قمة الأرض الأولى (ستوكهولم – السويد، 1972):
في إعلان ستوكهولم في السويد عن البيئة
البشرية عام 1972، حدد العلماء بعدي مفهوم "البيئة"
بوصفهما الناس
والطبيعة معاً، الجماد والمادة الحية كلاهما، وأن الموئل الذي يعيش فيه الإنسان
ليس مقصوراً على بيئته الخاصة، إنما يمتد إلى العالم بأسره – الموئل الكبير.
كانت محاور مؤتمر ستوكهولم تدور حول
البيئة الإنسانية The
Human Environment وكيف ينبغي أن تنظر الإنسانية إلى كوكب الأرض.
ويعترف المؤتمر بأهمية العلوم والتكنولوجيا المعاصرة في إعادة ترميم البيئة
الإنسانية، وهذا يستدعي مد يد العون إلى الدول الفقيرة والحد من تكاثر عدد السكان
المضطرد، والمحافظة على البيئة المحلية والعالمية سواء بسواء. وقد تمخض عن هذا المؤتمر
برنامج الأمم المتحدة للبيئة NEP لحماية البيئة الطبيعية والحياة البرية.
وفي
ميثاق بلغراد في يوغسلافيا عام 1975، تحددت مجالات التربية البيئية لرفع مستوى
الوعي لدى السكان, وقد أكد إعلان تبليسي في جورجيا عام 1977، التي كانت إحدى دول
الاتحاد السوفياتي سابقاً، على التربية البيئية بمكوناتها البيولوجية والطبيعية
والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأهميتها في تحقيق التنمية المستدامة. فيما
حددت اليونسكو باجتماعها في موسكو عام 1987 إستراتيجية دولية للتربية البيئية
لتغطي عقد التسعينيات من القرن العشرين.
وفي
مواجهة اضمحلال طبقة الأوزون نصّت اتفاقية مونتريال – كندا في 16/9/1987 على
مكافحة المواد التي تؤدي إلى انحسار طبقة الأوزون، وقد بحثنا ذلك في فصل سابق نرجو
العودة إليه.
أما
فيما يتعلق باتفاقيات الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في أوروبا، فمنذ عام 1987
بدأ تنفيذ بروتوكول اتفاقية التحكم في انبعاثات أكاسيد الكبريت في أوروبا، واتخذ
عام 1980 كقاعدة للقياس، إذ أوصت الاتفاقية بخفض إطلاق الانبعاثات من أكاسيد
الكبريت بنسبة 30% بحلول عام 1993 قياساً بما كانت تنتجه الدول الأوروبية في عام
1980. ثم تلا ذلك الاتفاق توقيع بروتوكول عام 1988؛ الذي هدف إلى التحكم بانبعاثات
أكاسيد النيتروجين وخفضها. ثم وقعت في عام 1989 اتفاقية بازل في سويسرا للتحكم في
نقل النفايات الخطرة عبر الحدود والسيطرة عليها، ودخلت حيز التنفيذ عام 1992، ولكن
لم توقع الولايات المتحدة الأمريكية عليها لغاية الآن. وبالرغم من إدخال تعديلات
على هذه الاتفاقية عام 1995 لمنع تصدير المخلفات الخطرة بهدف تدويرها خارج مكان
إنتاجها، فإنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد
.
كما
أنشئ مرفق البيئة العالمية GEF عام 1991 بهدف تقديم المنح المالية للدول النامية؛ لإقامة مشروعات
رفيقة للبيئة ولكي تساهم في التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية.
Post a Comment