إن هذا العصر الذي نعيشه اليوم عصر العلوم والمعلوماتية قد دفع عددا كبيرا من كتاب أدب الأطفال يكتبون كتبا ذات مضامين علمية وأدبية وطنية ودينية وغيرها، والابتعاد عن المضامين غير المناسبة للاطفال.
ولكن القصص ذات المضمون العلمي قليلة العدد إذا ما قورنت بغيرها من أنواع القصص الأخرى، لذلك اخترت أن يكون موضوع البحث "القصص العلمية"، واخترت الكاتب محمد حجيرات لتميزه بالقصص العلمية لإكساب الطفل المعرفة بالإضافة إلى القيم التربوية المختلفة.

ويفترض هذا البحث ان القصص العلمية تحتوي على قيم تربوية كثيرة اضافة الى اكتساب المعرفة والعلم وتقدم باسلوب ممتع خال من الجفاف.
ويفترض هذا البحث ايضا ان الكاتب محمد حسين حجيرات نوع وجدّد في مضامين قصص الاطفال نظرا لاهميتها في تنشئة جيل الطفولة وتطوره واعداده للحياة وجمل النصوص باساليب فنية متنوعة للرقي بعملية الكتابة.

اذا لا بد من طرح الاسئلة التالية:
-       ما هي صور القيم التربوية التي قدمها الكاتب محمد حجيرات في قصص الاطفال ؟
-       كيف تساعد هذه القصص في توجيه تفكير الطفل نحو التعلم وحب المعرفة والاستطلاع ؟
-       كيف يمكن ان تساعد الاساليب التي استخدمها الكاتب في فهم القصة للوصول الى المتعة ؟

لذلك قمت بتقسيم البحث الى مقدمة وثلاثة فصول وخلاصة وتحدثت في الفصل الاول عن القصص العلمية ضمن ثلاثة مباحث، المبحث الاول تعريف القصص العلمية واهداف القصص العلمية، المبحث الثاني ظهور القصص العلمية والشروط التي يجب مراعاتها عند كتابة هذا اللون من القصص، والمبحث الثالث نبذة عن حياة الكاتب محمد حجيرات.

الفصل الثاني تحدثت عن القيم والمضامين التربوية في ادب الطفولة واسلوب كتابة القصة ضمن مبحثين: المبحث الاول وفيه مطلبين: تعريف القيمة، وانواع القيم، اما المبحث الثاني تعريف باسلوب كتابة القصة.
والفصل الثالث هو فصل تطبيقي قمت بتحليل اربعة قصص تنتمي الى القصة العلمية للكاتب محمد حجيرات:
قصة الاولى "عودة الخروف الضائع"
قصة الثانية "وردة في الظلام"
قصة الثالثة "حنان والتوائم الثلاثة"
قصة الرابعة "سبأ واخواتها الثلاثة"

ملاحظة: في الفصل الثاني بالمبحث الثاني تحدثت فقط عن اسلوب كتابة القصة من حيث اللغة والسرد والحوار ولم أتحدث عن عناصر بناء القصة من حيث الحدث والحبكة والزمان والمكان لانني لو تحدثت عن ذلك سوف أحتاج الى اشهر حتى أنهي البحث والى مئات الصفحات وأردت الحديث فقط عن القيم والمضامين في القصص العلمية لكننا لم أكتف بذلك لأني حتى أستطيع الحديث عن القيم والمضامين بحاجة الى ذكر اسلوب الكاتب.


تعدد التعريفات حول مفهوم القصص العلمي، وصبّت جميعها في مرفد واحد، فبعضها فصل ما بين القصة العلمية وقصة الخيال العلمي، والبعض الاخر دمج بينهما تحت عنوان واحد القصة العلمية، ومن ابرز هذه التعريفات:
القصص العلمي: نوع من القصص يدور حول بحث علمي او اكتشاف او اختراع في عصر من العصور وغالبا ما يعرض البيئة التي نشأ فيها المخترع وصفاته الشخصية وقدرته على اختيار العقبات التي تقف في طريقه وكيف يتغلب عليها وصولا الى اختراعه او كشفه العلمي، وبعض هذه القصص يعني بالخيال عناية واضحة[1].

ومن امثلة القصص العلمي وقصص الخيال التي اقبل الاطفال على قراءتها: عقلة الاصبع في جسم الانسان، بتهوفن يسمع بالعصا، اسلحة الحيوانات، شمعة تحترق، لقاء مع قطرة ماء، كيف تطير الطائرة، خفايا الحياة في تل النمل، وهي قصص تتناول الثقافة العلمية وتدور حول ما يحيط بنا من السماء والكواكب وما على الارض من حيوان ونبات وتحت الارض من خفايا واسرار في الانسان من آلات واجهزة ودورات[2].

والقصة العلمية عند البعض قصة خيال تبحث عن المجهول بعبارات علمية مفهومة مستعملة الاختراعات الخيالية والاكتشافات في امكنة تشمل داخل الارض والكواكب الاخرى وحتى الذرة اما الزمان فغالبا ما يكون في المستقبل البعيد في الماضي القريب التاريخ وفي ابعاد جديدة[3].




[1]  حسن شحاتة، ادب الطفل العربي- دراسات وبحوث (القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2004)، 108.
(فيما بعد انظر شحاتة).
[2]  المصدر السابق، 108.
[3]  محمود قاسم، الخيال العلمي ادب القرن العشرين (د.م: الدار العربية للكتاب، 1993)، 16.
(فيما بعد انظر قاسم).

Post a Comment

Previous Post Next Post