554,000  18,296

الجنوب الأفريقى  11,048,000  10,095

شرق أفريقيا      7,621,000    7,596

غرب أفريقيا      6,611,000    3,412

وسط أفريقيا      667,000       674

الإجمالى 52,501,000  40,068

 المصدر: Monitor,vol.1,issue1, 2013African Development Bank , Africa Tourism 

ويتضح من الجدول  أن إقليم  الشمال الأفريقى استحوذ على 50,6% من إجمالى السياحة الوافدة إلى أفريقيا  خلال عام 2012، بينما استحوذ إقليم الجنوب الأفريقى على 21%منها، وإقليم شرق أفريقيا على 14,5%، وإقليم غرب أفريقيا على 12,6% و1,3% فقط الإقليم وسط أفريقيا. وكذلك الحال بالنسبة للإيرادات السياحية، حيث استحوذ إقليم شمال أفريقيا على 45,6% من إجمالى الإيرادات السياحية الأفريقية خلال عام 2012، يليه إقليم الجنوب الأفريقى بنسبة 25%، يليهما إقليم شرق أفريقيا بنسبة 19%، وإقليم غرب أفريقيا بنسبة 8.5%، وأخيرا إقليم وسط أفريقيا بنسبة 1,7% فقط.

     ويوضح الجدول التالى الدول الأفريقية الست التي احتلت مركز الصدارة من حيث أعداد السائحين وإيراداتهم  السياحية خلال الفترة (2010-2012):

جدول (3)

أعداد السائحين والإيرادات السياحية في عدد من الدول الأفريقية

الدولة   2010  2011  2012

         عدد السائحين (بالمليون)  الإيرادات السياحية (بالمليون دولار)         عدد السائحين (بالمليون)  الإيرادات السياحية (بالمليون دولار)   عدد السائحين

(بالمليون)        الإيرادات السياحية (بالمليون دولار)

مصر    14,051         12,528         9,497 8,707 11,196         9,940

جنوب أفريقيا     8,074 9,070 8,339 9,547 9,188 9,994

المغرب 9,288 6,703 9,342 7,281 9,375 6,711

تونس    6,902 2,645 4,785 1,914 5,950 2,183

تنزانيا   754    1,255 843    1,353 1,043 1,564

موريشيوس       935    1,282 965    1,488 965    1,477

المصدر:

 Monitor, vol.1, issue1, 2013African Development Bank, Africa Tourism

- UNWTO. Tourism Highlights 2014

   ويلاحظ أن هناك 4 دول أفريقية فقط تستحوذ على 66% من إجمالى السياحة الوافدة إلى 23 دولة أفريقية وهى:  مصر، وجنوب أفريقيا والمغرب وتونس، كما أنها تستحوذ أيضا على 77% من إجمالى الإيرادات السياحية لها. وعلى الرغم من أن مصر وجنوب أفريقيا تحققان أكبر تدفقات سياحية وافدة وأعلى الإيرادات السياحية على المستوى القارة، إلا أن تنزانيا تأتى في المركز الأول من حيث متوسط إنفاق السائح، فبينما انفق السائح في مصر 887 دولار، فإن السائح في تنزانيا انفق 1499 دولار خلال عام 2012. علماً بأن مصر تستقبل أكثر من 10 أضعاف عدد السائحين الوافدين إلى تنزانيا، هو ما يعنى أن الأخيرة تحقق أعلى كفاءة إيراداية على مستوى القارة. كما أن هناك دول صغيرة المساحة جدا مثل موريشيوس استقبلت 965 ألف سائح في عام 2012، ورغم ذلك تصنف ضمن أعلى الدول الأفريقية من حيث إنفاق السائحين، ويرجع ذلك إلى الميزة التنافسية العالمية التي تتسم بها موريشيوس في مجال السياحة من حيث الخصائص الطبيعية المتفردة والحدائق النباتية والتى تحتوى على العديد من النباتات الطبية والنباتات النادرة على مستوى العالم.

