أصبحت الطاقة الشمسية مصدراً مهماً للطاقة المتجددة البديلة النظيفة
تعتبر الطاقة الشمسية مصدراً للطاقة المتجددة والنظيفة، فقد ظل الاهتمام بها كمصدر الطاقة الأساسي في حياة الإنسان والكائنات الحية الأخرى منذ القدم، وظلت تلقى عناية بالغة على مر العصور؛ فالسماح لأشعة الشمس بالدخول إلى فضاء المنزل لتدفئته في فصل الشتاء هو نظام شمسي للتدفئة Passive Solar System، وهو ما يطلق عليه اليوم "التصميم المعماري المناخي للأبنية"، الذي يؤدي إلى توفير كبير في الطاقة.


كانت الشمس ملهمة للبشر في تفكيرهم وعباداتهم منذ بدأ الإنسان يتطلع إلى السماء ويُعمل تفكيره في الكون. وقد ازداد الاهتمام بالشمس في عصر النهضة الأوروبية عندما أعلن العالم الإيطالي جوردانو برونو Geordano Bruno (ت 1600) أن الشمس هي مركز الكون وليست الأرض. فاستحق بذلك الموت حرقاً لمخالفته تعاليم الكنيسة آنذاك.
ربما بدأت هذه الفكرة مع كوبرنيق Copernicus (ت 1543) وغاليليو Galileo (ت 1642) فيما بعد. وفكرة مركزية الشمس في مجموعتنا الشمسية فكرة قديمة، فقد عرضها العالم الإغريقي أريستارخوس Aristarchus والتي شاعت في القرن الثالث قبل الميلاد وجاءَت إحياءً لفكرة فيثاغورس Pythagaros من قبله عن العالم الذي يدور حول الشمس.
نجد محاولات مهمة عند الإغريق لاستخدامات الطاقة الشمسية، وبخاصة للاستخدامات العسكرية للمرايا التي تعكس أشعة الشمس، ولكن الاهتمام الحقيقي بدأ بعد الثورة العلمية الكبرى في أوروبا، وفي القرن الثامن عشر تحديداً، حيث تم إنشاء فرن شمسي يتألف من نحو 360 مرآة صغيرة ساهمت في تركيز أشعة الشمس على بؤرة واحدة لترتفع درجة الحرارة هناك ارتفاعاً عظيماً.
وتمكن الرياضي الفرنسي لافوزاييه Lavoisier (ت 1794) من صنع فرن شمسي ضخم وصلت فيه درجة الحرارة إلى نحو 1750 درجة مئوية. وقد تم استثمار هذه الطاقة العظيمة والنظيفة في صناعة الآلات التي تعمل بالطاقة الشمسية، وفي صناعة أجهزة لتقطير المياه لإنتاج الماء العذب ونحو ذلك.
وتتنوع استخدامات الطاقة الشمسية من السخانات الشمسية للمياه، التي هي منتشرة في الأردن والعالم على نطاق واسع، إلى الطباخ الشمسي والمركبات الشمسية بأنواعها (جوية وبحرية وبرية)، إلى توليد الكهرباء لتزويد الشبكات الأرضية وتشغيل خدمات الأماكن النائية التي تفتقر إلى الشبكة الكهربائية، إلى تشغيل البرادات والأجهزة الكهربائية والحواسيب والآلات الحاسبة وغيرها. وتجربة المراكز الحدودية في الأردن تجربة ناجحة أرجو أن تنداح مدى وتتجذر في ثقافتنا الوطنية للطاقة المتجددة.
أصبحت الطاقة الشمسية مصدراً مهماً للطاقة النظيفة التي تستخدم لتسخين الماء، كما هي الحال في السخانات الشمسية التي تعمل على تسخين الماء لتزويد المنازل بالماء الساخن ولتدفئة المنازل وبرك السباحة وأحواض الأسماك والمزارع والمصانع وما إلى ذلك.
كذلك تستعمل الطاقة الشمسية لتقطير الماء المالح للحصول على ماء صالح للشرب، وهناك محاولات مهمة اليوم في العالم لاستخدام الطاقة الشمسية في تشغيل مضخات الماء (ينفق الأردن نسبة لا بأس بها من طاقته في تشغيل مضخات المياه) وفي تقطير الماء المالح للاستخدامات الزراعية، وفي شحن بطاريات الكهرباء التي تدير القوارب والمركبات المختلفة، الأرضية منها والفضائية.
لقد تطورت صناعة تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء، كعمل الخلايا الضوئية Photo Voltaic cells المرتفعة التكلفة والتي يحاول العلماء اليوم خفض سعرها بحيث تصبح منافسة للطاقة الأحفورية التقليدية، وذلك لتزويد المنازل والمشاريع المختلفة بالكهرباء ولسد حاجتها من الطاقة. وقد أصبحت اليابان وألمانيا وإسبانيا من الدول المتقدمة في هذا المضمار.

Post a Comment

Previous Post Next Post