تعريف القيمة

تعريف القيم

حتى تكون القصة وسيلة ناجحة للتربية لا بد ان تشكل القيم التربوية ركنا رئيسيا في القصة وتثير الاهتمام بالعلم والفن والادب والطفل بحاجة لان يتعلم القيم الايجابية حتى يسلك مسلكا صحيحا ويجب ان لا تقتصر القصص فقط على نقل المعرفة بل تغرس وتنمي العادات والاخلاق الحميدة وتحذف القيم السلبية التي تؤثر سلبيا على سلوك الطفل.

وفي هذا الفصل وفي هذا المبحث سنتعرف على تعريف القيم وانواع القيم.

القيمة من الناحية اللغوية تعني الاستقامة والاعتدال والتوجه الى الغايات دون ميل واتباع المنهج الحق[1].

وعلم النفس يعرف القيم بأنها تنظيمات لاحكام عقلية معممة نحو الاشخاص والاشياء والمعاني التي توجه رغبتنا واتجاهاتنا نحوها، وهو مفهوم ضمني غالبا ما يعبر عن الافضل والامتياز ودرجة التفصيل التي ترتبط بالاشخاص او الاشياء او المعنى.

وقد تم تناول مفهوم القيم في القاموس التربوي عام 1959 على انها كل الصفات ذات الاهمية البالغة للنواحي السيكولوجية والسوسيولوجية او الاخلاقية او الجمالية وتتصف بالجماعية[2].

ولا يوجد مجتمع انساني يخلو من القيم التي تعطي لحياة افراده معنى وغرضا وتنشأ هذه القيم في المجتمع استجابة من الافراد للقوى والضغوط اتي تفرضها البيئة وتشبث الافراد بهذه القيم عن وعي منهم كما انهم ينقلونها ويلتزمون بها في سلوكهم.

وتتخذ انماط السلوك في المجتمعات مسارا وفق مجموعة من القيم وللقيم اهداف وغايات شخصية او اجتماعية تعد نواتج ثقافية من المجتمعات التي يعيش فيها الافراد. وفي ظل الظروف والمتغيرات التكنولوجية ما احدثه التطور العلمي السريع من ضياع الكثير من القيم كان في نتيجتها ادخال مفاهيم جديدة لا تتناسب مع واقعنا ومجتمعنا واختفاء الكثير من قيمنا المستمدة من تراثنا الثقافي وتلاشيها نسبيا.

والقيم لا تكون دائمة التغير والتبديل ولا تدوم دواما مطلقا فالاستمرار نسبي والتغير نسبي للقيم يخضعان دائما لظروف المجتمع.

والدين هو مستودع القيم والمثل العليا ورافد اساسي في روافدها وتمثل القيم جزء هام من ثقافة المجتمع اتي تشمل ايضا السلوك الاجتماعي والمعتقدات والقوانين وكل نتاج المجتمع يتم نقله عن طريق عملية التنشئة الاجتماعية التي تستمر طوال حياة الافراد لاكسابهم وظائف لها دورها في المجتمع.

كما تشكل القيم مكانا هاما من مكونات مفهوم الذات ومحورا رئيسيا للسلوك الانساني فلكل فرد نظام هرمي يحكم سلوكه ويعكس بشكل او بآخر حاجاته واهتماماته والنظام الاجتماعي والثقافي التي يعيش فيه [3].

---

[1] حلاوة، 175.

[2]  المصدر السابق، 176.

[3] حلاوة، 175-173.