الثورة البيئية
نتيجة
للهلع الذي أصاب العالم، وبخاصة بعد الحرب العالمية الثانية وتجربة القنابل الذرية
على اليابان بدأت نزعة الحفاظ على البيئة الطبيعية تدب في وجدان العلماء، فأخذنا
نرى كتباً تنشر بعد الحرب العالمية الثانية: "الطريق إلى البقاء"
لويليام فوغت W. Vogt
(عام 1948)، و"كوكبنا المسلوب" لفيرفليد أوسبورن F. Osborn (عام 1948)، وكتاب
"أخلاق الأرض" لمؤلفه ألدو ليوبولد (عام 1949).
وربما
تكون الثورة البيئية قد بدأت مع نشر العالمة الأمريكية المتخصصة في علوم البحار
راشيل كارسون Rachel
Carson (1907 – 1964) كتاب "الربيع الصامت"، عام 1962، وبلغت
أوجها في أثناء تظاهرات يوم الأرض في عام 1970.
ساهم
كتاب كارسون "الربيع الصامت" الذي تمت صياغته بأسلوب أدبي رفيع، ونشر
عام 1963، في إذكاء نار الحرص على البيئة وذلك في ضوء حديثه عن المخاطر الكبيرة
لاستخدام مبيد DDT
في قتل ملايين العصافير المحبوبة لدى البشر. فكان ربيعاً صامتاً لم تزقزق فيه
العصافير؛ التي نفقت بفعل التسمم الناجم عن المبيدات. لقد أعلن العالم ثورته
البيئية منذ ذلك الوقت.
ربما
يكون أول كتاب في الفلسفة البيئية قد صدر باللغة النرويجية في جامعة أوسلو عام
1968 لصاحبه ديفيد روذينبرغ David Rothenberg، الذي تـُرجم إلى الإنجليزية وصدر
عام 1989. وفي أواخر الستينيات بدأ آرين نايس Arne Naess يستنبط فلسفته الإيكولوجية
من فكر الفيلسوف الهولندي اسبينوزا،
ومن داعية المقاومة السلمية في الهند المهاتما
غاندي، حيث ضربا مثلاً؛ كيف يمكن أن يحقق البشر وغير البشر ذاتهم من خلال الطبيعة
Post a Comment