بحث عن الفلسفة
ما الفلسفة؟
من أهم الأسئلة الفلسفية التي جاءت في كتب الفلسفة :
من أين جئنا وكيف سنعيش ولماذا اخترنا هذا المذهب من التفكير؟ ما طبيعة النفس البشرية؟ هل هي طبيعة خيِّرة كما قال روسو (1712 – 1778 م) وأن النفس صفحة بيضاء كما يرى جون لوك (1632 – 1704 م)؟ كيف تتم عملية التعلم ونقل الثقافة وصياغة أهداف التربية؟ ما ضوابط النقاش في المسائل التربوية لتوضيح وتكييف الأفكار؟ ما هي السعادة وكيف نحققها؟ ما حقيقة العلم والحياة؟ كيف نصل إلى الحقائق؟ وكيف نتعامل مع الاختلافات؟ ما القيم الثابتة؟ ما المراد بالحرية؟
نقصد بالأصول التربوية الفلسفية حصيلة الأفكار القديمة والجديدة التي تحاول بصورة منهجية أن تفهم الأسس المؤثرة في التربية ومصادرها وأهدافها وقضاياها الكبرى. تساعدنا الفلسفة في الإجابة عن الأسئلة الكبرى مثل: لماذا نتعلم؟ وماذا نتعلم؟ ومتى نتعلم؟ وأين نتعلم؟ وكيف نتعلم؟
كلمة الفلسفة Philosophy يونانية الأصل، ومركبة من مقطعين هما "فيليا" أي مُحب و"صوفيا" أي الحكمة فيكون معناها محبة الحكمة أو حب المعرفة. أول من أطلق هذه الكلمة على الحكمة هو فيثاغورس الفيلسوف اليوناني والعالم الرياضي المشهور الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد. قال فيثاغوس: إن الحكيم الحق هو اللّه سبحانه وتعالى وليس للإنسان أن يزعم بأنه يملك الحكمة وكل ما يسمح له به هو أن يحبها وأن يطلبها.
نجد في التراث الإسلامي تعريفات عديدة لكلمة فلسفة مع مبررات تشرح مقاصدها وتكشف أوجه القصور والانحراف فيها. "علم الفلسفة ويسمى عند بعضهم علم الأخلاق وتدبير المنزل: علم بأصولٍ تعرف بها حقائق الأشياء والعمل بما هو أصلح. وفائدته: العمل بما اقتضاه العقل من حُسن وقبح".
وتعرف الفلسفة بأنها البحث عن طبيعة الأشياء وهي السعي إلى حياة سعيدة باستخدام العقل كما عرفها ابن سينا بقوله: الحكمة استكمال النفس الإنسانية بتصور الأمور والتصديق بالحقائق النظرية والعملية على قدر طاقتها . تحتوي الفلسفة على تصورات اجتهادية كلية لقضايا مصيرية تمس كينونة الإنسان في الماضي والحاضر والمستقبل إذ أن الفلسفة تتطرق إلى طبيعة النفس البشرية وتدرس الغاية من هذه الحياة إلى آخر القضايا الجوهرية في حياة الناس. المعطيات الفلسفية لها انعكاسات واضحة على صياغة الأهداف وعلى خطط التعليم والسياسات الضابطة للعمل التربوي. يميل كثير من الباحثين إلى الحديث عن الفلسفة الإسلامية ولكن من الإشكاليات التي تبرز أن الفلسفة بوتقة للأفكار الوضعية وهي كلمة ارتبطت تاريخياً بالآراء النسبية والآراء التي قد تصيب وقد تخطئ مما دفع ببعض الباحثين إلى التحفظ على مصطلح "الفلسفة الإسلامية". يعرض الدين الإسلامي حقائق كلية سالمة من النقص والتناقض ومصدر الدين الوحي لا العقول البشرية. ارتبطت كلمة الفلسفة بجملة من المصطلحات الفكرية المتناقضة بل والمنكرة للدين. وعليه فإن آراء المفكرين كلها قابلة للنقاش حتى آراء كبار علماء الإسلام أما ثوابت وقطعيات الدين الإسلامي فلا مجال في معارضتها لمن آمن واستنار قلبه وعقله.
يؤكد الكاتبون في ميدان أصول التربية على أن الفلسفة التربوية طريقة لا تنظر في الأفكار المجردة فحسب ولكنها أيضاً طريقة تعليمية تنظر في كيفية استخدام الأفكار بطرق أفضل. تقودنا الفلسفة التربوية إلى معرفة الأسس التي نحتاجها في عملنا في التعليم والتربية فهي مجموعة من المعتقدات التي ترشدنا إلى ما ينبغي عمله في ممارسة التعليم وكيف يتعلم وينمو الإنسان بالشكل الصحيح. يظن بعض الناس أن الفلسفة التربوية من الموضوعات النظرية غير الهامة والحقيقة أن هذا التصور في حقيقته فلسفة تربوية ولا يمكن أن نعزل فلسفة التربية عن حياتنا فالأسرة التي تختار مدرسة خاصة أو عامة أو دينية أو مهنية لأطفالها يتم اتخاذ القرار على ضوء فلسفة تتبناها الأسرة. وعليه فكل معلم عنده فلسفة تربوية تجعله يقرر وسائله التعليمية وتصرفاته التربوية وتعامله مع الطلاب .
