كان إنشاد القصائد يدخل في نطاق التوجيه الديني الذي كان يلتقي
يومئذ مع التربية الوطنية التي كانت هي
الغاية من الأناشيد الوطنية الحماسية
ثم إنه بحكم هذه العلاقة الوطيدة بين النشيد وبين التهذيب والتكوين، ولا
سيما فيما يتصل بالتربية الوطنية والدينية، يمكن الإشارة كذلك إلى المحفوظات
المدرسية التي تكاد لا تختلف عن الأناشيد في الشكل والمضمون ؛ إذ هي عبارة عن
مقطوعات خفيفة وبسيطة يسهل استذكارها، كانت تقصد إلى تربية النشء وتوجيهه وإرهاف
حسه وذوقه ؛ على نحو ما نجد عند محمد بن ابراهيم وأحمد النور وأحمد عبد السلام
البقالي ومولاي علي الصقلي
الذي أغنى هذا المجال بعدة دواوين.
ويمكن القول بأن هذا النمط من التعبير التعليمي التوجيهي
بدأ في وقت مبكر على يد بعض الفقهاء المدررين، من خلال منظومات غالباً ما كانت
تطول.
Post a Comment