أثر الشريعة في تربية الفكر
الأصول التشريعية : من خصائص الله
تعالى سن التعاليم الدينية المستمدة من القرآن الكريم ، التي تبين العقيدة التي يجب الإيمان بها ، وعبادة الله على أساسها ، وإصدار الأوامر
والنواهي هي التي تحقق ذلك كله ، وكل من سمح لنفسه
بالتشريع ، أو أطاع غيره في غير
ما شرع الله ؛ فقد أشرك مع الله آلهًا آخر .
قال تعالى : " أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ
شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ
يَأْذَنْ بِهِ
اللَّهُ " سورة الشورى : 21 .
أثر الشريعة في تربية الفكر : الشريعة
الإسلامية أصلًا عظيم من أصول التربية الإسلامية ؛ فهي
بمعناها القرآني الواسع بيان للعقيدة والعبادة ، ولتنظيم
الحياة بما
فيها من العلاقات الإنسانية :
1. الشريعة
أساس فكري يشمل كل ما رأينا من التصورات الفكرية عن الكون والحياة ، والإنسان :
إنها تشمل موقف الإسلام من الإنسان أو نظرته إليه ،
ونظرة
الإسلام إلى
الكون والوجود، وعلاقات المسلم بذلك كله، وهي بهذا ترسم للمسلم صورة منطقية متكاملة؛ ليتصور علاقته بالكون، وليعرف مبدأه ومصيره
ومكانته، ووظيفته وهدفه، وهي بهذا تصوغ عقل
المسلم صياغة خاصة، تجعل قدرته على العطاء أعظم من
طاقاته، وأمله
أوسع من إمكانياته، ومدى تفكيره أوسع من إحساساته.
2. الشريعة
تقدم للمسلم قواعد ونظم سلوكية : كما أنها تقدم للمسلم قواعد ونظم سلوكية
،
تجعل حياته مثالًا للدقة والنظام والأمانة والخلق الرفيع، والمنهجية والوعي السليم،
والتفكير في كل ما يعمل أو يريد عمله قبل الإقدام
عليه، أي: التصميم قبل التنفيذ. وهذا يربي عند المسلم
عادة عظيمة
ومفيدة، هي أن يفكر دائمًا قبل أن يعمل، وأن يكون هادفًا ومتقنًا ومنتجًا في كل ما يعمل.
3.
الشريعة تربي الإنسان على التفكير المنطقي عن طريق استنباط الأحكام :
4. الشريعة تخرج شعبًا متحضرًا حضارة
راقية : الشريعة تربي الإنسان على التفكير المنطقي
عن طريق استنباط الأحكام: غير أن أحكام الشريعة كما جاء في القرآن والسنة بعمومها
وشمولها، لم توضع لعلاج موافق فردية، أو حالات
جزئية بخصوصها، بل وضعت ليستفاد منها في كل العصور والأزمان،
ولدى كل موقف
يصادفه فرد أو جماعة من بني الإنسان؛ ولذلك قال الفقهاء وعلماء الأصول: "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" ومن ذلك
كانت مرونة الشريعة الإسلامية وحيويتها وقدرتها الدائمة
على العطاء، وإصدار الأحكام في أحلك الظروف وأصعبها،
وتقديم العلاج
لكل داء اجتماعي أو نفسي.
إرسال تعليق