Naude A.&Saayman A.,2004))

ثانيا:  الأداء الاقتصادى لقطاع السياحة في دول شرق أفريقيا:

        يعد إقليم شرق أفريقيا الوجهة السياحية الرائدة في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث تشير إحصاءات منظمة السياحة العالمية إلى الإمكانات الكبيرة التي يتسم بها الإقليم سواء من حيث عدد السائحين الوافدين والإيرادات السياحية، أو من حيث مساهمة القطاع السياحى في الناتج المحلى الإجمالى لدول الإقليم، وعائدات النقد الأجنبى المتولدة عنه، وكذلك مساهمته في توفير العديد من فرص التشغيل بتلك الدول، وسيتم فى هذا القسم من الدراسة تناول الأداء الاقتصادى للقطاع السياحى في دول شرق أفريقيا.

1-      عدد السياح والعائدات السياحية:

يوضح الجدول (4) أعداد السائحين وإيراداتهم السياحية فى دول شرق أفريقيا خلال الفترة (2010-2013):

جدول (4)

أعداد السائحين والإيرادات السياحية في دول شرق أفريقيا خلال الفترة (2010-2013)

الدولة   أعداد السائحين(مليون)    الإيرادات السياحية (بالمليون دولار)

         2010  2011  2012  2013  2010  2011  2012  2013

إثيوبيا   468    523    596    -        552    770    607    416

كينيا     1,470 1,70   1,619 -        80      926    935    -

روندا    504    688    815    -        202    252    282    -

سيشل   175    194    208    230    474    291    310    344

تنزانيا   754    843    1,043 -        1,255 1,353 1,713 1,880

أوغندا   946    1,15   1,197 1,206 784    960    1,135 1,184

جيبوتى  -        -        -        -        11      19      21      -

اريتريا   84      107    -        -        -        -        -        -

بورندى  142    -        -        -        2        2        2        -

جزر القمر        15      19      -        -        35      44      39      -

الكونغوالديمقراطية         81      186    -        -        11      11      7        -

مدغشقر 196    225    256    196    321    -        -        -

الصومال -        -        -                 -        -        -        -

المصدر:World Tourism Organization , UNWTO. Tourism Highlights 2014

 حيث يتضح من الجدول التزايد المستمر في أعداد السائحين الوافدين إلى دول الإقليم وكذلك الإيرادات السياحية وخصوصا في كينيا، وأوغندا وتنزانيا، وطبقا لإحصائيات منظمة السياحة العالمية تزايدت أعداد السائحين القادمين لإقليم شرق أفريقيا من 5 مليون سائح عام 1995، حتى بلغت حوالى 120 مليون سائح خلال عام 2010، وبذلك حقق الإقليم في هذا الصدد متوسط معدل نمو سنوى بلغ حوالى 6% خلال الفترة 1995-2010. وبلغت حصته السوقية من السياحية العالمية 1,3% خلال عام 2010. وكما اتضح من الجدول رقم (2) فلقد ساهم إقليم شرق أفريقيا بـ14,5% من إجمالى أعداد السائحين القادمين الى القارة الأفريقية خلال عام 2012، وكذلك بلغت حصته من الإيرادات السياحية للقارة 19% خلال نفس العام.

2- مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلى الإجمالى لدول شرق أفريقيا:

 يعد قطاع السياحةمن أهم  القطاعات التي تشهد تطوراً سريعاً وتزداد مساهمته في الناتج المحلى الإجمالى (GDP) لدول شرق أفريقيا. ويوضح الجدول التالي حصة السياحة والسفر من (GDP) لدول شرق أفريقيا خلال عام 2013.

جدول (5)

مساهمة قطاع السياحة فى ( GDP ) بدول شرق أفريقيا فى عام 2013

الدولة   الناتج المحلى الاجمالى لقطاع السياحة والسفر(بالبليون دولار) النسبة من (GDP)

بورندى  0,1     4,5%

جزر القمر        -        6,5%

جيبوتى  -        -

إثيوبيا   4,18   10,3%

كينيا     5,3     12,1%

رواندا   0,7     9,3%

الكونغو الدمقراطية        0,5     2,2%

سيسشل 0,6     56,5%

أوغندا   2,1     7,9%

تنزانيا   4,3     12,9%

مدغشقر 1,6     15,9%

الصومال -        -

المصدر:

World Travel & Tourism Council (WTTC).Economic Impact Report.Country Reports, 2013.

