الاتفاقيات والمعاهدات العالمية لحماية البيئة
في القرن الرابع قبل الميلاد ذكر أفلاطون في
كتابه "القوانين" عن العلل الاجتماعية والبيئية،
وشرّع قوانين بيئية؛
مثل تكليف الأشخاص الملوثين للمياه بإعادة تأهيل ما تم تلويثه.
وفي القرن التاسع عشر أُقيمت أول جمعية خاصة
هدفت إلى تأسيس حديقة قومية في كاليفورنيا عام 1864، ثم تبعها إنشاء متنزهات في
مناطق مختلفة من العالم. وفي بريطانيا، ُأنشأت الجمعية الملكية لحماية الطيور عام
1889. ثم شرع العالم يتطلع إلى عقد اتفاقيات دولية بعد الحرب العالمية الأولى؛ عقب
الدمار الذي لحق بأوروبا. فوقعت في لندن عام 1933 اتفاقية للحفاظ على النباتات
والحيوانات لإبقائها على حالها الطبيعية.
وتزايدت مخاطر الحروب الكونية بعد الحرب
العالمية الثانية، فنجد الاتفاقات الدولية تتزاحم وتتسارع، ففي عام 1946 وُقعت في
واشنطن اتفاقية لتنظيم صيد الحيتان، وأُنشئ الاتحاد الدولي لصون الطبيعة في عام
1948، ووقعت اتفاقية أخرى في باريس عام 1950 لحماية الطيور، وثالثة في روما عام
1951 لحماية النباتات.
وفي ضوء الكوارث العالمية النفطية والنووية،
وُقعت اتفاقية دولية لمواجهة تلوث البحار بالنفط في لندن عام 1954، وأُنشئ صندوق
الحياة البرية كمنظمة غير حكومية في عام 1961. أما اتفاقية فيينا لعام 1963 فقد
سعت لتحديد المسؤولية المدنية عن الأضرار الناجمة عن الطاقة النووية، ثم وقعت
اتفاقية في فيينا عام 1986 للتبليغ المبكر عن الحوادث النووية في العالم، وغيرها
الكثير من الاتفاقيات العالمية؛ كما أُنشأت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في
الأردن عام 1966.
البحث في إرهاصات النظرة الكونية للبيئة
العالمية، وبروز الشعور بالمسؤولية تجاه كوكب الأرض، من حيث جدية العمل البيئي
وتنظيمه للتعامل مع المسائل والمشكلات البيئية إثر تفاقم الوضع البيئي في العالم،
وبخاصة بعد الحرب العالمية الثانية؛ ففيما تعولمت الحروب في القرن العشرين، كذلك
تعولمت النظرة إلى البيئة العالمية؛ من جهة الخطر المعولم الذي يُحدّق بالكرة
الأرضية بوصفها إرثاً طبيعياً للجميع ومؤئلاً لكل الكائنات.
انطلقت التظاهرات التي أخذت طابعاً عالمياً
في نهاية الستينيات، متزامنة مع ثورة الطلاب في أوروبا
1968 والاحتجاجات على الحرب
الفيتنامية، وعلى تدمير البيئة بشكل منظم هناك، ومتزامنة أيضاً مع خطر الحرب
النووية التي استعرت إبّان الحرب الباردة، وتحديداً مع أزمة الصواريخ الكوبية في
مطلع ستينيات القرن العشرين، كما تزامنت مع تردي الأوضاع الاقتصادية العالمية.
Post a Comment