استخدام محطات توليد الكهرباء الغاز الطبيعي

 يستخدم الغاز المضغوط  في المركبات كوقود ويؤدي إلى تقليل حجم التلوث، وقد شرع يدخل في تدفئة المنازل مؤخراً، وقد شرعت محطات توليد الكهرباء في استخدام الغاز الطبيعي، كما حدث في تحويل المحطة الحرارية  من الديزل إلى الغاز الطبيعي، ونتج عن ذلك تحسن في هواء مدينة العقبة، بنسبة تفوق نصف التلوث الذي كان موجوداً في أجواء العقبة قبل استخدام الغاز الطبيعي القادم من مصر.
وقد تم إنشاء سلطة إقليم العقبة الاقتصادية الخاصة عام 2001، وتضم مفوضية من أصل خمس مفوضيات للعناية بالشأن البيئي، وهي صاحبة تجربة رائدة في المنطقة، وقد غيرت من معالم مدينة العقبة وضواحيها في غضون بضع سنين على نحو لم نعهده من قبل في المدن الأردنية، من حيث التنظيم وتنسيق المواقع والحدائق والساحات وممرات المشاة والزراعة والحفاظ على البيئة. ويجدر بنا أن نتساءَل عن أسباب هذه التجربة الناجحة ولماذا لا نرى محاولات لتكرارها في مناطق أخرى؟ كما نتساءَل عن أسباب عدم امتداد الامتيازات التي يتمتع بها سكان العقبة إلى باقي مناطق المملكة؟
أخذت العقبة تخطو خطى بارزة في تثبيت محطات مراقبة لنوعية الهواء، بعضها ثابت والآخر متحرك، وقد وضعت إحداها على الشارع العام بين فندق أكوامارينا 2 ومطعم التشيلي هاوس، مقابل شركة Trust للنقل، كما وضعت محطات ثابتة في المنطقة الصناعية وغيرها، فضلاً عن محطات متنقلة على مركبات تطوف مواقع أخرى. وهناك مشروع لوضع نقاط مراقبة في عمّان وضواحيها وبعض المدن الصناعية الملوثة الأخرى نتطلع بلهفة إلى رؤيتها تعمل في القريب العاجل، بدءَاً من المواقع الأكثر تلوثاً.
إنّ فائدة هذه المحطات تتجاوز المراقبة الدقيقة لمستوى تلوث الهواء إلى نشر الوعي البيئي العام لدى الناس كافة، فالآن بإمكان المواطن أو السائح معرفة محتوى الهواء من أكاسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والكبريت وفلوريد الهيدروجين وغاز الأمونيا والجزيئات العالقة في الهواء وغيرها من الغازات السامة، كما يمكن مقارنتها بالكميات المسموح بها عالمياً، بحيث تقوم اللوحة بإنارة إشارة كهربائية إلى جانب كل غاز على حدة باللون الأخضر، وذلك إذا كانت نسبة التلوث مقبولة وضمن المعايير المسموحة.
أما إذا زادت النسبة عن الحد المسموح به فإنّ لمبة الإشارة الحمراء تبدأ في العمل فتشير إلى خطورة الوضع وتجاوز الحدود، وتلفت بذلك الانتباه إلى زيادة التلوث، فيشعر المواطن بذلك الخطر، وربما يذهب إلى بيته ويغلق النوافذ بإحكام حتى يزول الخطر. وفي الوقت نفسه تقوم الجهات المختصة في مركز ابن حيّان للمختبرات في العقبة بتحليل النتائج، الأمر الذي يفسح المجال لتوقع أماكن التلوث ومصادرها ومحاولة حصرها ومراقبتها عن كثب.
نتمنى أن تنتقل هذه التجربة الناجحة في مراقبة تلوث الهواء إلى مدن المملكة كافة وألا تبقى حكراً على العقبة، فقد شرعت وزارة البيئة بالتعاون مع أمانة عمّان الكبرى بالتحضير لمشروع مماثل، نأمل ألا يأخذ وقتاً طويلاً حتى نشاهد هذه الأجهزة في شوارع عمّان، كما نأمل أن يتم توسيع نطاق ذلك المدن الأخرى، كالفحيص وإربد والسلط والزرقاء والرصيفة وغيرها، فضلاً عن ضرورة وضعها في بؤر التلوث الحساسة، كالفحيص والهاشمية وغيرهما في أقرب سانحة
ولا بد من الإشارة إلى أن جمعية حفظ الطاقة واستدامة البيئة، وبالتعاون مع جامعة الزيتونة الخاصة – كلية الصيدلية، قد عقدت ندوة يوم الاثنين 23 / 7 / 2007 في رحاب جامعة الزيتونة الواقعة على طريق مطار الملكة علياء الدولي، بعنوان: "نحو بيئة أنظف: العقبة نموذجاً" واستضافت خبراء من سلطة إقليم العقبة الاقتصادية الخاصة لشرح مدى التقدم الذي وصلت إليه أجهزة سلطة الإقليم في مراقبة نوعية الهواء، ووضعت توصيات لتحسين نوعية الهواء في الأردن بعامة، وبخاصة لمراقبة الخطوات التي ستتبعها مصفاة البترول في إنتاج الديزل، بما يخضع للمواصفات القياسية الأردنية.
كما ركزت التوصيات على ضرورة شمول المشاريع القائمة بدراسات الأثر البيئي وليس وقف ذلك على الأبنية الجديدة المقترحة، وضرورة وضع شروط للمشاريع الجديدة بحيث تزوّد نفسها ذاتياً بالطاقة النظيفة وبالمياه، وذلك من خلال توليد حاجاتها باستخدام مصادر الطاقة المتجددة من خلال الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الجوفية، وتحلية مياه البحر، إما بالغاز الطبيعي أو بالطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء كما هي حال التجربة الناجحة في منطقة الصناعات الخفيفة بالعقبة.

Post a Comment

Previous Post Next Post