الأردن في الثمانينات:

دعا الأردن إلى مصالحة عربية مع مصر في ربيع 1982 بعد تسلم مبارك الرئاسة، وأعاد هو علاقته معها في 25 أيلول 1984.

وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران 1982 عقدت قمة عربية في فاس بالمغرب، تشكلت على إثرها لجنة عربية سباعية برئاسة الأردن دعت كبار الدول العالمية لمشروع السلام العربي وطلبت منهم تأييده، ثم جرت مفاوضات فلسطينية أردنية على أساس مشروع السلام العربي ومبادرة رونالد ريغان، ثم أعلنت الحكومة الأردنية فشل هذه المبادرة.

وفي شباط 1985 وقّع اتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والأردن، إلا أن العلاقات عادت وتدهورت مجدداً في 1986 حيث أغلقت الحكومة الأردنية 26 مكتباً لمنظمة التحرير في الأراضي الأردنية. وفي كانونكانون الثاني 1989 عادت العلاقات وتحسنت حيث افتتح الملك حسين وياسر عرفات مكتب سفارة فلسطين في الأردن.

كما شهد هذا العام فوز ليلى شرف أول امرأة أردنية في مجلس الأعيان.

الأردن في التسعينات:

في 27 آب 1992 أعلنت السلطات الأردنية أنها اعتقلت جماعة من شباب النفير الإسلامي بينهم النائب الإسلامي يعقوب قرش، وبعد أربعة أيام أوقف النائب ليث شبيلات أيضاً بتهمة تزويد هذه الجماعة بأسلحة ومتفجرات. وقد وجهت إليهم محكمة أمن الدولة تهمة «محاولة قلب الحكم» وحكمت عليهما بالسجن لمدة 20 سنة.

وتحت الضغط الشعبي والنيابي، أصدر الملك حسين بمناسبة عيد ميلاده السابع والخمسين في 14 تشرين الثاني 1992 عفواً عاماً شمل شبيلات وقرش.

بعد ذلك مرت المملكة الأردنية بمرحلة ضغط سياسي واقتصادي كبير بسبب موقف الأردن المساند للعراق في حرب الخليج الثانية ضد الكويت، وقد تمثل هذا الضغط بمقاطعة الدول الخليجية قاطبة للأردن، وقد حاول الملك حسين كسر هذا الحاجز عن طريق انتقاده المستمر لسياسة الرئيس العراقي صدام حسين.

وفي 30 تشرين الأول 1991 كان الأردن يشارك دول مجلس الطوق في مؤتمر السلام الذي عقد في مدريد، غير أنه سرعان ما دخل في مفاوضات سرية مع اليهود وتوصل إلى إبرام معاهدة «وادي عربة» التي وقعها الملك حسين مع اسحق رابين في 29 تشرين الأول 1994. لتطوى بذلك صفحة الحرب بين الطرفين والتي استمرت 46 عاماً، وفي تشرين الثاني أقام البلدان علاقات دبلوماسية للمرة الأولى.

وفي شهر آب 1992 خضع الملك حسين لعملية استئصال حالبه الأيسر وكليته اليسرى أجراها في مستشفى «مايوكلينيك» بأمريكا إثر اكتشاف خلايا سرطانية.

وفي آب 1996 جرت تظاهرات كبيرة في جنوبي المملكة احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية، وعلى ارتفاع الأسعار أدت إلى مواجهات عنيفة مع القوات الحكومية.

وفي نيسان 1997 عاد الملك حسين إلى مستشفى «مايو كلينيك» حيث خضع مجدداً للعلاج وبقي في المستشفى حتى شهر تشرين الأول من العام 1998. وقد شارك الملك حسين في مفاوضات «واي بلانتيشن» التي أفضت إلى توقيع الاتفاق في واشنطن بين بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الأسرائيلوياسر عرفات.

وفي كانون الثاني 1998 عاد الملك حسين إلى عمان معلناً شفاءه التام من السرطان، وبعد مجيئه بستة أيام فقط عزل الملك حسين شقيقه وولي عهده الأمير حسن عن ولاية العهد والتي استمرت له 34 عاماً، وعين مكانه نجله الأمير عبد الله.

إلا أن المرض عاود من جديد الملك حسين، فعاد إلى مايو كلينيك في أمريكا في 26 كانون الثاني وخضع في شباط 1999 لعملية زرع ثانية للنخاع العظمي إلا إن عمليته الثانية باءت بالفشل فعاد إلى بلده حيث توفي.

Post a Comment

Previous Post Next Post