قسم العلماء الكفر إلى قسمين:
1- كفر اعتقادي؛ وهو المخرج من الملة.
 2- وكفر عملي غير مخرج من الملة، وهو الذي عبر عنه بعض العلماء بقوله: "كفر دون كفر"، وهذا التقسيم للكفر تبع لتقسيم أهل العلم للشرك فإنهم قسموه إلى قسمين:
 أ- شرك أكبر وهو المخرج من الملة.
 ب- شرك أصغر كيسير الريا، وهو غير مخرج من الملة.
 فإذا طبقنا هذا التقسيم على ناقض من نواقض التوحيد مثل: " من اعتقد أن هدي غير النبي -صلى الله عليه وسلم- أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه" فإننا نفرق بين من كان تحكيمه لغير الرسول -صلى الله عليه وسلم مع الاعتقاد أنه أفضل من حكم الرسول أو يساويه فهذا كفر اعتقادي مخرج من الملة، وبين من كان تحكيمه لغير حكم الرسول لهوى في نفسه أو لغري دنيوي مع الإيمان بأن حكم الرسول حق، وأنه أفضل من غيره من القوانين، فهذا كفر عملي تقام الحجة على صاحبه، ويبين له الحق، فإن أصرّ حُكم على صاحبه بالكفر ألاعتقادي .
غير أنه للحكم على الأشخاص المعينين بالكفر ينبغى توافر شروط وانتفاء موانع فيشترط للحكم بالكفر على المخالف بأن يبين له الحق ويوضح له الدليل، وتزال عنه الشبهة وتقام عليه الحجة، فإن أصر بعد ذلك حُكم عليه بالكفر؛ لأنه -والحالة هذه- أصبح في عداد المعاندين للحق والمتكبرين عن الهدى، والصادين والمعرضين عن ذكر الله تعالى، فإن وجد مانع من التكفير بأن وُضِّح الحق لشخص وأزيلت عنه الشبهة ورجع فلا نحكم حينئذٍ بكفره، أو كان ممن لم تبلغه الدعوة، وبالجملة فإن وجدنا مانع من التكفير لم يحكم على الشخص بالكفر، حتى تتوافر الشروط وتنتفي الموانع.
هذا .. ومن الخطورة بمكان إطلاق الحكم بتكفير المعين لقوله صلى الله عليه وسلم ((من قال لأخيه يا كافر باء بها أحدهما))  وقال أهل العلم  "من دخل في الإسلام بيقين لا يخرج منه إلا بيقين" ولذلك يتبغى الحذر كل الحذر من الوقوع في التكفير إتباعا  للأهواء والظنون .
آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

Post a Comment

Previous Post Next Post