ويتضح من الجدول أن  نسبة مساهمة القطاع السياحى فى الناتج المحلى الاجمالى لدول شرق أفريقيا متبانية من دولة لأخرى، حيث تراوحت تلك المساهمة بين 56,5% و 4,5% ويتضح من الجدول الدور المتنامى لقطاع  السياحة فى دولة مثل  سيشل، حيث بلغت مساهمته فى GDP لها 56,5% عام 2013، كما ساهم القطاع بنسبة بلغت حوالى 16% فى مدغشقر، و13% تنزانيا، وحوالى 12% فى كينيا و ما يقرب من 10,5% فى إثيوبيا، و18% فى أوغندا.

     كما يعد القطاع السياحى أحد أهم مصادر النقد الأجنبى فى تلك الدول،حيث يأتي فى المرتبة الثانية بعد القطاع الزراعي الذى يعد القطاع الرائد فى معظم دول شرق أفريقيا. فلقد بلغت متحصلات النقد الاجنبى من قطاع السياحة فى كل من مدغشقر، ورواندا، وتنزانيا وأوغندا خلال عام 2011 حوالى 280 مليون دولار، 174 مليون دولار، 1,2 بليون دولار، و667 مليون دولار على التوالي. وفى سيشل ساهم القطاع بأكثر من 60% من إجمالى متحصلات النقد الأجنبى. وفى كينيا ساهم القطاع السياحى بـ 18% من متحصلات النقد الأجنبى (UNECA,2011).

     ولقد تزايدت مساهمة القطاع فى إجمالى الصادرات لدول الإقليم بشكل ملموس، حيث بلغت للمساهمة عام 2013 حوالى17,6% فى تنزانيا، و17,3% فى كينيا، و 22,4% فى مدغشقر، و37% فى سيشل، وحوالى 19.5% فى أوغندا، و34% فى رواندا، وحوالى 40% فى إثيوبيا. (WTTC, 2014)

3- مساهمة القطاع السياحى فى التشغيل بدول  شرق أفريقيا:

     تعد مشكلة البطالة أحد أهم العقبات التى تقف حائلاً أمام دول إقليم شرق أفريقيا، والتى تحد من قدرتها على تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة بها. ويرجع ذلك إلى تباطوء معدلات النمو الاقتصادى بتلك الدول مما لا يسمح بتوفير فرص عمل كافية لاستيعاب قوة العمل بها. وهنا يظهر الدور البارز الذى يضطلع  به القطاع السياحى بتلك الدول، بما يتيحه من العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة. ويوضح الجدول(6) اتجاهات التشغيل المباشرة وغير المباشرة فى القطاع السياحى فى عدد من دول شرق أفريقيا خلال عام 2013.

جدول (6)

اتجاهات  التشغيل بقطاع السياحة عدد من دول شرق أفريقيا خلال عام 2013

الدولة   التشغيل المباشر

بقطـــــاع السياحــــة    إجمالى التشغيل

(المباشر وغيـــر المباشر)

         عدد الوظائف(بالالف)      النسبة من إجمالى التشغيل عدد الوظائف(بالالف)      النسبة من إجمالى التشغيل

سيشل   9700  22,7% 24100 56,5%

مدغشقر 224900        4,6%  647900        13,3%

كينيا     226300        4,1%  589600        10,6%

إثيوبيا   985500        3,8%  2491600      9,5%

رواندا   66500 3,1%  174500        8,1%

تنزانيا   402300        3,8%  1196200      11,2%

أوغندا   182400        2,8%  452200        6,9%

جزر القمر        5100  2,2%  13000 5,6%

الكونغو الديمقراطية        122700        0,8%  293300        1,8%

بورندى  32900 1,8%  72600 3,9%

المصدر:

World Travel & Tourism Council (WTTC).Economic Impact Report. Country Reports, 2013.

