ومن نواقض التوحيد: عدم تكفير المشركين أو الشك في كفرهم أو تصحيح مذهبهم :
وبيان ذلك أن من حكم القرآن الكريم عليهم بالكفر والخروج من دائرة الإسلام في آيات، منها: قول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا} [النساء:145] وجب على كل مسلم عرف ذلك أن يحكم عليهم بهذا الحكم الذي حكم الله به عليهم وصرحت به الآيات الكريمة، وأحاديث السنة القويمة، فمن رفض هذا الحكم، ولم يكفر الكافر أو تسلل إلى ذهنه الشك في كفر الكافر والمشرك أصبح هو مشركاً، ونقض توحيده وإيمانه، وأصبح في دائرة المشركين والكافرين.
 من نواقض الإسلام بغض شيء مما جاء به الرسول أو أن هدي غيره أفضل منه:
 والدليل قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ ...} الآية: {النساء:60] .
فإنه لما كان التوحيد الذي هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله مشتملاً على الإيمان بالرسول -صلى الله عليه وسلم- مستلزماً له وذلك هو الشهادتان، ولهذا جعلهما النبي -صلى الله عليه وسلم- ركناً واحداً في قوله في "الصحيح" ((بُني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً))
 ويلحق بذلك من اعتقد  أن أحداً من البشر بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- يأخذ عن الله فيشرِّع للخلق أموراً فيوجب، ويحرم، ويبيح ويذكر الفضائل لبعض الأعمال فإنه يكفر، وقد اعتقد هذا بعض من يدعي الإسلام من شيوخ الفرق، حيث اعتقدوا أن المشايخ يستطيعون أن يشرعوا في دين الله ما لم ينزل تشريعه في الكتاب والسنة فتراهم يوجبون على المريدين أموراً ويحرمون أشياء أخرى، ويضعون الثواب والأجر لبعض الأعمال من تلقاء أنفسهم وهم بذلك قد خالفوا عقيدة السلف من أنه لا أحد من البشر بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- يمكنه أن يأخذ عن الله تعالى وحيا وتشريعا يتعبد إلى الله به .
 وقد حذر الله من ذلك في آيات كثيرة منها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[المائدة:87] وقال تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ} [النحل:116].
 فمرتبة التحليل والتحريم خاصة بالأنبياء الذين أيدهم الله بالوحي من بين جميع الخلق فمن حام حولها كما يفعل واضعو القوانين في هذا العصر فقد نقض إيمانه وهدم إسلامه، ودخل في دائرة الكفر. نسأل الله السلامة.

Post a Comment

Previous Post Next Post