أنواع القراءة التوجيهية التحليلية التركيبية
اعتماد برامج تعليمية بمفاهيم ملتبسة و غير ملائمة و لا تستند على
مرجعية مضبوطة و محكمة. و من ذلك أنواع
القراءة (التوجيهية, التحليلية, التركيبية) التي أخذت من برنامج المؤلفات في السلك
التأهيلي, و التي لا تتمتع بمقدار كاف من الملاءمة و الوضوح, كما أنها لا تنسجم مع
التصور العام للقراءة المنهجية ,على الأقل بالصورة التي ترسخت وإن بشكل غير مكتمل
ونهائي لهذه الممارسة البيداغوجية التي عرفها تدريس اللغـات الحية.و يورد البرنامج
الجديد/القديم مفهوم القراءة المنهجية في غياب ما ينم عن تمثله جيدا و اعتماده في
بناء المنهاج . كذلك مفهوم المقاربة التواصلية دون وعي بأن الطرائق المقترحة و
الممارسة الميدانية تؤكد أن اللغة العربية تدرس كلغة ميتة بواسطة القواعد...كما أن
مفاهيم أخرى حان الوقت لفحصهــا و مساءلتها كمفهوم الإنشاء الذي يحمل إيحاءات
ملتبسة ينعكس التباسها على الممارسة البيداغوجية بشكل سلبي, و كذا مفهوم القراءة
المسترسلة التي –كما هو معروف- أدخلت إلى الممارسة البيداغوجية في التعليم
الإعدادي منذ أواخر الثمانينيات من القرن الماضي و لكن دون تدبـــر و تمحيص
للمفهوم و للشروط البيداغوجية لتصريفه في إطار وضعيات ملائمة و فعالة.و يمكن
الإشارة إلى أنه مفهوم مقتبس من درس اللغة الفرنسية مقابلا لمفهوم
la lecture suivie مع
العلم بأن لهذه الممارسة البيداغوجية شروطا ومقتضيات خاصة لا يسمح المجال باستعراضها منها على الخصوص قراءة نصوص
سردية طويلة( من الرواية الحديثة أو من السرود الكلاسيكية), مختارة من عيون الأدب
, انطلاقا من مؤلفات مدرسية مكيفة مع
المقام البيداغوجي و مع مستوى التلاميذ و ميولاتهم النفسية وقدراتهم العقلية, و
بانزياح كاف عن المقام البيداغوجي المرتبط بالنصوص القصيرة.و تهدف هذه الإشارة إلى
ضرورة إعادة النظر في الممارسة البيداغوجية و الاستفادة من المناهج البيداغوجية و
الديداكتيكية المتجددة,
و الانفتاح على التجارب المتطورة في تدريس اللغات مع
مراعاة خصوصيات اللغة العربية.
و من المفاهيم المضطربة ما جاء في برنامج السنة
الأولى الإعدادية في مكون التعبير و الإنشاء تحت عنوان كتابة قصاصات إعداد جريدة
القسم,علما بأن القصاصة هي جنس صحفي خام ( منتوج تصدره الوكالات الصحفية، أو
وكالات الأنباء و تتصرف فيه الصحف بالطريقة التي تلائمها) لا يمتلك خصائص خطابية
قارة ( يمكن أن يكون خبرا صغيرا ، أو نصا أطول يقدم بعض التفاصيل و الجزئيات و
التعاليق) وربما التبس الأمر على واضعي البرنامج
فخلطوا ما بين القصاصة dépêche d’agence و
هي منتوج صحفي احترافي لا ينسجم مع قدرات التلاميذ و إمكاناتهم وما بين المقصوصات الصحفية لأنها بالتعريف ما يقص من الصحف أي ما يعرف
بالفرنسية
coupure de presse
التي ترتبط بالجريدة الحائطية le journal mural و الأصوب هو كتابة خبر أو نص صحفي . و الجدير بالإشارة أن التعبير و
الأنشاء ينبغي أن يرتبط بالتمكن من التيبولوجيا النصية la typologie textuelle التي بدونها
يتعذر الحديث عن تمكين التلميذ من طرائق الكتابة و التعبير الكتابي...كما أن مهارة
التوسيع و التفسير وردت بصيغة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مضطربة و فاسدة إذ
وردت كالتالي: تفسير و توسيع فكرة أو قولة أو مقطع شعري أو موقف إنساني أو
اجتماعي... وتركت اللجنة نقط الحذف لإضافة كل ما لم يسعفها التداعي الحر في حشده, و للقارئ أن يتساءل كيف يمكن لتلميذ
الأولى الإعدادية أن يفسر و يوسع موقفا اجتماعيا أو إنسانيا أو...على سبيل المثال
لا الحصر. و في المستوى الثاني الإعدادي برمجت اللجنة مهارة( أو هكذا عدتها)
محاكاة أدوار اجتماعية انطلاقا من مواقف داخل الأسرة و المجتمع( نقط الحذف)لحل
مشكلات بيئيـــة و سكانية و حقوق الإنسان( نقط حذف أخرى). و للإشارة, فهذه المهارة
منسوخة على نحو مشوه من منهاج التعليم الثانوي 1996، و بالتحديد من برنامج السنة
الأولى سلك الباكالوريا شعبة الآداب:تشخيص أدوار و مواقف معينة ... والتي لا
يخفي الكثير من أساتذة الثانوي انزعاجهم
من الصيغة الملتبسة التي جاءت عليها.
إرسال تعليق