تعريف الأخلاق:
الأخلاق لغة:
الأخلاق في اللغة جمع خُلُق، والخُلُق اسم لسجية الإنسان وطبيعته التي خُلِق عليها.
والخلق: لفظ يطلق على الدين والطبع والسجية([285]) فيطلق على الصفات الراسخة في أعماق النفس الإنسانية يقول ابن فارس: «الخُلق وهو السجيةُ لأن صاحبه قد قُدِر عليه، يُقال: فلان خليق بكذا، وأخلق بكذا أي ما أخلقه»([286]).
ويطلق لفظ الخلق على حسب تقييده حسناً أو قبيحاً وفي ذلك يقول الطاهر بن عاشور في يقول: الخُلق السجية المتمكنة في النفس باعثة على عمل يناسبها من خير أو شر وتشمل طبائع الخير وطبائع الشر ولذلك لا يعرف أحد النوعين من اللفظ إلا بقيد يضم إليه فيقال: خُلُق حسن، وفي ضده خلق قبيح، فإذا أطلق عن التقييد انصرف إلى الخلق الحسن»([287]).
واصطلاحاً:
يعرف الجرجاني الخلق بقوله: «الخلق عبارة عن هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويُسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة عقلاً وشرعاً بسهولة سميت الهيئة خُلقاً حسناً، وإن كان الصادر منها الأفعال القبيحة، سُميت الهيئة التي هي المصدر خُلقاً سيئاً»([288]) وقريبٌ من هذا التعريف تعريف أبي حامد الغزالي الذي يقول بأنه: «هيئة في النفس راسخة، عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية»([289]).
فالخلق: صفة مستقرة في النفس ذات آثار في السلوك محمودة أو مذمومة.
ويستفاد من هذه التعريفات للخلق أن هذه الصفة إن لم تكن مستقرة فليست جديرة بأن تُسمى خلقاً؛ فمن كتم غضبه مرة لأمر ما لا يُسمى حليماً إن لم يكن هذا خلقه دائماً.
ومن مقتضيات تلك التعريفات كذلك: أن يتكرر الفعل بصورة دورية عند وجود ما يقتضيه فيكون هذا التكرار مؤشراً على وجود قوة راسخة ونزعة ثابتة في النفس، وأن يقوم الدليل على أن هذا الفعل صادر بصورة تلقائية عن النفس وليس تصنعاً أو استجابة لأثر خارجي كالخوف أو الحياء، وأن يصدر هذا الفعل بسهولة ويُسر([290])، ولكن هذا لا ينفي أن للتكلف دوراً في اكتساب الخلق؛ لأن هنالك فرقاً بين الخلق والتـخلق وبين الطبع والتطبع، فيكون التكلف في هذه الحالة سبيلاً لاكتساب الخلق.

Post a Comment

أحدث أقدم