أزمة التّنوُّع البيولوجي
إحدى الجوانب البارزة للتغيرات العالمية هو التقلص السريع في التّنوّع البيولوجي في الكثير من المنظومات البيئية. إن هذا التقلص لا يقتصر على تسريع وتيرة انقراض الأنواع، إنما ينطوي أيضًا على فُقدان في التّنوّع الوراثي والوظيفي على مستوى الجماعة، المجتمع، المنظر الطبيعي والعالم. إن التناقُص الواسع في التّنوّع البيولوجي ينبع بشكل أساسي من التغيير والهدم والتقطيع الذي يحدث في بيوت التنمية؛ من الازدياد في وتيرة غزو أنواع غير محلية من تلك التي تم إحضارُها عمدًا أو عن طريق الخطأ؛ من الاستغلال المفرط ومن تأثيرات أخرى يتسبب بها الإنسان. إن المس بالتّنوّع البيولوجي يحدث في إسرائيل، إذ أن هناك أنواعًا كثيرة من النباتات والحيوانات تختفي، اليوم أيضًا، من مناظر البلاد.
أمّا على الصعيد العالمي، فحتى بحسب التقديرات "المتفائلة" نسبيًا لوتيرة الانقراض، فإن نصف الأنواع، على وجه التقريب، ستنقرض خلال 100 عام. هذا الحدث سيكون شبيهًا من حيث حجمه بعمليات الانقراض الخمس الكبيرة التي حدثت خلال الـ 3.5 مليار عام من وجود الحياة على وجه الكرة الأرضية. محليـًا وقطريـًا، نشعر بهبوط التّنوّع البيولوجي في مناطق كثيرة، خاصةً في المناطق التي تحولت فيها منظومات بيئية طبيعية إلى حقول من المحاصيل الزراعية وإلى أحراش موحدة زرعها الإنسان، وإلى مناطق برك لتربية الأسماك وإلى منظومات بيئية مُدارة أخرى - في مناطق مدينيّة، لكن أيضًا في مناطق مازالت تعتبر حتى الآن مناطق طبيعية.

Post a Comment

Previous Post Next Post