ومن نواقض التوحيد  بغض شيء مما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمشروعيته، وإن عمل به .
والدليل قوله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:10] وقال: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:29] فالواجب على كل مؤمن أن يحب ما أحبه الله محبة توجب له الإتيان بما وجب عليه منه، وأن يكره ما كرهه الله كراهة توجب له الكف عما حرم عليه منه، فازدادت الكراهة حتى أوجبت الكف عما كرهه تنزيهاً كان ذلك فضلاً فمن أحب الله ورسوله محبة صادقة من قلبه أوجب ذلك له أن يحب بقلبه ما يحبه الله ورسوله، ويكره ما يكرهه الله ورسوله، ويرضى بما يرضى به الله ورسوله ويسخط ما يسخط الله ورسوله، وأن يعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحب والبغض.
وأخطر من ذلك من أنكر السنة وشكك فى منزلتها كبعض المبتدعة والمارقين الذين يسمون أنفسهم على سبيل التدليس ب_" القرآنيين " والقرآن منهم براء، وهم من أكثر الناس انحرافا وضلالا ومخالفة لأهل السنة فقد كان الصحابة في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستفيدون أحكام الشرع من القرآن الكريم الذي يتلقونه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكثيراً ما كانت تنزل آيات القرآن مجملة غير مفصلة، أو مطلقة غير مقيدة، كالأمر بالصلاة جاء مجملاً لم يُبيّن في القرآن عدد ركعاتها، ولا هيئتها، ولا أوقاتها ولا شروطها، وكذلك كثير من الأحكام التي لا يمكن تنفيذها دون الوقوف على شرح ما يتصل بها من شروط وأركان ومفسدات.
وقد أخبر الله في كتابه الكريم عن مهمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالنسبة للقرآن أنه مبيِّن له، وموضح لمراميه، وآياته حيث يقول الله تعالى في كتابه: {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل:44] كما بيّن أن مهمته إيضاح الحق حين يختلف فيه الناس {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل:64] وأوجب النزول على حكمه في كل خلاف: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}[النساء:65]، وأخبر أنه أوتي القرآن والحكمة ليعلم الناس أحكام دينهم فقال: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.

Post a Comment

Previous Post Next Post