ويلاحظ من الجدول ارتفاع مساهمة القطاع فى إجمالى التشغيل ( مباشر وغير مباشر) فى سيشل، فقد بلغت تلك المساهمة حوالى 56%، تليها مدغشقر (13,3%) ،تليهما تنزانيا (11.2%)  ثم كينيا)  10,6%(، وإثيوبيا ) 9,5 %(.  وهكذا فإن القطاع السياحى بدول شرق أفريقيا أدى إلى دفع عجلة التنمية بشكل ملموس وذلك نتيجة الدور الذى يضطلع به فى تحسين الناتج المحلى الاجمالى لتلك الدول، وامتصاص الآلاف من المتعطلين بها وهو ما اتضح من تحليل البيانات والإحصاءات الواردة من منظمة السياحة العالمية (UNWTO( والمجلس العالمى للسياحة والسفر (WTTC).

    وبالإضافة لما سبق، يعد قطاع السياحة أحد أهم مصادر الإيرادات الحكومية فى العديد من دول شرق أفريقيا، خاصة تلك التى تبلغ مساهمة القطاع فى ناتجها المحلى الإجمالى نسبة يعتد بها، فقلد بلغت مساهمة الأنشطة السياحيةفى الإيرادات الحكومية فى كل من إثيوبيا وأوغندا عام 2010 حوالى 2.5% (42 مليون دولار أمريكى)، و2.4%( 67 مليون دولار امريكى) ،وبلغت تلك النسبة فى كينيا7.6 % (466 مليون دولار)، وفى سيشل تشكل تلك الإيرادات التى بلغت 35مليون دولار حوالى 22% من الإيرادات الحكومية. بينما ساهمت السياحة فى كل من بورندى والكونغو الديمقراطية ورواندا بنحو 0,7% ،0,9%، 1,7% على التوالى(UNECA,2011 ).

ثالثا:  تقييم مدى تنافسية القطاع السياحى فى دول شرق أفريقيا:

أصدر المنتدى الاقتصادى العالمى تقريرا عن تنافسية قطاع السياحة والسفر على المستوى العالمى، وكان أول إصدار عام 2007، ثم تبعه إصدار عام 2009، وضم 133 دولة فى العالم، وإصدار 2013 الذى شمل 140 دولة. فلم تعد أعداد السائحين الوافدين أو المتحصلات  السياحية هى فقط معايير القياس والمقارنة بين الدول، ويعكس مؤشر التنافسية السياحية القدرات السياحية، لكل دولة.وفيما يلى سيتم توضيح المنهجية المستعملة لقياس مؤشر  التنافسية السياحية للدول، وواقع تلك المؤشرات فى دول شرق أفريقيا:

1- منهجية تصنيف تنافسية الدول:

تعتمد منهجية التصنيف ثلاثة محاور أساسية، هي: الإطار التنظيمي والقانوني، والبنية التحتية وبيئة الأعمال، والموارد البشرية والطبيعية والثقافية،  مقسمة الى 14 مؤشراً، ولكل مؤشر متغيرات تدخل في تركيبه وقدرها 75 متغيراً وقد تم الاعتماد في قياسها على بيانات من مصادر عالمية مختلفة ومن خلال استطلاعات الرأي التي قام بها المنتدى الاقتصادي العالمي )دافوس(، والشكل (4) يوضح تلك المحاور والمؤشرات.

شكل (4)

 

المصدر: د.فيصل شياد: تنمية السياحة العربية البينية:  العقبات والحلول، رؤى استراتيجية، ابريل 2014، ص 59.

2- مؤشرات تنافسية  دول شرق أفريقيا فى السياحة الدولية:

    يوضح الجدول(7) مؤشرات التنافسية السياحية فى عدد من دول شرق أفريقيا شملها تقرير تنافسية السياحة والسفر الصادر فى عام 2013، والذى شمل 140 دولة، حيث يتضح من الجدول تفوق سيشل واعتلاءها سلم الترتيب من حيث مؤشر التنافسية السياحية بين دول أفريقيا، حيث أنها حققت المرتبة 38 عالميا خلال عام 2013. ويرجع ذلك الى الحملات الترويجية والتسويقية المتميزة التى تقوم بها سيشل على مدار العام، إضافة إلى تمتعها ببنية تحتية جيدة خاصة من حيث الغرف الفندقية المتاحة(المركز السادس) ،والبنية التحتية للنقل الأرضى والبنية التحتية للنقل الجوى(المركز 31 و 27 على التوالى). ولكن على الرغم من تلك السمات الايجابية، إلا إنها احتلت المركز 120 من حيث التنافسية السعرية ((WEF,2013.

