نشأة البيروقراطية:
بما أن الإدارة العامة هي أداة الدولة في
تقديم خدماتها، وبما أن الدولة اتسع دورها نتيجة عدة أسباب ويأتي على رأسها :
تطور وظائف الدولة من نطاق الدولة
الحارسة (التي تقوم بثلاث وظائف فقط هي الدفاع والأمن والعدالة) إلى نطاق الدولة
الاشتراكية التي تقدم خدمات اجتماعية واقتصادية للمجتمع.
الحاجة الشديدة لخدمات الدولة خاصة بعد
الحربين العالميتين المدمرتين.
نتيجة ذلك برزت مؤسسات الإدارة العامة
كتنظيمات ضخمة الحجم ضخامة شديدة، وهذه الضخامة ليست حكراً على المنظمات العامة
ويمكن أن نجد منظمات أعمال ضخمة، إلا أن صفة الضخامة التنظيمية لمؤسسات الإدارة
العامة صفة ملازمة لها.
إنّ النتيجة الطبيعية لتضخم المنظمة،
وزيادة حجمها، هو:
1. زيادة عدد العاملين فيها (رؤساء
ومرؤوسين).
2. زيادة المستويات الإدارية فيها.
3. تخصص الفرد في جزء بسيط من العمل.
4.
صعوبة الاتصال إذا لم يكن هناك نظاماً رسمياً .
5.
إلغاء الطابع الشخصي في العلاقات
.
كلّ هذا يؤدي إلى
صعوبة الاتصال إذا لم تتجه نحو الرسمية وإلغاء الطابع الشخصي، فالمنشأة التي
يمتلكها فرد واحد ويوظف لديه عامل واحد، مثل هذه المنشأة لا تواجه مشكلة في
الاتصال، بينما المنظمة التي توظف عشرة آلاف عامل لديها مشكلة في الاتصال؛ ولذلك
تتجه نحو الرسمية وإلغاء الطابع الشخصي في الاتصال وتحديد العلاقات، وذلك بوضع
اللوائح والنظم والقواعد المسيرة للعمل والمحددة له، وهذا هو معنى البيروقراطية.
إرسال تعليق