مميزات خصائص المفاهيم العلمية المفهوم العلمي
I-       خاصية الانتماء لسياق نظري، بحيث لا نجد مفهوما ما بصورة منعزلة عن مجموعة من المفاهيم المترابطة التي تكون ما نسميه  بالشبكة المفاهيمية.
         فمفهوم التوالد على سبيل المثال، هو مفهوم يرتبط بمفاهيم
   أخرى مثل مفهوم الأمشاج، الإخصاب إلخ
و تبعا لذلك لا يمكن تحديد المفهوم أو بناءه إلا من
   خلال ربطه بهذه الشبكة المفاهيمية التي ينتمي إليها.
II-      خاصية الصياغة الهرمية، و يعني ذلك أن تحديد أي مفهوم لا يتم على مستوى واحد و موحد، أو بطريقة خطية، بل غالبا ما يتخذ هذا التحديد، من حيث الصياغة مستويات متراتبة
و متفاوتة التعقيد، و ذلك وفقا " للجرعة " المعرفية أو العلمية  التي يراد تبليغها من خلال هذا المفهوم، و من بين الشروط التي تتحكم في مقدار تلك الجرعة المعرفية ما يلي :
       طبيعة المتلقي و التي تتجلى في مستوى نموه الذهني و النفسي، في مقدار التراكمات المعرفية و المعلوماتية و المهاراتية التي يمتلكها، إضافة إلى المستوى المعجمي التي يتوفر عليه .
       الجانب الإبستمولوجي المتعلق بالمادة التي ينتمي إليها المفهوم أو بمعنى آخر، المنطق الداخلي للمادة.
       الممارسات الاجتماعية المرجعية، التي تجعل تعريف  المفهوم يقطع مع " النص المعرفي الأصلي " و الذي يحيل عكس ذلك على الممارسات الثقافية و الاجتماعية السائدة في المحيط المجتمعي العام الذي يعيش فيه المتلقي / المتعلم .
فعلى سبيل المثال، إذا كان الأمر يتعلق بشرح مفهوم  " التبادل الحراري " فإن احترام الممارسات الاجتماعية المرجعية يفرض أن لا يتم اللجوء إلى تعريف علمي محض مأخوذ من مرجعية أكاديمية، بل يتوجب الانطلاق من أنشطة اجتماعية و ثقافية محيطة و لها صلة ما بمفهوم " التبادل  الحراري ". و على هذا الأساس يمكن الإحالة مثلا إلى الوقائع  التالية :
       قبل تناول فنجان شاي ساخن جدا، عادة ما يتم  اللجوء إلى النفخ على الفنجان توخيا لتبريده قليلا .
       في الحمام، يقوم المستحم بتبريد الماء الساخن، بإضافة قدر من الماء البارد.
       في جو شديد الحرارة، يتم سكب الماء البارد الجسم.
كل هذه الوقائع و الأنشطة يمكن أن تعتمد سندا أوليا في بناء المفهوم العلمي 1.
ج - البعد الافتراضي للمفهوم، المفاهيم العلمية لا تعبر عن وقائع    معطاة données بل إنها تشير أحيانا، إلى ظواهر مفترضة
             virtuelle أو مرتقبة، بل إن الظواهر نفسها لا تكتسب
            دلالتها إلا بالنسبة للمفاهيم التي تتناولها
يقول باشلار في هذا الصدد:
" إن الـمفهوم هو الذي يحدث موضوعاته دون أن يجدها قائمة أو تامة ".
د- المفهوم يقود إلى التجربة، حين بناء المفهوم يسمح هذا الأخير  ببروز فكرة التجريب أو على الأقل فكرة حول التجريب و هكذاعندما يشكل العالم، أو حتى المتعلم، بعض المفاهيم فإنه من المفترض، أن يبدأ في وضع التصورات الأولية حول الكيفية التي ستجري التجربة المتعلقة بتلك المفاهيم.
هـ- و هناك خصائص أخرى تميز المفهوم العلمي و يمكن إجمالها في التالي:
       مثير للنقاش و الجدال polémique و من الطبيعي أن يكون كذلك لأنه غالبا ما يدخل في صدام بين مع المفاهيم الشائعة لدى الحس العام، كذلك كان الأمر بالنسبة لمفهوم
 " كروية الأرض" و لمفهوم " النسبية " …إلخ.
       المفهوم ديالكتيكي، فقد حذر باشلار من المفاهيم الذي لم تخضع بعد، إلى عملية ديالكتيكية، فعندما شكل  فرسنيل  Fresnel ، المفهوم التموجي للضوء فإنه قام بذلك في سياق يتناقض مع المفهوم " الجسيمي " الذي سبق أن وضعه  نيوتن من قبل حول الضوء.
       كل مفهوم علمي هو مفهوم عملياتي opératoire بمعنى أن المفهوم هو عبارة عن بناء علمي عن نمط من العلاقات القائمة بين الموضوعات أو الظواهر، و ذلك باللجوء إلى لغة رياضية معينة .

Post a Comment

Previous Post Next Post