وقد جاءت كينيا فى المرتبة الثامنة على مستوى القارة الافريقية والـ 96 عالمياً من حيث مؤشر التنافسية السياحية حيث بلغت قيمة المؤشر 3,7 عام 2013، متقدمة بسبع مراتب مقارنة بترتيب عام 2011 (103 عالمياً). وجاء ترتيبها فى المركز 14 عالميا من حيث الموارد الطبيعية التى تمتلكها، وذلك بما لديها من مواقع طبيعية  للتراث العالمى، وتنوع غنى للحيوانات ويحتل القطاع السياحى أهمية كبيرة فى الاقتصاد الكينى ولذلك تهتم السياسات الحكومية المختلفة بتحقيق معايير الاستدامة البيئية نظرا لاعتماد القطاع السياحى على موارد البيئة الطبيعية، وقد انعكس ذلك على تحسين مركزها فى هذا الصدد حيث رتبت عالميا فى المركز21  (WEF,2013 ).

جدول رقم(7)

مؤشرات التنافسية السياحية لعدد من دول شرق أفريقيا عام 2013

الدولة

         ترتيب 2013     ترتيب 2011     ترتيب

2009  مؤشر التنافسية السياحية  مؤشرات الاطر التنظيمية والقانونية البنية التحتية     المواردالبشرية والطبيعية والثقافية الترتيب على مستوى أفريقيا    الترتيب من حيث الموارد الطبيعية

                                               الترتيب  القيمة   الترتيب  القيمة   الترتيب  القيمة            

بورندى  138    137    131    2,8     130    3,4     139    2,3     138    2,7     30      127

إثيوبيا   120    122    123    3,3     122    3,6     127    2,7     97      3,6     17      33

كينيا     96      103    97      3,7     108    4        105    3        60      4        8        13

مدغشقر 131    127    116    3,1     132    3,3     132    3,3     119    2,7     26      99

رواندا   105    102    -        3,6     78      4,5     117    2,7     104    3,5     9        61

سيشل   38      -        -        4,5     47      4,9     42      4,3     48      3,4     8        65

تنزانيا   19      110    98      3,5     118    3,7     125    2,7     59      4        12      4

أوغندا   116    115    111    3,4     116    3,75   121    2,7     79      3,8     13      25

