الصعوبات والمشاكل التي تواجه الترقيات

     تواجه نظم الترقيات صعوبات عديدة في مجالالتطبيق غالباً ما تحولها من كونها وسيلة للتحفيز وزيادة للرضا إلى أداة لإثارةالحساسيات والحزازات بين الموظفين والعاملين وبين الرؤساء والمرءوسين. وفي أدناهأهم هذه المشاكل والصعوبات:

        ‌أ-        تعذر الترقية منالوظائف الإدارية للوظائف الفنية وبالعكس: فكثيراً ما يتعذر ترقية بعض الموظفينالأكفاء جداً من الوظائف الفنية أو المتخصصة للوظائف القيادية والرئاسية, إما لعدم توفر الولاء الشخصي أو الفكري لديهم,أو لكونهم أكفأ في وظائفهم الفنية، ويتعذر الحصول على من يخلفهم في حالة ترقيتهمللوظائف الأعلى. وفي هذه الحالة يتعذر إبقاؤهم في وظائفهم الحالية لفترة طويلة,وبنفس الحماس والكفاءة، بالوقت الذي يرقى من هم أقل كفاءة منهم لوظائف أعلى. وكثيراًما تنص اللوائح والتشريعات على هذا الفصل بين الوظائف الإدارية والوظائف الفنيةوالتخصصية لكي تظل العلاقة وثيقة بين المؤهل التعليمي وطبيعة الوظيفة التي يشغلهاحامل المؤهل. 

      ‌ب-      وهناك مشاكل أخرى تواجه الترقيات وأغلبها ينجم عن الطبيعةالهرمية للسلم الوظيفي الذي يجعل فرص الترقيات تتضاءل تدريجياً كلما صعدنا إلىالسلم رغم أن طموح الموظف بالترقيات يتزايد بمرور الزمن. فالمعروف أنه لا يمكن أنيكون في المنظمة الواحدة أكثر من وظيفة مدير عام بينما هناك ثلاثة أو أربعةمعاونين ينتظرون الصعود إليها. وكذلك الحال بالنسبة لرؤساء الأقسام ومسئولي الشعب.ومعالجة هذه المشكلة ينبغي أن تتم بفتح الترقيات الأفقية والعمودية بين مؤسساتالوزارات المختلفة لتحقيق العدالة في إتاحة الفرص للترقيات. كما يمكن الأخذبالتنظيم المصفوفي أو المستطيلي بدلاً من التنظيم الهرمي الكلاسيكي. وفي حالة تعذرهذه البدائل يصبح الفصل بين الترقية والترفيع ضرورياً لكي لا تظل رواتب العاملينعلى حالها مع أنهم يستحقون الترقية لوظائف أعلى وفقاً لمعياري الأقدمية والجدارة.

       ‌ج-       ومن الصعوبات والمشاكل التي تواجه بعض الترقيات أن يتخذ بعضالرؤساء من الترقيات مكافأة على نجاح سابق في الوظيفة الحالية أو التي قبلها،دونما اعتبار لمؤهلات المرشح للنجاح في الوظيفة المنتظرة التي يرشح الفرد لتوليها.ويقول الدكتور كمال دسوقي في هذا الصدد ما يلي:

     كم تخسر الدولة من الناحية العلمية بترقيةأكفأ الأساتذة إلى عمداء أو مديرين؟ وترقية أكفأ المهندسين إلى مديري أعمال فمديريمصالح ؟ أو بترقية أكفأ المدرسين إلى نظار أو مفتشين  ـ وهي مراكز إدارية يصرفها أي (باشكاتب) أو مديرإدارة غير فني؟ واضطرار الدولة لتحمل هذه الخسارة سببه ربط الدرجة المالية الأرقىبالوظيفة الأرقى.(دسوقي،1970، ص565).

Post a Comment

Previous Post Next Post