نصوص الشريعة الإسلامية من المرونة والعموم ما جعل قواعدها صالحة للناس كافة في كل عصر من العصور 


الأخلاق الإسلامية صالحة لتطبيق الالتزام بها في كل زمان ومكان وعلى أي حال كان الإنسان ويرجع ذلك إلى :
سهولة التكليف الخلقي وكونه نتيجة طبيعية للعقيدة الصحية والشريعة السليمة , وإذا صحت المقدمات صحت النتائج , قال تعالى { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة/ 185]
كما ترجع تلك الصلاحية العامة إلى كمال الشريعة الإسلامية , وضمان الله حفظ مصدرها الأعظم وهي الوحي الإلهي الشريف قال سبحانه{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }[الحجر/3]. وقال { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[المائدة/3] .
( أما شريعة الإسلام التي جاء بها محمد – صلى الله عليه وسلم – فإنها جاءت وافية بمطالب الحياة الإنسانية تسد عوزها , وتحقق أهداف العمران في شتى جوانب حياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية , فالإسلام عقيدة وعبادة , وخلق وتشريع , وحكم وقضاء , ومسجد وسوق , وهو علم وعمل , ومصحف وسيف , وهذا هو ما نعنيه عندما نقول : ( الإسلام دين ودولة ).

وقد اكتسب نصوص الشريعة الإسلامية من المرونة والعموم ما جعل قواعدها صالحة للناس كافة في كل عصر من العصور , تساير عوامل النمو والارتقاء , وتقود الحضارة الإنسانية إلى معالم الحق وسبيل الرشاد , ولهذا أكمل الله بها الدين وأتمم بها النعمة .
والشريعة الإسلامية شريعة أخلاقية , وليست الأخلاق في الإسلام أباً يجمل صاحبه , ولكنها التزامات من واجبات الدين , والأخلاق في الإسلام غاية تربوية للعبادات , والتزام أدبي في المعاملات , يجعل حياة الناس قائمة على المعروف والحسنى , وقد حث الإسلام على أمهات الفضائل الإنسانية , ودعا إلى المثل العليا , وأثنى على مكارم الأخلاق والدعوة إلى تهذيب النفس عاملاً مشتركاً بين سائر الرسالات السماوية.
 

Post a Comment

Previous Post Next Post