وصف الفلاح في موسم الحصاد

انتاج كتابي حول موسم الحصاد سنة 5

موسم الحصاد في تونس

موسم حصاد القمح

موسم الحصاد في القرية

مراحل الحصاد

وصف سنابل القمح الذهبية

موسم حصاد القمح في تونس

عملية الحصاد العصرية

 

 

وصف عمل الفلاحين المنهمكين في الحصاد انشاء عن الفلاحين المنهمكين في الحصاد اعمال الفلاح

 

إنّهم فلاحون نشطاء يؤمنُون بالكفاحِ بهدفِ تأمينِ لقمةِ العيشِ ، وإبعاد شبحِ البؤسِ عن أشخاصِ أُسرَتِه وقريته على السّواء .

 

يعملُون طَوالَ النَّهارَ لا يَسأمُون ، أو يشكون من المشقّاتِ التي يواجهها ، ولا يبخلون بعطائهم على قومهم طالما يتحلّى بصفاتِ الصَّبرِ والمحبَّةِ والتَّضحيةِ . فبئست عاقِبةُ المهملين .

 

إنّ للفلاحِ دوراً مهمّاً تجاه مجتمعه ؛ فهو الذي لا يطمئنُ له فكرٌ سوىّ إذا أخصَبَت أرضُهُ ، وهو الذي لا يؤاخِذُ ذاته إذا ضَؤُلَ موسِمُهُ الزّراعي . ومع هذا تشاهدهُ بأي حال من الأحوالً يتحمّل مسؤُوليَّتَهُ الخُلُقيَّةَ بشجاعةٍ وأملٍ ، ويجدِّدُ العَزمَ كي يُضاعفَ دَخلهُ في العامِ الآتيِ .

 

 

المهم ذكره أنّ الفلاح يبدي مدار الساعة المراعاة بالمواشي والأغنام والثروة الحيوانيّة من دجاجٍ وإوزٍ وبطٍ وحمامٍ وعصافير، والتي تعينه في ميدان الزراعة، وتتّسم حياته وكلماته بالبساطة لا بالسذاجة، فليس شرطاً أو ملازماً للفلاح أن يكون الفلاح غبياً أو مقيد الإمكانيات العقليّة بحسب الصورة الروتينيّة المتناقلة عن شخصيّته في الأذهان، وهي بعيدةٌ كل الابتعاد عن صورته الحقيقية، مثلما يتّصف الفلاح بالطيبة؛ لأنّه يتعامل على نحوٍ مباشرٍ مع الأرض والتي يعطيها فتعطيه، فتجده كريماً مثلها ودافئاً ومريحاً، مثلما أثبتت الكثير من الدراسات أنّ قضاء الوقت الطويل في الحقل أو الأرض أو فوق التراب من شأنه أن يسحب الطاقة السلبيّة الناجمة عن ضغوط الحياة ومشاكلها، فيرتاح الإنسان ويهدأ فكره وتتجدّد طاقته الإيجابيّة.

 

 

 

 

جاء الليل في أعقاب عمل شاق وتعب عظيم .. ينشر عن وقت السكون والنوم

 

حمل الفلاح فأسه وأدواته عائدا إلى منزله الضئيل الصامد على طرف أرضه الخضراء .

 

دخل منزله قائلا بصوت عال:

السلام عليكم يا أولادي

 

أسرع إليه أطفاله الناشئين .. إستيعاب مشتاقون كثيرا إلى أبيهم .. لم يروه طوال النهار

 

ركضت عائشة لأبيها لتقبل يديه والبسمة الرقيقة تعلو شفتيها قائلة بلهفة:

 

كيف حالك يا والدي؟ لقد إشتقت إليك كثيراً

 

 

 

ضم الأب أبناءه بين أحضانه ..

وبدأ يروي لهم حكاياته الشيقة بجوار موقد النار وهم يتناولون عصير الليمون

 

فقد نسي كل تعبه برؤية وجوه أطفاله الناشئين.

 

إنتهى يومه الشاق بنوم عميق على بساطه الخشن.

 

 

هكذا كانت حياة هذا الفلاح .. يستيقظ غداة يومياً .. يبدأ يومه بالدعاء إلى ربه وطلب الدعم منه

ثم يطلع إلى عمله ولا يرجع حتى غروب الشمس .. فإذا ما غربت عاد إلى منزله متعب منهك ..

يكون أبناءه الناشئين بانتظاره على أحر من الجمر ليلعب ويجلس معهم .. ويحكي لهم أجمل الحكايات والروايات .

 

Post a Comment

Previous Post Next Post