إصلاح منظومة التربية والتكوين ليس بالأمر الهين
إعادة النظر في أهداف وأساليب تكوين المدرسين.
إصلاح منظومة التربية والتكوين ليس بالأمر الهين
فهو يتطلب، منا جملة ما يتطلبه، توفير أطر تعليمية وتربوية كفأة، وقادرة على القيام بالمهام المنوطة بها خير قيام. فالمعلوم أن أي إصلاح تربوي، مهما كان طموحا في أهدافه، ومنسجما في تصوراته، سيبقى حبرا على ورق ما لم تتوفر الأطر التربوية القادرة على تنفيذه، والمستعدة للتضحية لإنجاحه. لهذا الاعتبار، كان إصلاح مناهج تكوين المدرسين جزءا لا يتجزأ من إصلاح المنظومة التربوية باعتباره جزءا لا يتجزأ من المشروع الإصلاحي الشامل، الهادف إلى الارتقاء بأوضاع بلادنا، والسير بها نحو الأفضل.
إن الدعوةإلى إعادة النظر في أهداف وأساليب تكوين المدرسين، لاتعني، بأي حال من الأحوال، انتقاصا من المجهودات المبذولة لحد الآن لتحسين جودة التكوين بمؤسسات تكوين الأطر؛ كما لا تعني تجاهلا للاجتهادات اليومية التي يقوم بها المكونون داخل تلك المؤسسات، بغاية تطوير ممارساتهم، وتجديدها، وتحديثها، مواكبة للتحولات التي تعرفها منظومتنا التربوية، ومسايرة للتطورات الحاصلة في مجال العلوم التربوية والأكاديمية. إن هذه الدعوة تصدر، على العكس من ذلك، عن إيمان راسخ بأن التجديد المستمر هو سنة الحياة، وبأن كل الاجتهادات، مهما كانت قيمتها، تحتاج إلى مراجعة دؤوبة. فنحن نحتاج، بين الفينة والأخرى، لوقفة تأملية، نقوم فيها بمراجعة حصيفة وشاملة لمناهج وأساليب ممارساتنا التكوينية، قصد الوقوف على ما تتضمنه من إيجابيات يجب تعزيزها، وما يعتريها من سلبيات ينبغي العمل على تجاوزها، وما نحن في حاجة إليه من مبتكرات يجب إبداعها.
ومن الدواعي التي باتت تفرض هذه المراجعة، ما عرفته منظومتنا التربوية خلال السنوات الخمس الماضية على جميع المستويات - من التعليم الأولي إلى التعليم العالي- من إصلاحات جذرية، همت أهداف التربية والتكوين ومحتوياتهما وأساليبهما. ولمواكبة تلك الإصلاحات كان من الضروري القيام بمراجعة شاملة لمناهج التكوين الأساسي للمدرسين، ووضع خطة وطنية للتكوين المستمر لإعادة تكوين الأساتذة العاملين في مختلف الأسلاك التعليمية، بما يؤهلهم للتكيف مع الأوضاع التربوية والعلمية الجديدة، والمساهمة بشكل أكثر فعالية في إنجاح الإصلاح التربوي المنشود.
وزيادة على هذه الدواعي المؤسستية التي تستلزم مراجعة مناهج تكوين المدرسين، هناك دواع أخرى، ذات أبعاد ثقافية وحضارية وتقنية وعلمية.
Post a Comment