المصدر: World Economic Forum. The Travel and Tourism Competitiveness Report 2013

     ولكن على الرغم من التحسن العام فى التصنيف العالمى  لكينيا من حيث مؤشر التنافسية السياحية، إضافة إلى تسهيل نظام التأشيرات السياحية وإبرام العديد من الاتفاقيات الثنائية لخدمات النقل الجوى، الا ان كينيا مازالت تعانى من تدنى مستوى التحتية (المركز 105 عالمياً)، وكذلك ضعف مواردها  البشرية (المركز106 عالمياً) كما يشكل الوضع الأمنى فى البلاد عائقاً كبيراً أمام تنمية القطاع السياحى بها(المرتبة 15 عالميا)( UNECA,2011).وقد احتلت تنزانيا المركز 12 على المستوى الافريقى، والمركز 109 عالمياً من حيث مؤشر التنافسية السياحية  متقدمة بذلك مركزا واحدا منذ عام 2011. وتمتلك تنزانيا ميزة تنافسية  عالية جدا من حيث مواردها الطبيعية، فقد احتلت المرتبة الرابعة عالميا فى هذا الصدد، وبشكل عام تعتبر افريقية ذات ميزة تنافسية عالية من حيث الموارد الطبيعية. فمن بين أعلى 70 دولة تمتلك موارد طبيعية سياحية على مستوى العالم توجد منهم 18 دولة فى أفريقيا مثل تنزانيا، وأوغندا، وكينيا، وإثيوبيا. حيث تمتلك تنزانيا على سبيل المثال عدة مواقع للتراث العالمى  الطبيعى والحيوانات البرية  والعديد من المحميات الطبيعية والمناطق والسواحل والبحيرات، بالإضافة إلى عدد كبير من الأصول الطبيعية التى تدخل ضمن التراث العالمى والمسجلة باليونسكو( UNECA,2011). وقد ركزت تنزانيا على تحسين سياساتها البيئية للمحافظة على تلك الموارد الطبيعية، وقد انعكس ذلك على تحسين مركزها العالمى من حيث الاستدامة البيئية (المرتبة 45). كما تحسنت بيئة  السياسات إلى حد كبير فى تنزانيا من حيث درجة انفتاح البلاد وإبرام العديد من اتفاقيات الخدمات الجوية وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة.ومع ذلك فانه من الضرورى بذل المزيد من الجهود فى مجال حماية حقوق الملكية (المركز103عالمياً)، وتوفير الأمن والسلامة (المركز120 عالمياً)، وتحسين مستوى البني التحتية (المركز125عالمياً). كما ينبغى التركيز على تحسين قاعدة الموارد البشرية لديها (المركز125عالمياً) وخاصة ما يتعلق منها بالخدمات الصحية والنظام التعليمى (WEF,2013). وفيما يتعلق بالاطر التنظيمية والقانونية لمؤشر التنافسية السياحية فقد تصدرت كلا من سيشل ورواندا وكينيا قائمة دول شرق أفريقيا، ويهتم هذا المحور بتنظيم القوانين السياحية وتسهيل حركة السائحين  وتنظيم قطاع الفنادق والمنتجات.أما بالنسبة لمؤشرات البنية التحتية وبيئة الأعمال، فباستثناء سيشل، جاءت دول شرق أفريقيا التى شملها جدول(7) فى مراكز متأخرة نسبياً كوجهات سياحية. وهو ما يعنى ضرورة توجيه المزيد من الاهتمام بهذا الجانب، حيث تعانى تلك الدول من ضعف شبكة البني التحتية  اللازمة للنشاط السياحى وتدنى مستويات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات  ( Afeikhene, (Jerome. كما لم تحقق تلك الدول تنافسية سعرية ملموسة فى الأنشطة السياحية، فعلى الرغم من اعتلاء سيشل المرتبة الأولى على مستوى القارة الأفريقية والـ38 على المستوى العالمى من حيث  التنافسية للسياحية العالمية، إلا إنها احتلت المرتبة 120 من حيث السعر التنافسى، فى حين إن إثيوبيا والتى احتلت المركز 17 على المستوى الافريقى، و120 على المستوى العالمى من حيث التنافسية السياحية  العالمية، جاءت فى المرتبة 22 من حيث السعر التنافسى، مما يعنى أن السعر ليس من محددات الطلب السياحى على الدول الافريقية ((WEF,2013.

      وبالنسبة لمؤشرات الموارد البشرية والثقافية بدول الإقليم، فقد تراوحت قيمتها بين 2,7 و4,3 وهو ما يعنى  وجود مشكلة حقيقية فى هذا الصدد وخاصة فى جانب الموارد البشرية غير المؤهلة، وعدم اعتناء دول شرق أفريقيا عموماً بالموارد البشرية والثقافية، مما يجعلها تفقد مزايا تنافسية كبيرة.

رابعا: تحديات وفرص التنمية السياحية بالأقاليم

     يتسم إقليم شرق أفريقيا بتوافر الثروات والمصادر الطبيعية التى تسهم فى تعزيز قطاع للسياحة بدوله المختلفة، حيث تتنوع الأنشطة السياحية به وتتراوح بين سياحة السفارى والسياحة الثقافية والأنشطة الترفيهية وسياحة الشواطئ وغيرها من أنواع السياحة. ولكن على الرغم من ذلك، فان تنمية وتطوير القطاع السياحى يتطلب بذل المزيد من الجهود لرفع القدرة التنافسية فى الأسواق العالمية، خاصة وان الأمر لم يعد يعتمد بشكل منفرد على ما تمتلكه الدولة من موارد طبيعية بقدر ما يعتمد على قدرتها على إدارة هذه الموارد وزيادة مهارات الموارد البشرية العاملة بها. وسيتم هذا القسم من الدراسة عرض أهم التحديات التى تواجه القطاع السياحى بدول شرق أفريقيا وكذلك التطرق إلى أهم فرص تنمية هذا القطاع(UNECA, 2011).

Post a Comment

أحدث أقدم