التخطيط للقوى العاملة في المنظمات العامة

     تعاني أغلب المنظمات الحكومية في دول العالم الثالث ومنها أقطارنا العربية والخليجية علىوجه الخصوص من خلل وقصور في أوضاع العاملين فيها . وتتمثل هذه المعاناة في وجودنقص في طاقاتها البشرية المؤهلة لشغل بعض المهن والوظائف التي تتطلب مهاراتومؤهلات عالية المستوى ودقيقة التخصص. وبنفس الوقت معاناتها من تضخم واضح في أعدادالعاملين ذوي المؤهلات المتدنية ممن يشغلون الوظائف الإدارية والكتابية والخدمية.

        وقدترجع هذه الظاهرة لأسباب تاريخية وأخرى اجتماعية واقتصادية تفرضها طبيعة مرحلةالنمو التي تمر بها هذه المجتمعات أو تحتمها التركيبة الاجتماعية للسكان ونمطأنظمة الحكم التقليدية التي تعاقبت على السلطة فيها. غير أن مرور بضعة عقود منالزمن على هذا الواقع, وبقاء هذا الخلل والقصور في هياكلها الوظيفية إن لم يتزايدويشتد، لدليل على ضعف الوعي التخطيطي لقياداتها, وغيبة الأجهزة المتخصصة والمؤهلةفي التخطيط لطاقاتها البشرية سواء على الصعيد الوطني أو على صعيد المنظماتوالأجهزة والهيئات الحكومية على اختلافها. وهذا ما تؤكده مقولة (الطيب،1993،ص22)ً:«إن من أبرز النقائص الناتجة عن غياب خطط متكاملة للقوى العاملة في معظم البلادالعربية انعدام التمازج والتكامل العضوي الواجب بين سياسات التعليم والتدريبوالاستخدام. الأمر الذي قاد إلى مفارقة مذهلة تشير إلى فائض وندرة في العمالة …إننا نعايش ندرة في التخصصات المهنية والفنية في معظم البلاد العربية, بينما تعانيالخدمة العامة في ذات الوقت من فائض كبير من خريجي الجامعات في الدراساتالإنسانية، اضطرت بعض الدول تخفيفاً لعبء البطالة لاستيعابهم في وظائف لا تتعلقبتخصصهم في شيء كثير».

Post a Comment

Previous Post Next Post