بخصوص الولوج إلى المنشورات يرى منتجو الإحصائيات، أن الولوج إلى منشوراتهم ممكن وذلك على مستوى مصالحهم المختصة أو لدى المندوبيات أو في الخزانات. كما أن هذه المنشورات تكون معروضة في مختلف التظاهرات أو متوفرة في المواقع الإلكترونية لوزاراتهم .هذا الولوج يتم إما بالزيارات المباشرة لتصفحها في عين المكان أو صياغة بعض الطلبات، وإما بالمشاركة أو بالتوزيع على مستوى مختلف المصالح الوزارية والمنظمات غير الحكومية ومراكز الدراسات.
ورغم هذا التفاؤل المعبر عنه من طرف منتجي الإحصائيات فإنه حسب البحث الذي أجري لدى المستعملين للإحصائيات يتبين أن 70 % منهم فقط يرون أن لديهم ولوج سهل. من جانب آخر ربع المستعملين يعتبر الولوج إلى المنشورات أمر صعب أو حتى غير ممكن. والذين يجدون أن الولوج سهل يحددون بأنهم يجدون المنشورات في مراكز توثيقهم أو في الخزانات الكبرى أو في معاهد البحث أو على المواقع الإلكترونية أو مباشرة لدى المنتج، وبالخصوص المندوبية السامية للتخطيط والمنظمات الدولية. والولوج إلى هذه المنشورات يتم عموما إما باتصال مباشر أو بالمراسلة أو بواسطة الأصدقاء أو بعد  بحث نشيط عن المعلومات. وفي أغلب الحالات، فالمنشورات تصل إلى أصحابها بانتظام إما لكون أسماء المعنيين توجد على قائمة الإرسال وإما لكونها تم التعرف عليها خلال المنتديات والورشات الدراسية المنظمة من طرف المنتج.
أما بخصوص الجمهـور المستهـدف، وحسب رأي المنتجين، وجدنا أن أكثر بقليل من نصفهم يعتبر أن منشوراته موجهة  لأوسع جمهور ممكن. وأقل من الثلث فقط منهم يرى أنه يتوجه إلى جمهور خاص يفترض أنه يتكون من الجمعيات والباحثين والطلبة والمنظمات الوطنية والدولية والسفارات وأصحاب القرار  والمقاولين والمهنيين ووسائل الإعلام .
من جانبهم، يرى المستعملون، بنسبة تفوق 90 %، أن المنشورات المنتجة من طرف منتجي الإحصائيات هي ذات طابع عام ولا تلبي الحاجيات الخصوصية لكل منهم. والرضا القليل المعبر عنه يخص قطاعات المعطيات الديموغرافية والسوسيو- اقتصادية والشغل وقطاع التربية والتكوين.
أما بالنسبة لشكـل المنشـور فقد صرح أكثر من 80 % من المنتجين بأنهم يضعون إنتاجاتهم الإحصائية في شكل وثائق تحمل نتائج البحث أو الدراسة. إضافة إلى ذلك، يعمد بعض المنتجين أيضا إلى إشاعة نتائج البحوث والدراسات عبر المنتديات وأحيانا إلى إعداد مطويات. من جانب آخر، هناك جزء قليل من المنتجين توجه، لإشاعة أو وضع رهن إشارة المستعملين نتائج عملياته، إلى التكنولوجيا الجديدة للمعلومات (أقراص ممغنطة وأقراص مدمجة أو عبر الأنترنيت ).
هؤلاء المنتجون لم يتم تحسيسهم من أجل توضيح الفوارق بين النساء والرجال، والذين تم لهم ذلك يقدمون إنتاجاتهم فقط في شكل تقارير للبحوث أو للدراسات ونادرا من خلال المنتديات.
من جانبهم يرى أكثر من 60 % من المستعملين أن هناك أشكالا مختلفة للمنشورات يجب تنميتها غير التقارير والمنتديات. ويتعلق الأمر بالمطويات والملخصات والمقالات وكراسات ونشرات تواصلية والاستعمال الكثيف  للصحافة واللجوء إلى التكنولوجيا الجديدة للمعلومات (أقراص، أشرطة فيديو، أنترنيت). من جانب آخر، من المفيد أيضا تنمية المنشورات على شكل وثائق مع تشجيع الدراسات المعمقة والمنشورات الأكثر تعليقا وشرحا والمنشورات التي تضم، زيادة على المؤشرات الكمية، مؤشرات نوعية من أجل التمكن من تكوين ميكانيزمات شرح النتائج.
بخصوص مكانة النص والرسوم البيانية في فهم الجداول الإحصائية، تبين أن ثلاثة أرباع تقريبا من مستعملي الإحصائيات يعتبرون أن النص والرسوم البيانية التي ترافق الجداول الإحصائية في تقرير بحث أو دراسة تساعد على فهم الأرقام الموجودة في هذه الجداول. أما الربع الباقي فيرى أن النص والرسوم البيانية لا تلعب هذا الدور بشكل ملائم في بعض التقارير. فالمستعملون غير الراضين يقدمون كسبب لذلك كون محتوى المنشورات غير متوازن. فأحيانا تقدم عدة جداول مع انعدام الرسوم البيانية أو ندرتها وقلة النصوص. هذه النصوص تكتفي في بعض الحالات بوصف الاتجاهات دون تقديم شروحات ضافية.
وفي حالات أخرى اعتبرت هذه النصوص جد معقدة وليست "مبسطة بالشكل الكافي" لشريحة من المستعملين. كما يرون أن بعض المنشورات هي موجهة للمتخصصين على اعتبار أن التفسيرات تستعمل لغة لا تفهم إلا من طرف الإحصائيين والديموغرافيين، بالإضافة إلى أن النص لا يعمل على استخراج المعلومات المهمة من تلك التي هي أقل أهمية. وعموما ففي التقارير تبقى التوضيحات بالرسوم البيانية قليلة وحين توجد فهي أقل جاذبية وأقل تواصلية نتيجة انعدام الألوان والعلامات التوضيحية.
أما بالنسبة لدور المنتديات في إشاعة المعلومات،  تبين أن 70 % مستعملي الإحصائيات تقريبا يرون أن المنتديات تبقى وسيلة متفوقة لإشاعة نتائج البحوث والدراسات. كما يعتبرونها مناسبة حيث سهولة الالتقاء والاتصال بين منتجي ومستعملي المعلومات الإحصائية. فأثناء المنتديات والورشات الدراسية يستطيع المستعملون أن يبلوروا حاجياتهم في ميدان المعلومات الإحصائية ويتم تحسيس المنتجون وتوعيتهم بهذه الحاجيات. واللقاء عبر المنتديات يشكل أيضا مناسبة للعموم ليحاط علما بالمنشورات الجديدة. ففي هذا النوع من التظاهرات تقدم النتائج عموما بطريقة أكثر تلخيصا وأكثر "تعميمية" لتكون في متناول العموم مع تحديد فرضيات العمل والمنهجية التي اتبعت للوصول إلى النتائج. لكن أحيانا في بعض اللقاءات التي تجمع الغالبية من المتخصصين ورجال الميدان، يفقد المنتدى طابعه "التعميمي" المراد منه. ورغم ذلك تبقى المنتديات الشكل التواصلي الأكثر انتشارا لتبادل التجارب والمعلومات ومقابلة الآراء والمناقشة بطريقة مفتوحة وتحديد الثغرات وإمكانيات معالجتها.

Post a Comment

Previous Post Next Post