دراسة العلاقات بين الثقافات وتجديد مفهوم الثقافة
رغم أان الأنثروبولوجيين الانتشاريين اهتموا كثيرا ً بظواهر الاقتراض واتشار السمات الثقافية إلا أن جهودهم لم تركز سوى على جانب نتيجة الانتشار ، ولم تصف سوى الحالة النهائية لتبادل ٍ باتجاه واحد ، وهذا يستدعي بالضرورة أنه لا يلزم من الانتشار أن يكون هناك احتكاك مباشر بين الثقافة المعطية والمتلقية .
ولكن ... ماذا عن الحالات التي يكون فيها التبادل ثنائي الجانب – أي في كلا الاتجاهين – وماذا لوحصل ذلك بفعل الاحتكاك المباشر ؟
إنها " المثاقفة " حينئذ والتي تعني : تبادل التأثير الثقافي من قبل ثقافتين تتصلان ببعضهما اتصالاً مباشرا ً ومستمرا ً مهما كانت طبيعة هذا الاتصال وأهدافه .
س1/ ما أسباب تأخر الدراسات المتعلقة بالمثاقفة ؟
ج/ يكمن السبب في خضوع الإتنولوجيين تجت ما يسمى بأسطورة البدائي ، وتعني ببساطة انهماكهم بدراسة المجتمعات البدائية بناء على أن تعريف البسيط أسهل من تعريف المركب وبالتالي فإدراكه أسهل ، والبسيط هنا هي : المجتمعات البدائية ، اما المركب فهي المجتمعات التي ازدادت تعقيدا ً بسبب التطور التدريجي فالمجتمعات البدائية لم تتأثر بالاحتكاك – إن وجد – إلا قليلا ً ، إذ ينظر إلى هذا الاحتكاك على أنه خلط بين الثقافات يفسد نقاءها الأصلي .
اختراع مفهوم المثاقفة
 في السابق كان ينظر لعملية المزج الثقافي على أنها أشبه ما تكون بعملية المزج البيولوجي سواء بسواء فهي تشكل لديهم ظاهرة سلبية أو مرضية إلى حد ما ، أما الأنثروبولوجيا فقد كانت تطمح إلى إيجاد وصف موضوعي للمثاقفة بعيدا عن المواقف المبدئية .
ولم تنشأ " المثاقفة " كمصطلح إلى على يد " بوي " ورغم ذلك فلم يتكون التفكير المنهجي إزاء هذا المفهوم سوى في القرن العشرين .

Post a Comment

Previous Post Next Post