رفع مستوى الثقافة البيئية والوعي
البيئي العام، والاهتمام بالتربية البيئية
لمّا
كان الإنسان يعيش على الأرض ويتنفس الهواء ويشرب الماء ويأكل من نواتج الطبيعة،
فقد باتت أنماط التلوث تشكل كارثة حلت بالجنس البشري على سطح هذه البسيطة، الأمر
الذي دفع إلى ضرورة مقاومة خطر تلوث البيئة بشتى الطرق والوسائل، ومن هذه الوسائل رفع
مستوى الثقافة البيئية والوعي البيئي العام، والاهتمام بالتربية البيئية على مستوى
الوطن والعالم. ولا شك في أن تطور أجهزة الاتصال والأقمار الصناعية والإنترنت قد
ساهمت في زيادة هذا الوعي لدى الناس إلى حد كبير.
أهمية الثقافة
البيئية وضرورة رفع مستواها في وعي الناس لمجابهة الكوارث التي يتعرض لها كوكب
الأرض؛ بفعل التطور الصناعي الهائل الذي أسست له النهضة الأوروبية، وتعمق بفعل
التأسيس العلمي النظري في القرن السابع عشر، وقيام الثورات الصناعية في أوروبا في
القرون اللاحقة، وتعمقها واندياحها في العالم على نحو هادر لم تعرفه البشرية خلال
تاريخها الطويل.
يجب مراجعة النشاط الفكري للبشر منذ ظهور الثقافات
الإنسانية الكبرى، والوقوف عند التطور النوعي في الفكر البشري بشأن البيئة منذ
ستينيات القرن الماضي، وإحيائه وتطويره في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها البيئة
العالمية، وإلقاء الضوء على الاضطراب الذي لحق بالثقافة البيئية بفعل التكنولوجيا
المعاصرة، وهيمنة الرأسمالية على الاقتصاد العالمي وبزوغ الفلسفات الإنسانية
المعاصرة، وفي الوقت نفسه يسعى إلى بيان أهمية إبداع ثقافة قومية – عالمية معاصرة
تستند إلى علم البيئة المعاصر،
والتكنولوجيا ووسائل الإعلام المتعاظمة المعاصرة،
من خلال ثقافة الصورة، وإلى دراسة التراث الإنساني بمجمله لإبداع فلسفة خاصة
بالبيئة تنظر إلى التنوع الحيوي بوصفه كلاً متكاملاً؛ يؤدي الإضرار ببعض أجزائه
إلى الخلل بالتوازن العام؛ الذي استغرق مليارات السنين من التطور والإبداع والرقي
حتى وصل إلى الحالة التي نراها عليه اليوم.
إرسال تعليق