ومن نواقض التوحيد الإعراض
الكلي عن دين الله تعالى لا يتعلمه ولا يعمل به:
والمراد بالإعراض عن دين الله تعالى هو معارضته وتركه،
واعتباره غير صالح للبشر في معاشهم ومعادهم، وقد يكون ذلك بدافع للتكبر والأنفة عن الاستجابة للحق، وقد يكون بدافع
الشهوة والهوى الذي يورث صاحبه الغفلة وقد يكون بسبب عدم بلوغه الشريعة .
فإن كان دافعه الكبر والأنفه
من الانقياد إلى أمر الله تعالى فهذا يحكم
عليه بالكفر متى تحققت الشروط، وانتفت الموانع لقوله تعالى {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ
خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة:105]، وقوله تعالى وقول الله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا
فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت:13].
وإن كان مسلماً لكنه معرض عن الكتاب والسنة لجهله
بما فيهما متبعاً لهواه عاجز عن السؤال والعلم فإنه لا يخرج عن الملة ما دام كذلك،
ولكنه مخوّف بالنصوص الواردة في معرض عن ذكر الله" .
وأما الجاهل بأصل الدين فإن لم تبلغه الدعوة ، فإنه
غير مكلف حتى تبلغه الدعوة، وحكمه حكم أهل الفترة عند كثير من أهل العلم، وإن كان جاهلاً
متبعاً لقومه على الكفر يعمل ما يعملون، ويترك ما يتركون لا ينظر ولا يجتهد في المعرفة
فهذا لا عذر له، فمتى تحققت فيه شروط التكفير، وانتفت موانعه حكم بكفره.
Post a Comment