صحب فكرة الغاية
تبرر الوسيلة:
نيقولا مكيافيلي
(1469-1527م) إيطالي، كان من أبرز كتبه كتاب: «الأمير»([332]) وهو عبارة عن توصيات
للقادة والحكام أنكر فيه بصراحة تامة الأخلاق المعترف بصحتها فيما يختص بسلوك الحكام،
فالحاكم يهلك إذا كان سلوكه متقيداً بالأخلاق الفاضلة لذلك يجب أن يكون ماكراً مكر
الذئب ضارياً ضراوة الأسد.
واستنتج أن لا يلزم
الأمير أن يكون متحلياً بفضائل الأخلاق المتعارف عليها ولكن يجب عليه أن يتظاهر بأنه
يتصف بها.
وتعتمد فلسفته على
دراسة النجاحات البشرية في وصول الناس إلى غاياتهم ولو كانت هذه النجاحات هي من قبيل
نجاحات الأشرار، فالغاية تبرر الوسائل المنافية لفضائل الأخلاق من أجل تحقيق النجاح
المطلوب ومن أجل الوصول إلى الغاية المقصودة وهي الظفر بالحكم والاستئثار به.
وتدعي النظريات المادية
ومنها نظرية (ميكافيلي) أن الناس لن تستقيم حياتهم ولن يحققوا التقدم العلمي والنجاح
بالنسبة للولاة والحكام إلا إذا نزعوا هذه العواطف الإنسانية من أنفسهم، وأن هذه القيم
مجرد دجل وخرافات تهدف إلى رعاية الغوغاء. هؤلاء الفقراء والضعفاء الذين يعوقون التطور
الإنساني – كما يزعمون – وأن على الأقوياء تحقيق أهدافهم بأي طريقة كانت ولو كان ثمن
ذلك القضاء على هؤلاء الضعفاء والذين يشكلون وصمة ضعف وعار في المجتمع القوي بأكمله ــ كما يزعمون ــ.
وخليفة مكيافلي في
انجلترا فيلسوف يدعى هوبس (1588-1679) وهو صاحب نظرية تنازع البقاء. يرى أن القوة إن
لم تكن روحاً للحق فهي على الأقل مقياس للحق. ونظرية كهذه لا تقيم وزناً لما هو عادل
أو غير عادل بل تجعل القوة والحيلة أس الفضائل كما تجعل الحق تابعاً للقوة. ومن الذين
لهم يد طولى في تثبيت فلسفة القوة الفيلسوف الألماني هيجل (1770-1831) فهو يرى أن القوة
صورة الحق وأن انتصار القوة معناه انتصار الحق ويرى أن الدولة تمثل القوة وأن على الدولة
استعمال القوة للدفاع عن نفسها أو للتسلط على الغير من دون عدل ولا رأفة([333]).
إرسال تعليق