الأهمية التي تجعل العبادة تحتل هذه المكانة في تاريخ الرسالات الإلهية هي أن العبادة تلبي مجموعة من الحاجات الإنسانية الأساسية والفرعية وهذه الحاجات هي :
1- الحاجة
إلى الخلود : الخلود أو علم الفناء ، حاجة
أساسية في نفس الإنسان ،
ومن هذه الحاجة أوتي آدم -عليه السلام- من قبل إبليس حين بدأه القول: {هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ
الْخُلْدِ
وَمُلْكٍ لا يَبْلَى} (طه: من الآية: 120).
والإنسان يعمل
على تلبية هذه
الحاجة بوسائل عديدة منها: محاولة إطالة عمره بالرعاية الغذائية والصحية، والمحافظة على النسل والذرية، وإنجاز البطولات
والأعمال الفكرية والعمرانية، التي تبقي
ذكراه عبر الأجيال، وقد يأتي من الأعمال الخاطئة التي تؤدي
إلى عكس حاجة
الخلود، كالصراع من أجل البقاء، والاحتكارات المادية، ولكن الإنسان مع كل هذه الوسائل يجابه يوميًّا بحقيقة الموت؛ الذي يرعبه ويتحاشى
رؤية ما يذكره به؛ فحين تبدأ مظاهر الشيخوخة
فيه، يأتي من الأفعال وتغيير الأشكال التي توهمه بأنه ما
زال يملك
مؤهلات الحياة بعيدًا عن نهاية الفناء.
ولكن تبقى علاقة
العبادة هي
الوسيلة الوحيدة التي تلبي حاجة الإنسان في الخلود؛ فهي التي تهون له ظاهرة الموت، وتنزع عنها هالات الرعب والاضطراب، وتقدمها كحلقة
في سلسلة التطور الإنساني المفضي إلى الخلود
والكمال في عالم الآخرة القادم.
إرسال تعليق