يعد التلفاز افصل وسيلة للتنمية
        أصبح الطفل يجد نفسه مستغرقاً في بيئة التليفزيون منذ ولادته، ويتنافس التليفزيون – بنجاح غالباً – من رواة الحكاية الآخرين في إمداد الطفل بالمعلومات عن العالم المحيط به، وعلى خلاف الوسائل الأخرى، يوجد التليفزيون داخل المنزل، ويسهل استخدامه، ولا يتطلب مهارات مسبقة للتعرض إليه، ويمتاز التليفزيون عن الوسائل الأخرى في أن الناس يمضون معه وقتاً أطول من الأوقات التي يقضونها في التعرض للوسائل الأخرى، فعلى خلاف الوسائل المطبوعة لا يتطلب التليفزيون معرفة القراءة، وعلى خلاف السينما يدار التليفزيون بصفة مستمرة بدون مغادرة المنزل، وعلى خلاف الراديو فإن التليفزيون يجعلنا نرى ونسمع.
        والتليفزيون هو أكثر الوسائل الجماهيرية التي تقوم بدور (( راوي القصص ))، فهو يقدم لنا الحكايات عن معظم الناس، في معظم الأوقات. كما أن التليفزيون هو أكثر الوسائل ترويجاً للصور الذهنية والثقافة الشعبية، فهو يضيف إلى معلوماتنا عن الناس والحياة والمجتمع والسلطة، وهو يعرض الجيد والسيء، السعادة والحرزن، الخير والشر، القوة والضعف، النجاح والفشل.
        وفيما يتعلق بوظائف الثقافة عموماً، فإن الوعي الذي ينميه التليفزيون لا يقتصر على الأفكار والآراء والاتجاهات، وإنما يقدم لنا حقائق أساسية عن الحياة، وهو أحد وسائل عديدة تساهم في معرفتنا بالواقع الاجتماعي، ولكنه وسيلة متميزة لأنه على المستوى الاجتماعي يكوّن الواقع لكل الطبقات والفئات والأعمار من منظور واحد. وفي نفس الوقت، فهو وسيلة أساسية لنقل المعايير الثقافية الشائعة لكل أفراد المجتمع، وكل هذه المزايا تجعل من التليفزيون وسيلة فريدة ومسيطرة ويصعب التغلب عليها.

Post a Comment

Previous Post Next Post