الحلول لكي تكون الوظيفة مكان مناسبا للعمل

الحلول لتحسين اداء الموظفين والعالمين ومكان العمل

     لكيتكون الوظيفة مكاناً مناسباً لمن يشغلها، بات من الضروري أن تنهض إدارات شئونالعاملين سواء المركزية منها المتمثلة في أجهزة الخدمة المدنية أو اللامركزيةالعاملة على صعيد الوزارات والمنظمات العامة، بمراجعة وظائفها وإعادة النظر فيهالتخرجها من الجمود والرتابة التي ورثتها من عهود التخلف أو التي وثقتها اللوائحالقديمة والتي لم تعد صالحة للتطبيق في ظل ظروف العصر وتقنياته وفكره الإداريالمعاصر.

     وتعددراسة الوظائف إحدى الآليات العملية التي ينبغي أن تتم بصفة دورية للتأكد من تطابقالوصف الوظيفي المعتمد مع ما هو مطبق فعلياً, وأن يتولى المراجعة والتحديث فريق منمنتسبي المنظمة المختصين في هذا المجال بالتعاون مع شاغلي الوظائف المرءوسينوالرؤساء. وحين يتعذر ذلك فيمكن أن يعهد لأحد المراكز الاستشارية إجراء الدراسة معالحرص على تمكين عدد من أبناء المنظمة من مرافقتهم والعمل كمساعدين للخبراءالخارجيين ليطلعوهم على المعلومات والمواقف التي تعيشها المنظمة وليتمرسواويتدربوا على تحمل مسئولية القيام بالدراسة مستقبلاً .

     والذييجب تأكيده هنا أن دراسة الوظائف وما يترتب عليها من خطوات ومراحل متعددة، ليستهدفاً بذاتها. كما أنها ليست ترفا أو متطلباً شكلياً أو إعلامياً يدعيه المسئولونويفاخرون بتحققه, بل هي متطلب علمي وعملي لا بد منه لإدخال التطوير والتحسين فيأداء المنظمة بوجه عام من خلال توظيف مخرجاته وثماره في عمليات اختيار العاملينالمناسبين لشغل الوظائف وفي عمليات الترقية والنقل والتدريب والتحفيز. والأهم منكل ذلك وضع سياسات الرواتب والأجور التي تحقق العدالة والموضوعية والمواءمة بينأهداف المنظمات وأهداف العاملين.

     أماالاكتفاء بإنجاز الدراسة والاحتفاظ ببطاقات التوصيف في الملفات وعلى الرفوف فلنيحقق للمنظمات إلا الهدر في الوقت والجهد والمال وللعاملين الأسى والألم والشعوربالغبن وعدم الرضا .

     وأخيراًفإن أية دراسة للوظائف ينبغي أن تبنى على سياسة مسبقة يتم تحديدها من قبل قيادةالمنظمة وفقاً لاستراتيجيتها وخططها المستقبلية للمفاضلة أو للمواءمة بين تعميقالوظائف أو توسيعها, وكذلك التوفيق بين متطلبات العمل الفعلي ورغبات العاملينومستويات تأهيلهم، إضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار توجه الدولة نحو توطين وظائفهاوتشغيل المؤهلين المتاحين من أبنائها أو أن تهتم بالجودة والتميز حتى لو استلزمذلك شغل نسبة من وظائفها بالمؤهلين والمتميزين من الأجانب الوافدين إليها أو الذينتبحث عنهم أينما وجدوا.