صناعة تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء

صناعة تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء

لقد تطورت صناعة تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء، كعمل الخلايا الضوئية Photo Voltaic cells المرتفعة التكلفة والتي يحاول العلماء اليوم خفض سعرها بحيث تصبح منافسة للطاقة الأحفورية التقليدية، وذلك لتزويد المنازل والمشاريع المختلفة بالكهرباء ولسد حاجتها من الطاقة. وقد أصبحت اليابان وألمانيا وإسبانيا من الدول المتقدمة في هذا المضمار.

من مشكلات هذا النظام الحاجة إلى تخزين الطاقة، فضلاً عن ضرورة تنظيف اللواقط باستمرار، كما تواجه هذا النظام مشكلة التوقف عن العمل في الليل وخلال أيام الغيوم الكثيفة.

ولكن هذه المشكلات يمكن تجاوزها، وبخاصة في ضوء التقانة المتطورة، وفي ظل عدم استقرار سوق النفط عالمياً، إذ ينبغي أن نبدأ بتأسيس المشاريع التجريبية لبناء كوادر قادرة على إدارة مشاريع المستقبل، وبخاصة لأن الأردن تتوافر فيه شدة شمسية تزيد عن تلك التي تسقط على أوروبا بمعدل 3 – 5 مرات.

في عمّان، يبلغ معدل شدة سقوط الشمس في فصلي الخريف والشتاء نحو 3.95 KWh في كل يوم، حسب إحصائيات وكالة ناسا (Insolation Map) وتزيد في بعض المناطق الصحراوية عن ذلك بكثير. وهذا يعني أن مزرعة بمساحة 25 كيلومتراً مربعاً تكفي نصف حاجة الأردن من الكهرباء، وبتكلفة تقديرية نحو 2 بليون دولار أمريكي(3).

وإذا كانت هناك مشكلات مثل تراكم الأغبرة على المرايا، فإننا يجب أن نتحرك الآن للتحضير لذلك. فإذا كانت مزرعة واحدة لحصد الطاقة الشمسية لتوليد 1GW من الكهرباء بحاجة إلى 25 كيلومتراً مربعاً من الأرض، فإننا ينبغي أن نشرع منذ الآن في زراعة ستار من الأشجار (المنتجة للوقود الحيوي، كالجاتروفا Jatropha والهوهوبا Jojobah والخروع، مثلاً) وأن تخصص الأراضي اللازمة لذلك، فعندما نشرع في المشروع بعد سنوات تكون المنطقة ملائمة تماماً لذلك المشروع.

وإذا سؤلنا عن صعوبات تخزين الكهرباء في النهار لاستخدامها في الليل، نجيب بأن العلم قد تقدم اليوم وأصبحت هناك تقانات متطورة لخزن الكهرباء في الملح الذائب Molten Salt وفي بعض المركبات الكيميائية المطورة، وحتى في رمال الصحراء نفسها.

وقد دخلت أنظمة متطورة للسخانات الشمسية إلى ، كالأنابيب المزدوجة المفرغة، وغدت داعماً مهماً لتسخين المياه؛ بحيث أصبح الاستثمار فيها يسترد ما ينفقه المستثمر في غضون سنتين إلى ثلاث سنوات في أقصى تقدير، وبخاصة في ضوء القفزة الأخيرة في أسعار الديزل، وفي ضوء الخطوات الحكيمة بإلغاء الرسوم الجمركية وضريبة المبيعات على الأجهزة الموفـّرة للطاقة. أما في حال استخدامها في الصناعة فإن استرداد أثمان هذه الأنظمة قد يكون أسرع من الخيال