الصلاة مدرسة سلوكية تعالج السلوك وتطمئن النفس
كيف
تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر ؟
يقول
الحق سبحانه وتعالى :
(أتل
ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله
اكبر والله يعلم ما تصنعون)(العنكبوت : 45)
هذه
الآية الجامعة الشاملة ذات شقين أولهما تلاوة القرآن الكريم والشق الثاني إقامة الصلاة
وبهما معا يتحقق وعد الله سبحانه(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) وتأتي عظمة
الصلاة في عظمة من افترضها، وجعل القرآن الكريم يتوج ركعاتها، والقرآن، هو الدستور
التشريعي الذي لا بد أن يستقر في عقل المسلم وضميره، ومن حكمة الله واتساع علمه
وفضله أن جعل هذا الدستور ماثلاً دائما في عقل المسلم لا يبتعد عنه ولا يغيب و ذلك
بالصلاة وتلاوة القرآن .
فالصلاة
هي الصلة الوثيقة بمنهج الخالق سبحانه، خمس مرات يلتقي المسلم بكلام ربه، يأمره وينهاه
ويحاسبه ويجازيه، وينصحه ويعظه، وقد يردعه ويزجره، ويصل ذلك بالقرآن إلى نفوس
البشر لا يغيب عنهم أبدا، حقاً إن الصلاة هي الإيمان كله كما يقول ربنا سبحانه من
سورة البقرة :
(وما
كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم)(البقرة:143)
وقال
صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان
"
واقتضت
حكمة الله سبحانه، أن تكون الصلاة أول ما يتعلمه المسلم بالمنهج السلوكي المعاصر بطريق
الارتباط الشرطي conditioning، فإذا أصبحت الصلاة سلوكاً فهذا
أول الطريق، لأن الصلاة هي الوعاء الذي يحمل تعاليم الإسلام إلى المصلي بتلاوة
القرن وبهذا وبغيره تفضل صلاة الجماعة صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، فهو يستمع فيها
إلى الإمام فيتلقى منهج ربه، وأحب الأوقات التي يرغب فيها الرسول الكريم صلى الله
عليه وسلم في الصلاة، هي صلاة العشاء وصلاة الصبح، يقول صلى الله عليه وسلم في الصلاة، هي صلاة العشاء وصلاة الصبح، يقول
صلى الله عليه وسلم " لو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوها ولو حبواً
" ففي هذين الوقتين يستحب إطالة
القراءة .
ولهذا
فالصلاة بأبعادها النفسية، مدرسة سلوكية، تعالج السلوك، وتنفرد بنظامها الحركي و نظامها
التعبدي، لتصل إلى غاية أهدافها من اطمئنان النفس، واستقرار العاطفة والوجدان
والابتعاد عن الفحش والمنكر فإذا تآلف على
الصلاة، بقية أركانها وما يسبقها من شعائر الوضوء والتوبة والدعاء والتسبيح، فيعظم
بذلك اطمئنان النفس، وسعادة الحس، وبهذا يستقبل المصلي كلام ربه يستقبل منهجه
ويستقبل تعاليمه ودستوره ويكون هذا طريقاً إلى فقه الدين، وحظ كل مسلم إن يتعلم من
دينه ما هو لازم وضروري حتى تستقيم عباداته وسلوكه ومعاملاته، وهذا يصل إلى المسلم
بطرق متعددة بالتلقي والقراءة أو بوسائل الإعلام المختلفة، ومع هذا تظل الصلاة
رائدة في هذا المجال، بما تحمله تلاوة القرآن للمصلي، من تعاليم فيأتمر بأوامر
القرآن وينتهي بنواهيه وصدق الله سبحانه وهو يقول:
(إن
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)(العنكبوت:45)
هذا
عهد من الله، وليس على المصلي إلا أن، يحسن الأداء، ولهذا فالرسول صلى الله عليه
وسلم قال للرجل المسيء صلاته " ارجع فصل فإنك لم تصل "، وأعادها عليه
ثلاثا ولما عجز الرجل علّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يطمئن في حركات
الصلاة في أركانها كلها .
فالصلاة
عهد بين الخالق سبحانه وبين عباده تعالج سلوكهم بالطريقة التي أرادها الله سبحانه،
فقد سأل السائل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له إن الرجل يصلي معنا العشاء
ويصبح فيسرق، قال سينهاه ما تقول، وأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكيفية
التي تنهى بها الصلاة الرجل عن السرقة، والواضح من هذا الحديث، إن الصلاة تصل
بالمصلي إلى استقامة سلوكه، وليس هناك ضرورة لمعرفة الكيفية التي تنهى بها الصلاة
عن الفحشاء والمنكر، ولكن إذا تدبرنا كلام ربنا، وسرنا مع العلم المعاصر، وهو يفتح
لنا آفاقا جديدة نطل منها على أسرار الصلاة، فليس هناك اعتراض، طالما أيقنا أن
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، بهذا الطريق أو بغيره، فليس لعلم الله حدود وكل
ما يفعله البشر، هو الارتفاع بقوانين العلم المعاصر، لنحقق بمفاهيمه التي استحدثها
بعض هذه الأسرار والعلم هنا وسيلة إيضاح والمدرسة السلوكية من المدارس المعاصرة،
انحدرت من أصل ديني رغم أنها أُخذت عن عبادات الشرك، إلا أن الأصل هو التوحيد
الخالص.
Post a Comment