وجاء في الموسوعة العربية (1996) "ومهما يكن من الأمر فإن الأقدمين كانوا يطلقون لفظ الفلسفة بأعم معانيها على مجموع ثمرات العقل، وقد بقيت هذه التسمية تدل على ذلك مدة طويلة. وكلمة (فلسفي) لم تكتسب معناها الصحيح إلا في المذهب الذي قام بنشره سقراط. فلما جاء أفلاطون حصر ذلك المعنى في مجال أضيق. فكان الفيلسوف في عرفه هو الذي يستطيع أن يدرك الموجود الذي لا يتغير بحال من الأحوال. وهذا الموجود الذي لا يتغير كان عنده يقابل الكائن الذي يتغير وليس له من الوجود إلا ظاهره فقط. فلم تكن الفلسفة علماً خاصاً ولكنها كانت إذ ذاك مجموع العلوم كلها. وأما الفلسفة العصرية المسماة بالفلسفة الوضعية فإنها حاولت بناء فلسفة خالية من التصورات العقلية، ومبنية على الأمور الحسية بدون الاستعانة بالروايات الدينية التي كان يتخيلها الفلاسفة المتقدمون" .
قال ابن حزم عن حقيقة وغاية الفلسفة "الفلسفة على الحقيقة: إنما معناها، وثمرتها، والغرض المقصود نحوه بتعلمها ليس هو شيئا غير إصلاح النفس بأن تستعمل في دنياها الفضائل، وحسن السيرة المؤدية إلى سلامتها في المعاد، وحسن السياسة للمنزل والرعية، وهذا نفسه لا غيره هو الغرض في الشريعة، هذا ما لا خلاف فيه بين أحد من العلماء بالفلسفة، ولا بين أحد من العلماء بالشريعة. فيقال لمن انتمى إلى الفلسفة بزعمه - وهو ينكر الشريعة بجهله على الحقيقة بمعاني الفلسفة، وبُعده عن الوقوف على غرضها ومعناها: أليست الفلسفة بإجماع من الفلاسفة مبينة للفضائل من الرذائل، موقفة على البراهين المفرقة بين الحق والباطل؟ فلا بد من نعم ضرورة. فيقال له: أليس الفلاسفة كلهم قد قالوا: صلاح العالم بشيئين: أحدهما باطن، والآخر ظاهر. فالباطن: هو استعمال النفس للشرائع الزاجرة عن تظالم الناس وعن القبائح. والظاهر: هو التحصين بالأسوار، واتخاذ السلاح لدفع العدو؛ الذي يريد ظلم الناس والإفساد، ثم أضافوا إلى إصلاح النفوس بما ذكرنا إصلاح الأجساد بالطب؟ فلا بد من نعم ضرورة" .
ولقد فند الغزالي حجج الفلاسفة في كتابه تهافت الفلاسفة ولكن ابن رشد انتصر للفلسفة فكتب كتابه تهافت التهافت ويُعد الكندي من أبرز الفلاسفة في التاريخ الإسلامي. "يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ الصَّبَّاحِ الكِنْدِيُّ الفيلسوفُ، صَاحِبُ الكُتُبِ. كَانَ رَأْساً فِي حكمَةِ الأَوَائِلِ وَمنطقِ اليونَانِ وَالهيئَةِ وَالتّنجيمِ وَالطبِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ. لاَ يُلْحَقُ شأوهُ فِي ذَلِكَ العِلْمِ المَتْرُوْكِ، وَلَهُ بَاعٌ أَطْوَلُ فِي الهندسَةِ وَالمُوْسِيْقَى. كَانَ يُقَالُ لَهُ: فيلسوفُ العَرَبِ" .
من أهم سمات الفلسفة أن ميادينها واسعة والجدل في مسائلها عظيم والخلاف في صحة وصدق النتائج محل نظر وقبول ورد عند البعض. الفلسفة اليونانية بسطت رؤاها على معظم ميادين الفلسفة فمعظم المسائل الكلية المطروحة في الفلسفة سبق التعرض لها في كتابات اليونانيين فهم الرواد الأوائل لهذا العلم. الفلسفة في مجملها مجموعة من الأفكار المفترض أنها منظمة تتصل بطبيعة الأشياء وحقيقتها وتجيب عن الأسئلة المتفرعة منها مثل: ما طبيعة الإنسان؟ ما هي المعرفة وكيف وماذا ولما يتعلم الإنسان؟ وهذه الأسئلة تدريجياً ستقودنا إلى مفهوم العدل والصدق والجمال. وكلما اتضحت الإجابة واقتربت من الصواب ونجحنا في تطبيق النتائج كلما انعكس هذا على تحقيقنا للمقاصد المنشودة.
الخلاصة أن الفلسفة سلسلة من الخطوات تقود الفكر نحو تكوين تصورات مبدئية لفهم قضايا إنسانية شائكة تمس اهتمامات الفرد والمجتمع. وتسعى الفلسفة إلى تحقيق عدة أهداف منها:
تشجيع النقد الإيجابي، والجدل المنطقي، والشك المنهجي.
تحليل الأفكار والنظم والقيم.
دراسة الطرف المخالف لنا في الرأي وفتح الحوار الموضوعي.
محاولة فكرية دائمة للوصول إلى حقائق الأمور.
الإطلاع على أفكار الفلاسفة.
تنشيط العقل وتشجيع طرح الأسئلة وفتح أبواب الحوار.
ما هي الفلسفة وأهميتها
وظيفة الفلسفة وأهميتها
متى ظهرت الفلسفة
فوائد الفلسفة
أهمية الفلسفة
أهمية الفلسفة للفرد والمجتمع pdf
أهداف الفلسفة
ما هي مبادئ الفلسفة
نشأة الفلسفة
Post a Comment