الأخــــــــلاق
في الإسلام
للأخلاق في الإسلام
منزلة عظيمة ومكانة جليلة، وقد جعل الله الأخلاق الفاضلة من خصال التقوى، ولا تتم التقوى
إلا بها، وجاءت النصوص العديدة في الكتاب والسنة الآمرة بالأخلاق الفاضلة والمبينة
لمكانتها ومنزلتها، .
ومكارم الأخلاق في
الإسلام ضرورة اجتماعية تعين على تماسك المجتمعات وتعاونها، وقد وردت نصوص كثيرة تدعو
إلى تعميق أواصر المحبة والتعاون في المجتمعات الإسلامية، ومتى فقدت تلك الأواصر تفكك
أفراد المجتمع وتصارعوا على أساس المنفعة والمصلحة مهما بلغت تلك المجتمعات من التقدم
العلمي والتقني، فكيف تكون الثقة بالعلوم والمعارف وضمان الحقوق إذا فقدت فضيلة الصدق؟!
كيف يكون التعايش بين الناس في أمن واستقرار والتعاون بينهم لولا فضيلة الأمانة؟! كيف
تكون أمة قادرة على إنشاء حضارة مُثلى لولا فضائل التآخي والتعاون والمحبة والإيثار؟!
إن الأخلاق الفاضلة في الأفراد والجماعات تمثل المعالم الثابتة التي تقوم عليها الروابط
الاجتماعية ويرتكز عليها صلاح المجتمعات وفي الحديث قال ^: «إذا أتاكم من ترضون خلقه
ودينه فزوجوه إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض»([281]).
وقد اعتنت الشريعة
الإسلامية بتزكية النفس وتهذيبها، وتطهيرها من نزغات الشر والإثم وإزالة حظ الشيطان
منها، وتنمية فكرة الخير فيها، ومتى حصلت في النفس هذه التزكية غدت صالحة لغرس فضائل
الأخلاق فيها ([282]).
ومتى تزكت النفس
وتهذبت طباعها استقام السلوك الداخلي والخارجي منها، وقد جاءت النصوص مؤكدة على صلاح
بواطن النفوس وتزكيتها وبذلك يصلح ظاهرها قال ^: «إن الله تعالى لا ينظر إلى أجسامكم
ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم»([283]).
وأخبر الله تعال
أن الفلاح لا يتحقق إلا بتزكية النفس من أدناس الشرك والأخلاق الذميمة
والمتأمل في هذه
الآيات وما سبقها يجد بأن الله قد أقسم فيها بأحد عشر قسماً على أن صلاح العبد وفلاحه
منوط بتزكية نفسه
وقد أخبر جل وعلا
بفوز من حقق التزكية بالدرجات العلى،
وللتربية أثر عظيم
في تزكية النفس، وقد كانت هذه التزكية من مهام الرسل عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم
قال تعالى عن نبيه محمد
والصلاة من أعظم
ما تزكو به النفوس بعد توحيد الله تعالى، ولذلك قرن الله تعالى بينها وبين التزكية
والصدقة تطهر النفوس وتزكيها،
وأعظم المجاهدة جهاد
النفس على طاعة الله تعالى ونهيها عن التكاسل عن الطاعات والتثاقل عن الخيرات، فالعجز
والكسل من أعظم مداخل الشيطان على المسلم لتثبيطه عن فعل الخير وبلوغ معالي الأمور،
وقد كان من دعاء النبي ^ التعوذ من العجز والكسل، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن
النبي ^ كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم وأعوذ بك من عذاب
القبر»([284]).
إرسال تعليق